الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة مستشهداً بالعلماء: قبر النبي أفضل من الكعبة والعرش والكرسي والسماوات

قبر النبي
قبر النبي

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن المسلم يعتقد وجوب تعظيم مكة كلها لأنها تحوي الكعبة المشرفة المسجد الحرام، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقولوا له: إن الله أذن لرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب» [رواه البخاري ومسلم].

 

تعظيم مكة المكرمة 

وأضاف جمعة، في فتوى له، أن من تعظيمهم لمكة المكرمة قالوا باستحباب الاغتسال قبل دخولها، حيث ذهب الفقهاء إلى أنه يستحب الغسل لدخول مكة لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فعن «ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنه كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ويغتسل ثم  يدخل مكة نهارا ويذكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه فعله» [رواه البيهقي في سننه الكبرى وأصله في صحيح البخاري]. وصرح الشافعية بأنه يسن الغسل لدخول مكة ولو حلالا للاتباع. 

 

تعظيم المدينة المنورة 
 

وتابع: كما إنهم يعظمون مكة والمسجد الحرام، فهم يعظمون المدينة المنورة والمسجد النبوي والروضة الشريفة، والروضة أصبحت الآن داخل المسجد النبوي، ولذا فإن المسجد النبوي الشريف أفضل بقعة على وجه الأرض، بل هو أفضل مكان في الوجود، وذلك لأن المسجد النبوي الآن يحتوي على القبر الشريف الذي يضم الجسد الطاهر للنبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

مكانة قبر النبي 

وواصل: والمكان الذي يضم جسد أعظم المخلوقات هو أفضل الأمكنة على الإطلاق، قال العلماء: إنه أفضل بقاع الأرض حتى المسجد الحرام،  وحتى الكعبة المشرفة، وإنه أفضل من السماوات حتى العرش والكرسي، فمن ذلك ما ذكره الإمام السبكي، حيث يقول: «أما المدفن الشريف فلا يشمله حكم المسجد، بل هو أشرف من المسجد، وأشرف من مسجد مكة (يعني بيت الله الحرام) وأشرف من كل البقاع، كما حكى القاضي عياض الإجماع على ذلك، أن الموضع الذي ضم أعضاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لا خلاف في كونه أفضل.

 

وواصل: ثم قال : ونظم بعضهم: 
جزم الجميع بأن خير الأرض ما  ** قد أحاط ذات المصطفى وحواها 
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت  ** كالنفس حين زكت زكا مأواها» 
[فتاوى السبكي، ج1 ص 278] والذي قال هذه الأبيات هو محمد بن عبد الله البسكري المغربي.

 

وأكمل: فهو أفضل البقاع، وهو وثاني مسجد الحرمين الشريفين، اختار موقعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فور وصوله إلى المدينة مهاجرًا، وشارك في بنائه بيديه الشريفتين مع أصحابه رضوان الله عليهم، وصار مقر قيادته، وقيادة الخلفاء الراشدين من بعده، ومنذ ذلك التاريخ وهو يؤدي رسالته موقعًا متميزًا للعبادة، ومدرسة للعلم والمعرفة ومنطلقًا للدعوة، وظل يتسع ويزداد، ويتبارى الملوك والأمراء والحكام في توسعته وزيادته حتى الآن. 

 

فضل الصلاة في المسجد النبوى

ويُسن للزائر الذهاب إلى المدينة النبوية للصلاة في المسجد النبوي الذي عّد الصلاة فيه خيرًا من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، فالصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، ثم ليسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

آداب زيارة المسجد النبوي

دعاء دخول المسجد النبوى يستحب للمسلم إذا أراد الحضور المسجد النبوي أن يفعل ما يأتي: أن يتنظف ويتطهر ويتطيب ويتجنب الحضور بروائح كريهة، وأن يقدم رجله اليمنى عند الدخول ويقول «بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك».

ويشرع للمسلم أن يصلي ركعتين تحية المسجد النبوي ، وإن صلاهما في الروضة الشريفة فهو أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» متفق عليه.

ويتوجه الزائر إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويقف أمامه مستقبلًا له ويبدأ بالسلام عليه صلى الله عليه وسلم بأدب وصوت منخفض ويقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته اللهم آته الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته ، اللهم أجزه عن أمته أفضل الجزاء , ثم يتحول إلى يمينه قليلًا ويقف أمام قبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيسلم عليه ويدعو له بالرحمة والمغفرة والرضوان ،ثم يتحول قليلًا مرة أخرى إلى يمينه ويقف أمام قبر عمر رضي الله عنه فيسلم عليه ويدعو له بالرحمة والمغفرة والرضوان.

ويُلاحظ أن بعض زائري المسجد النبوي يرتكبون بعض الأخطاء التي تعد من البدع التي لا أصل لها ولم يفعلها الصحابة رضوان الله عليهم ومن هذه الأخطاء التمسح بشباك الحجرة وبجوانب المسجد واستقبال القبر عند الدعاء، والصواب استقبال القبلة عند الدعاء.

ويُسن للزائر الكريم زيارة قبور أهل البقيع وفيها العديد من الصحابة ومنهم الخليفة الثالث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وكذلك زيارة قبور شهداء أحد ومنهم سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ويسلم عليهم ويدعو لهم كما علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقولوا عند زيارة القبول : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية.

كما يُسن للزائر طالما أنه يتواجد في المدينة أن يذهب متطهرًا إلى مسجد قباء وهو أول مسجد بني في الإسلام فيزوره ويصلي فيه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ورغب في ذلك.