الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ريشي سوناك رئيسا لوزراء بريطانيا.. التقلبات السياسية والاقتصادية تضرب أوروبا وتهدد قادتها

ريشي سوناك
ريشي سوناك

تعيش دول أوروبا الكبرى تقلبات سياسية واقتصادية عاصفة تؤدي لظهور حكومات جديدة وتغير حكومات وحدوث اضطرابات وتظاهرات، وكان من بين الدول التي شهدت تقلبا سياسيا هي بريطانبا، والتي أعلنت رئيسة حكومتها ليز تراس التقدم باستقالتها والانسحاب في أول أزمة واجهتها بعد توليها رئاسة الحكومة بـ 45 يوم. 

تراس لم تتحمل صدمات الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلادها بسبب تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد الأوروبي ومنها الاقتصاد البريطاني وقررت الانسحاب من الحياة السياسية، وعلى الفور تم ترشيح عدد من الأسماء البارزة داخل حزب المحافظين لتخلف تراس وكان من بينهم السياسي ذو الأصول الهندية ريشي سوناك الذي سبق له الخسارة أمام ليز تراس في المنافسة على رئاسة حزب المحافظين.

واستقالت تراس يوم الخميس بعد 45 يوما مضطربة في المنصب، معترفة بأنها لا تستطيع تقديم حزمة اقتصادية غير متقنة لخفض الضرائب، والتي اضطرت للتخلي عنها بعد أن أثارت غضبا داخل حزبها وأدت إلى اضطرابات في الأسواق المالية لأسابيع.

ريشي سوناك يحدد أولوياته في أول خطاب له | سكاي نيوز عربية
ريشي سوناك

ريشي سوناك رئيسا للوزراء

وأصبح وزير المالية البريطاني السابق ريشي سوناك رئيسا للوزراء في بريطانيا وزعيما جديدا لحزب المحافظين وذلك بعد انسحاب منافسته بيني موردونت، وزيرة العلاقات مع البرلمان.

وأعلن رئيس لجنة حزب المحافظين رسميا عن انتخاب ريشي سوناك زعيما للحزب، وبالتالي رئيسا للوزراء، ليخلف بذلك ليز تراس التي استقالت في وقت سابق.

وقاد سوناك، الذي شغل منصب وزير الخزانة من عام 2020 حتى هذا الصيف، اقتصاد بريطانيا المتراجع خلال جائحة فيروس كورونا. واستقال في يوليو احتجاجا على قيادة جونسون.

وانسحبت موردونت من السباق لزعامة حزب المحافظين البريطاني بعد فشلها في جمع ما يكفي من أصوات نواب الحزب، حيث أفادت التقارير بحصولها على 25 صوتا فقط، فيما جمع سوناك أصوات 194 نائبا.

وخلال الساعات الماضية رجحت كفة سوناك خاصة بعد انسحاب رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون من الانتخابات.

ميلوني تستلم منصبها على رأس الحكومة الايطالية | مصراوى
جورجيا ميلوني

إيطاليا واليمين المتطرف

ومن بين الدول كان للحرب الروسية الأوكرانية تأثير عليها كانت إيطاليا والتي شهدت انتخاب رئيس جديد للحكومة، وتعد جورجيا ميلوني أول امرأة تصل لمنصب رئاسة الوزراء، وأول شخصية يمينية متطرفة تترأس حكومة إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية.

وشهد الشارع السياسي الايطالي عودة اليمين المتطرف بعد 77 عام بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها الدول الأوروبية، حيث فازت رئيسة حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف جورجيا ميلوني في الانتخابات التشريعية الإيطالية، وبدأت فترة تعد من أكثر اللحظات تعقيدا في الاتحاد الأوروبي.

وتعد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية كانت دافعا أساسيا لاختيار اليمين المتطرف خاصة مع زيادة الديون وارتفاع الضرائب وزيادة نسبة البطالة .

ومن الأسباب الأخرى في صعود اليمين المتطرف مرة أخرى لأوروبا هو فشل الحكومات المتعاقبة في إيجاد حل لمشكلات كثيرة منها البطالة والهجرة وبصفة خاصة الهجرة غير الشرعية، وانتشار بعض من العمليات الإرهابية على الأراضي الأوروبية مما دعم الفكر المتطرف واليمين المتطرف. 

سلط فوز تحالف يمينى متطرف في الانتخابات الأخيرة في إيطاليا الضوء على وصول الأحزاب اليمينية المتطرفة الى الدول الأوروبية ، مع سياساتهم المثيرة للجدل خاصة وهم من أبرز المشككين في الاتحاد الأوروبى ورفضهم التام لسياسات الهجرة منذ أزمة اللاجئين التي تفجرت في عام 2015.

طارق فهمي: كلمة السيسي بالأمم المتحدة عرضت حلولًا لقضايا الإ | مصراوى
طارق فهمي

ماذا يحدث في أوروبا

ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمب، أستاذ العلوم السياسية، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن التغير في بريطانيا ليس تغير أشخاص فقد قدمت برنامج ولم يلقى قبول وخرجت بعدها بـ 45 تعلن استقالتها، واليوم ما تواجهه بريطانيا ليس شخصيات لأن هناك صراع داخل حزب المحافظين من حيث البرنامج والرؤية والتعامل مع تبعات المشكلة الشخصية وبالتالي لكي ينجح رئيس الوزراء والوزراء المختصين معها خاصة المال والاستثمار والاقتصاد والقطاعات التنموية لابد من وضع خطة من قبل حزب المحافظين والتعامل معها.

مؤكدا في تصريحات لـ “صدى البلد”، أنه لابد أن يعيد حزب المحافظين تجميع قواه، ولابد من التركيز على الملفات الاقتصادية ومحاولة انعاش القطاعات التنموية، ولابد من محاولة اقناع الناخب البريطاني أن الحزب لديه رؤية.

وأضاف فهمي عودة اليمين المتطرف لأوروبا هي ظاهرة باتت واضحة في أغلب انتخابات الفترة الأخرة وهذا ينم عن يمين عنصري ليس متطرف صعد بقوة في الساحة الأوروبية، وله خطورة من أن يمثل حالة من عدم الاستقرار في الدول الأوروبية، وهناك مخاوف لأن الوقت لا يسمح باي عدم استقرار خاصة وأن الأزمة الروسية الأوكرانية متصاعدة بصورة كبيرة.

ولفت فهمي أن حالة عدم الاستقرار في الأنظمة الأوروبية هو ما أتى باليمين المتطرف مرة أخرى، لأن في البرازيل لم يكن هناك من يرفض حالة المد اليميني بل تعاملوا معه ثم في بلجيكا وهولندا والنمسا، وبالتالي اليمين يدق أبواب أوروبا بصورة كبيرة وسيمثل تحدي كبير للاستقرار السياسي في أوروبا.