الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالذنب والطاعة.. خطيب المسجد الحرام: احذر أن يغلبك الشيطان مرتين

يغلبك الشيطان مرتين
يغلبك الشيطان مرتين

قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي ، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن من المسائل التي قد تخفى على كثير من الناس وتُعدُّ من مكايد الشيطان الخبيثة والمكاره الكبار ألا يكتفي بإيقاع العبد في المحرمات، بل يوقعه أيضاً في ترك الواجبات.

يغلبك الشيطان مرتين 

وحذر "غزاوي" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة ، قائلاً:  احذر أن يغلبك الشيطان مرتين، مرة بإيقاعك في الذنب، وأخرى بتركك الطاعة؛ إذ قد يصاحب وقوعَ العبد في المعصية قنوط من التوبة وشعور بالعجز أن ينفك عن حاله؛ فيدفعه ذلك إلى ارتكاب جميع المعاصي، ويكون معتقداً أنه مادام مسرفاً على نفسه بالعصيان فلا توبة له .

وأضاف أنه يسوغ لنفسه أن يتوقف عن أداء ما افترض الله عليه وأوجب بحجة أنه لا يصلح للعاصي مثله أن يصلي ويصوم وينصح ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويفعل الخير، فما أعظم تلبيس إبليس عليه، إذ سول له أن يقطع صلته بدينه وما يجب عليه!، منوهًا بأنه مهما طال بُعد المرء عن ربه فله أن يتوب ما دام أنه في زمن المهلة”، ففضل الله واسع ولا يأس من رحمة الله، بل كلما وقعت من العبد ذلة أحدث لها توبة فالله يحب التوابين ويحب المتطهرين”.

حال من كبَّله الشيطان 

ونصح: لا تكن كحال من كبله الشيطان ومنعه من الخير والإحسان وحجبته معاصيه أن يُصلح نفسه ويتلافى نقصه، مشيرًا إلى أنه من الناس من إذا نصح في ترك شيء من المعاصي امتنع ولم يستجب للنصيحة بحجة أن لديه من كبائر العصيان ما لا يعلمه هذا الناصح وأن الأمر ليس متوقفاً على هذه المخالفة وحسب، وهذا خطأ؛ فكلّ ذنب له توبة تخصّه، ولا تتوقّف التّوبة من ذنب على التّوبة من بقيّة الذّنوب ، كما لا يتعلّق أحد الذّنبين بالآخر.

وأوضح أنه يجب على العاقل ألا يستجيب لمكر الشيطان وألا ييأسَ من روح الكريم المنان؛ إذ إنّ في النفس البشرية فطرةً طيبة تهفو إلى الخير وتُسَرُّ بإدراكه، وتكره الشر وتحزن من ارتكابه، وترى في الحقّ امتداد وجودها وصحّة حياتها ، لأن فضل الله واسع، لا تقتحمه العبارة، ولا تجسر إليه الإشارة، فلا يأس من رحمة الله، بل كلما وقَعَتْ مِن العبد زلة أحدث لها توبة متذكراً على الدوام قول الملك العلام ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ﴾.