الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخميس.. منى العساسي تناقش “ليالي الهدنة” بأتيليه القاهرة

منى العساسي تناقش
منى العساسي تناقش “ليالي الهدنة” الخميس

يعقد أتيليه القاهرة حفل مناقشة وتوقيع رواية “ليالي الهدنة ..مطارحات الألم ” والصادرة عن دار ميريت للنشر والتوزيع للكاتبة و الروائية منى العساسي.

يناقشها الناقد والأكاديمي عادل ضرغام ، والناقد والأكاديمي شريف الجيار ، والكاتب والناقد الأكاديمي الدكتور كمال مغيث، والفنان أحمد الجنايني، وذلك في تمام الساعة 7 مساء الخميس الموافق 20 أكتوبر .

وتقول الكاتبة الروائية منى العساسي “ليالي الهدنة” رواية تنتمي إلى تيار الوعي، هي عبارة عن 35ليلة، تحاور فيها البطلة نفسها، خلال هذا الحوار تحكي عن علاقتها برجل خمسيني، تبحث معه عن مشاعر الأمان والاستقرار، يتبين من خلال الحوار الذي يدور داخل عقلها الواعي أو اللاوعي الهوه الكبيرة بينها بين عالمها المعاش وعدم قدرة هذا العالم عن منحها مشاعر السعادة أو الأمان المرتجى.

وتتابع العساسي: لا نستطيع أن نتبين أين المشكلة فلا إجابة واضحة على الأسباب التي أدت إلي عدم اكتمال الحياة لديها . هل الأزمة تكمن في العلاقة الزوجية أم في الرجل الخمسيني ؟ هل الأزمة تكمن في علاقتها بالجنس الآخر بشكل عام؟ لا نعرف أين الإشكالية بالضبط.

تنتهي الرواية بقرار أتخذته البطلة بقطع علاقتها بكل هذا العالم المتشابك الذي يتميز بالنضوب، قطعت علاقتها الزوجية كما قطعت علاقتها بذاك الرجل الخمسيني لتخوض مغامرة كبيرة بحثا عن عالم جديد يمنحها ما تفتقده، كما تعبر ليلة فقدت ترتيبها عن العنف الكامن داخل البطلة في علاقتها بعالمها.

تشير العساسي إلى أن هذا العنف هو الذي دفعها الي الخروج بحثا عن عالم جديد، وبصيغة ما تتمثل الكاتبة في ليلة فقدت ترتيبها وليلة الخروج تعبير عن ما يشبه نوع من الدعوة إلي كل مثيلات البطلة من النساء إلي تقطيع أواصل مثل هذه العلاقات المسرطنة، فلا يقبلن بوضع غير إنساني تدعوهم للخروج بالرغم من كونها لا تعدهم بعالم مثالي إلا أنها تطلب منهم أن يتحلوا بالشجاعة فمهما كان القادم سيكون أفضل.

من اجواء الرواية

صباح كئيب حملتنى فيه قدماى إلى خارج المنزل، أتلمَّس فى زحام الطرقات ضياعًا مناسبًا لأفكارى التى لا تكف عن جلدى، ودواءً لجرح نُقش بعمق روحى، فجأة وجدتهما تأخذاننى إلى رصيف القطار.

مررت بموظف شباك التذاكر، طابور من المسافرين تكدس أمامه، استقبلنى بابتسامته المعاتبة وجملته المعتادة: دائمًا ما تأتين متأخرة يا دكتورة.. ارتاحى، سأبحث لك عن تذكرة.

لا أدرى لماذا قرر أن يمنحنى لقب دكتورة من أول يوم رآنى فيه على الرصيف؟
أجبته بابتسامة باهتة: حسنًا، سأنتظرك على المقهى الخارجى.

جلستُ أراقب الوجوه المجهدة، أبحث فى الزحام عن وجه اعتدت أن أودعه بقُبلتين ومكالمة هاتفية، وشغف كبير لضمة أحملك فيها ببن أضلعى قبل الرحيل.
أسرفت فى الخيال حتى خيّل لى أنى أراك فى كل قادم.

لم يمر الكثير من الوقت حتى امتلأ الرصيف بالمسافرين، ولم أعد أرى سوى أقدام، لم أعد أميز صوتًا أو حكاية مكتملة الشكوى، لصديق أو ربما لغريب قابله صدفة هنا، كثرت الحكايات، وتداخلت الأصوات، وفى أذنى صوت واحد فقط، أتانى قويًّا هادئًا واضحًا جليًّا رغم الضجيج، كما لو أن العالم سكن لأجله، كى يهمس فى قلبى قبل أذنى بسؤال مباغت شغوف.. متى ستأتين.

انفرجت شفتاى ببسمة معلنة عن موافقتى، وهمست بصوت مرتفع: الآن، الآن سأراك.. قلت ذلك وأنا أنظر إلى شاب جلس أمامى، عيناى مثبتتان فى عمق عينيه المندهشتين من نظراتى المفتونة بك، حتى سال لعابه، وأخذ يبتلع ماءه الذى ملأ تجويف فمه، تساقطت عيناه فى عينى حياء، ولملم بعضه مرتبكًا، وانصرف.


-