بملامحه الجادة التي تحوي داخلها الكثير من حكايات وطنه موريتانيا، كان لقاءنا مع الحكواتي الموريتاني يحيى ولد الراشد، الذي قرر البوح لنا عما بداخله وعن اعتزازه بتراث أجداده داخل موريتانيا، فقد التقنياه خلال ملتقى الشارقة الدولي للراوي بالإمارات والذي أقيم في الفترة من 21 إلى 24 سبتمبر الماضي والذي حمل عنوان "حكايات البحر".
الحكواتي الموريتاني يحيى ولد الراشد، رئيس منظمة رواد الصحراء، وتحدث معنا عن تجربته إذ ذكر أنه بدأ عمله كحكواتي في مرحلة متأخرة من عمره، إذ حفظ الكثير من الحكايات، التي تخص تراث مجتمعه، لكنه خلال تلك الفترة وأثناء عمله في السياحة داخل موريتانيا، تأثر بالحكائين الفرنسيين، الذين فتحوا له آفاقًا جديدة في مجال الحكاية، وممارستها "نحن في موريتانيا نسبة السياحة لدينا من جانب الفرنسيين تقترب من الـ 90%؛ لذلك فأنا أردت نقل حكايتنا، والتي ترجمناها للغة الفرنسية، وقد لاحظت في تلك الفترة أن الموضوع أكبر وأعمق من مجرد نقل حكاية لسائح، بل اكتشفت ذاك البعد التراثي لحفظ الحكاية الموريتانية، وقد نجحت محاولاتي في تدريس الحكاية كمادة دراسية داخل موريتانيا، فنحن أردنا أن تكون حكاياتنا حاضرة، فقد كانت الجدات تحكي دائمًا للأطفال الصغار الكثير من الحكايات، لكننا الآن نستخدم الحكاية في المناهج الدراسية، وكذلك في المناسبات الثقافية.
حكايات التراث الموريتاني
يضيف يحيى ولد الراشد خلال حديثه لـ صدى البلد: أنه دائمًا ما يقوم بتقديم حكايات عن العمق الموريتاني وهي حكايات صحراوية، وكذلك حكايات ديلول والذي يعد شخصًا حكيمًا تأثر به الموروث الشعبي داخل موريتانيا، فهذه الحكايات خليط بين الحكاية البدوية والصحراوية، ولكن بشكل عام فنحن لاحظنا أن حكايات الشعب الموريتاني التي نحكيها هي حكايات عالمية، يتم تداولها في العالم كله.
يرى يحيى ولد الراشد أن الثقافة والحكاية الموريتانية تمتاز عن أي حكاية في العالم، لأنها تتحدث دائمًا عن محيط الإنسان، خاصة أنها تأثرت بالصحراء وكذلك البحر، الذي أضفى الكثير على هذا التراث، ولكن وهي ترمز لخصوصيتنا عن باقي شعوب العالم، لكن بالشكل عام تحاول العولمة خلال اللحظة الراهنة ضرب ثوابتنا الثقافية، إلا أننا لم نتأثر بمثل هذه المحاولات حتى الآن "نحن لدينا أيضًا عمق داخل إفريقيا وعمق عربي، فالحكاية الموريتانية متشابكة وبها مزج بين إفريقيا والعرب، وهذه الأمور كانت مصدر ثراء بالنسبة للحكاية الموريتانية، فنحن أولاد ثقافتين، كلاهما قدمتا لنا الكثير.