الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا يحدث لحظة إفاقة المُحتَضَر عند موته؟ خطيب المسجد الحرام : 21 مشهدًا

 إفاقة المحتضر عند
إفاقة المحتضر عند موته

قال الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام ،  إن بعض أهل العلم يقول إن من أعظم المواقف الواعظة إفاقة المحتضَر عند موته،  فقد قالوا: "إنه ينتبه انتباهاً لا يوصف ويقلق قلقاً لا يُحد ، ويتلهف على ما مضى من زمانه، ويتمنى لو تُرِك ليرجعَ ويتداركَ ما فاته ، ويصدقَ في توبته .

إفاقة المحتضَر عند موته

وأضاف " بن حميد" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة لأنه يعاني من الموت ما يعاني ، ويكاد يقتل نفسه أسفا وحسرة،  ذلك أن الموتى انتهت فرصهم في الحياة وقد عاينوا الآخرة، عرفوا ما لهم وما عليهم، أدركوا أنهم كانوا في نعم فهل حفظوها، وفي أوقات فهل أحسنوا العمل فيها، وأي حسرة وأي ندامة هم الآن فيها كانوا يعيشون بين الورى فأصبحوا تحت الثرى، كانوا في الوجود ثم صاروا إلى اللحود، رهائن أعمالهم لا يطلقون وغرباءَ سفر لا يعودون.

 وأشار إلى أن هذه هي حال الدنيا ، وهذه حال أهلها ، وحال من فارقها، لكن ها هنا وقفة مع مسألة عجيبة وحال غريبة بُسطت في الكتاب والسنة، مسألة تتحدث عن مواقف لهؤلاء الأموات فيها العظة ، والعبرة ، والدرس ، بل فيها المبادرة والمسارعة لمن وفقه الله وأعانه، منوهًا بأن الأموات انتقلوا من عالم الغيب إلى عالم الشهادة ، عاينوا الجنة ، وشاهدوا النار ، رأوا ملائكة الله ، وعرفوا حقيقة الدنيا ، وحقيقة الآخرة وأيقنوا وهم في البرزخ أنهم سيبعثون ليوم عظيم ، يومٍ يقوم فيه الناس لرب العالمين اقرأوا كتاب ربكم.

أماني الأحياء

وتابع:  وانظروا في سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم لتعرفوا هذه المسألة ، وتتعرفوا على هذه القضية إنها أمنيات الموتى، مشيرًا إلى أن كل الموتى يتمنون لو رجعوا إلى الدنيا : الصالحون وغير الصالحين،  أما الصالحون فيتمنون المزيد من العمل الصالح لما يرون من الكرامات ، والدرجات ، وعظيم النعيم. وأما المقصرون فيتمنون الرجوع ليستدركوا ويستعتبوا، منبهًا إلى بعض أماني الأحياء فالفقير في الدنيا يتمنى الغنى ، والغني يتمنى من المال مزيدا ، ومن العمر مديدا ، والغريب يتمنى العودة إلى أهله .

واستطرد: والمريض يتمنى الشفاء والعافية ، والعقيم يتمنى الولد ، والأعزب يتمنى الزواج ، أمنياتهم في وظيفة مرموقة ، وزوجة جميلة ، ومركب هنيء ، وبيت واسع ، ومكانة اجتماعية ، ومزيد من المال والعقار ، والسفر والتنقل ، ومزيد من البهجة والانبساط ، وهكذا هم أهل الدنيا : المقل لا يقنع ، والغني لا يشبع ، والأماني لا تنقطع .

وحث  المسلمين أن يجتهدوا في طلب الخير لأنفسهم ، وأن يسألوا ربهم من خيري الدنيا والآخرة ، وأن يتأملوا قول بعض السلف: "لو علم العبد ما بقى له من أَجلَهِ لزهد في طول أَمَلِه ، ولَجد َّفي الزيادة من عمله"، وأن يكونوا من ذوي الهمم العالية والأعمال الجليلة، الذين لا يرضون بغير جنة الخلد بديلاً، ولا بغير الفردوس منزلاً.