الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عرف بالمجهول العظيم.. حكاية والتر سكون مؤسس الرواية التاريخية الذي وصل للإفلاس

والتر سكوت
والتر سكوت

تمتع الروائي الاسكتلندي السير والتر سكوت، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، بذاكرة حادة ونظرة ثاقبة مما أكسبه قدرة فائقة على إعادة تصوير مراحل مختلفة من التاريخ من خلال وصفه الدقيق وتصوير شخصيات من مختلف دروب الحياة، من الملوك حتى المتسولين، وكان والتر سكوت، من أوائل الكتّاب الذين أكدوا العلاقة بين الشخصيات والبيئة المحيطة بها، وطوّرها بعناية كبيرة. 


مزج السير والتر سكوت، في أعماله بين الواقعية واللون المحلي والرومنسية كما كان شديد التدقيق في تقصي طبيعة الحقب الزمنية التي صوّرها، وتركت أعماله أثراً لا يستهان به في أدب القرن التاسع عشر.


والتر سكوت، يعتبر واحد من أهم مبدعي الرواية التاريخية في الأدب الإنجليزي، بل من المعروف أيضاً أن معظم الذين خاضوا كتابة الرواية التاريخية خلال القرنين الفائتين، انما اهتدوا بأساليبه وساروا على خطاه، بحيث يعتبر أحد كبار الروائيين في العالم في هذا المجال، كما اعتبره الكثيرون مؤسس الرواية التاريخية، وأحد أهم أدباء الحركة الإبداعية (الرومانسية) في الأدب الأوربي. 


الراحل عاصر حروب نابليون، واهتم بالبحث في شؤون الآثار والتراث، وقد شغف منذ طفولته بالقصص والتراث الشفهي الذي يرويه الكبار في عائلته حول اسكتلندا مما أمده بالكثير من المادة التاريخية التي استخدمها في كتاباته فيما بعد، لذا تعالج أفضل كتبه موضوعات تتعلق باسكتلندا في قرن ونصف قبل زمانه، وتتخذ من أوروبا القرون الوسطى مسرحاً لها، وأُغرم بالقصائد الغنائية التي تتحدث عن أعمال بطولية وأساطير شعبية اسكتلندية، وكان قارئاً نهماً، شملت قراءاته كتابات بالإيطالية والإسبانية والفرنسية والألمانية واللاتينية.


وحققت كتابات سكوت نجاحاً مادياً كبيراً في البداية، لكنه تورط في مشاريع نشر انتهت بالإفلاس مما أثقله بالديون واضطره للعمل الدؤوب للوفاء بها، غير أن النتيجة الطبيعية لذلك التعجل في الكتابة كان يخفض من مستوى كتاباته عما كانت عليه في أعماله المبكرة، كما أن إجهاده لنفسه أثر في صحته، وفي أثناء رحلة للاستشفاء في إيطاليا أصيب بسكتة دماغية فأعيد إلى اسكتلندا حيث توفي.


وانصرف سكوت في بداية حياته الأدبية إلى كتابة الشعر، ولاقت أعماله نجاحاً منذ البداية، وكان أول أعماله «قصائـد وأغـاني مناطـق اسكتلندا الحدودية» مؤلف من ثلاثة مجلدات من القصائد تعود للتراث الشفاهي الاسكتلندي، تبعتها بعد ذلك عدة مجموعات من القصائد الغنائية، أظهرت إحداها التي تحمل العنوان «روكبي» اهتماماً كبيراً برسم الشخصيات مما أدى به إلى كتابة الرواية مع استمراره في كتابة الشعر، فتضاءلت مكانة الشاعر الكبير.


وكانت «ويفرلي» أولى روايات سكوت، وعالجت مرحلة هي مرحلة التمرد اليعقوبي عام 1745 في التاريخ الاسكتلندي ولاقت نجاحاً فورياً كبيراً، وقد نشرها تحت اسم مستعار، وهو ما دأب عليه بعد ذلك فعرف «بالمجهول العظيم» إلى أن اضطره إفلاسه للكشف عن هويته في عام 1827، وظل في السنوات الخمس عشرة التالية يصدر رواية إثر أخرى تتناول الحياة في اسكتلندا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ثم ما لبث أن وسع مسرح رواياته زماناً ومكاناً فكتب «آيفانهو» ثم «كوينتين دروَرد» و«الطلسم» حول العصور الوسطى والحروب الصليبية.