بـ781.2 مليون دولار.. كيف تحولت مصر من مستورد للغاز إلى مصدر عالمي؟

أنجزت مصر الكثير في ملف الغاز الطبيعي المسال خلال السنوات القليلة الماضية، حيث كانت الدولة قبل بضعة أعوام تستورد استهلاكها اليومي، قبل أن تعلن اكتفاءً ذاتيا، ثم تتحول لمرحلة التصدير، ليصل حجم صادرات الغاز الطبيعي المسال 781.2 مليون دولار في شهر يونيو.

صادرات مصر من الغاز والبترول

كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن تطور الصادرات المصرية من منتجات البترول في الفترة الماضية، والتي شهدت ارتفاع الصادرات المصرية من منتجات البترول والغاز الطبيعي المسال بنسبة كبيرة، وفقا للبيانات الرسمية، حيث سجلت نحو 781.2 مليون دولار في شهر يونيو الماضي، ارتفاعا من 522.8 مليون دولار في شهر يونيو عام 2021، بزيادة بلغت قيمتها نحو 258.4 مليون دولار وبنسبة زيادة بلغت 49.4%.

وتواصل صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال قيادة المنتجات والسلع المصرية المصدرة للشهر الثاني على التوالي، حيث شهد شهر مايو الماضي ارتفاع صادرات منتجات البترول والغاز الطبيعي المسال إلى نحو 726.4 مليون دولار، مقابل 504 مليون دولار فى نفس الشهر عام 2021، بزيادة بلغت نحو 222.4 مليون دولار، ونسبة زيادة بلغت 44.1%.

وشملت قائمة أهم السلع التي صدرتها مصر خلال تلك الفترة كلا من الصادرات من البترول الخام بواقع 267.8 مليون دولار في يونيو الماضي، مقابل 231.7 مليون دولار في نفس الشهر عام 2021، بنسبة ارتفاع بلغت 15.6%، ثم صادرات مصر من لدائن بأشكالها الأولية بقيمة 203.7 مليون دولار مقابل 157.4 مليون دولار خلال فترة المقارنة بزيادة بلغت 29.4%.

وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تراجع قيمة العجز فى الميزان التجاري ليصل إلى 3.21 مليار دولار خلال شهر يونيو الماضي، مقابل 3.66 مليار دولار لنفس الشهر من العام السابـق بنسبة تراجع بلغت 12.4٪.

مصر مصدر إقليمي وعالمي للغاز

ومن جانبه قال الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق، إن الاتفاقية التي تمت في يونيو بين مصر وإسرائيل لتصدير الغاز في أوروبا، وفيها يتم تسييل الغاز المصري وتصديره لأوروبا وكذلك يأتي الغاز الإسرائيلي إلى مصر ويتم تسييله وتصديره لأوروبا، ومصر لديها مصنعان لتسييل الغاز أحدهما في إدكو والآخر في دمياط.

وأضاف عبد النبي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن نسبة الغاز المصري والإسرائيلي الذي تصدره مصر لأوروبا تصل لـ 15% من نسبة الغاز التي كانت تصدرها روسيا لدول أوروبا، تبعا للاتفاقية التي تمت تبعا لمنتدى غاز شرق المتوسط.

ولفت عبد النبي أن كل مصنع من المصنعيين المصريين لتسييل الغاز يستطيع يوميا أن يصدر 2 مليار قدم مكعب من الغاز لأوروبا أي ما يعادل 12 مليون طن سنويا، مضيفا ان مصدر دمياط عاد للتصدير بعد توقف دام 8 سنوات، وهذا يعد اعتراف رسمي بأن مصر مصدر إقليمي رسمي لتداول الغاز وكذلك على المستوى العالمي.

وأوضح أن لا يوجد خطوط لنقل الغاز بين مصر وأوروبا ولا إسرائيل وأوروبا ولذلك يتم نقله لمصر ليتم تسييله في المصانع المصرية أي يصبح سائل ثم يوضع في خزانات كروية ويتم شحنه لأوروبا ليعيدوا تحويله من سائل لغاز.

وقال عبد النبي، إن مصر كانت تستورد الغاز قبل ظهور حقل ظهر، وأنه في 2013 كان هناك انقطاعات في الكهرباء بسبب نقص الغاز، وبعد اكتشاف ظهر، أصبح لدينا فائض يتم تصديره. 

مصر تتحول من الإستيراد إلى التصدير

وكانت مصر مستوردة للغاز الطبيعي إلى أن اكتشفت حقل ظهر الذي حقق رقمًا قياسيًّا خلال العام المالي 2021-2022 حيث بلغ حجم إنتاجه 2.7 مليار قدم مكعب غاز طبيعي يوميًّا وأن إجمالي الاستثمارات بلغ 741 مليون دولار ليحقق إجمالي استثمارات منذ بدء عمله 12 مليار دولار.

وسبق وأكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن هناك فرصاً كبيرة للتعاون بين دول منتدى غاز شرق المتوسط في استغلال احتياطيات الغاز بالمنطقة بالشكل الأمثل، وأن البنية التحتية المتميزة لمصر في مجال الغاز الطبيعى عنصر أساسي في نجاح هذا التعاون.

وأشار الملا إلى أن مصر توافقت مع دول المنتدى على سرعة تحقيق الأولويات خلال الفترة المقبلة والتي تتمثل في الاستفادة من الإمكانات والطاقات الكاملة لمصانع إسالة وتصدير الغاز الطبيعي بمصر والاكتشافات الحالية بمنطقة شرق المتوسط  للمساهمة في استغلال موارد المنطقة من الغاز بشكل اقتصادى ونقلها لأوروبا لتلبية جانب من الطلب.