سمر.. سيدة بسيطة، لم تنل شهادة جامعية واكتفت بالحصول على دبلوم تجارة، نظرا لضيق الحال، والدها موظف بسيط ووالدتها ربة منزل، ولديها شقيقتين، وهو ما كان يعد حملا على والدها.
حضرت سمر إلى محكمة الاسرة طالبة الخلع، ورافضة أي مساع للصلح، بعد أن تعرضت لأبشع انواع الظلم من زوجها.
بداية من تحت الصفر
وقفت سيدة شديدة الجمال، رغم ملامح الحزن أمام قاضي الأسرة، وقالت: “اسمي سمر، 30 سنة، حاصلة على دبلوم تجارة، وحاليا لدي عمل خاص يدر علي ربح معقول، وذاع صيتي بعد أن بدأت العمل في مشروعي من المنزل”.
وأضافت: “بعد الحصول على الدبلوم عملت بائعة في محل ملابس، وتعرفت على زوجي الحالي، كان شابا يعمل محاسبا في إحدى الشركات، براتب ضئيل جدا، لا يصلح للإنفاق على شخص بمفرده، وصارحني بحبه وطلب مني الزواج ووافقت، ولكني أخبرته أن أهلي على قدهم، ووافق هو على أن نضع راتبه على راتبي لنبدأ حياة بسيطة”.
كنت اشتهي اللحم
تابعت سمر: “تم الزواج في حفل بسيط، بحضور المقربين فقط تقليلا للنفقات، ورضيت بذلك رغم سماع الهمسات لماذا تتزوج سمر بهذا الشكل وهي أجمل بنات الحي”.
تحملت مع زوجي ما لم يتحمله بشر، كنت اشتهي اللحم الذي كنت اتناوله في بيت أهلي فقط، وكنت احتفظ بجزء من نصيبي لزوجي، حيث كان يعطيني ثلثي راتبه ويحتفظ بالثلث للإنفاق على مواصلاته ومتطلباته الشخصية.
ثلاجة بيتي للماء فقط
استكملت سمر: “ثلاجة بيتي دائما خاوية، ليس بها سوى الماء فقط، ولهذا لم أكن استقبل ضيوفا إلا والدي ووالدتي اللذان يحضران كل شهر ومعهما بعض الخزين، الذي أصبحت اعتمد عليه شهريا”.
كان لي جارة في نفس البيت الذي نسكن فيه، يعمل زوجها بنفس الشركة التي يعمل بها زوجي، إلا أن الرجل كان يمتلك سيارة معقولة، وزوجته ترتدي ذهبا وثياب فاخرة، وعندما استفسرت من زوجي عن سبب ضعف راتبه مقارنة بزميله في العمل، أكد لي انه شخص مرتشي، وله أساليب ملتوية لا يقبل بها زوجي، وحمدت الله أن زوجي شريف.
منغصات الحياة
استطردت الزوجة: “كانت حياتي تسير ببركة من الله، لم يعكر صفوها سوى عدم حملي طوال 5 سنوات هي مدة زواجي”.
“ذات يوم طلبت من والدتي سلفة، وذهبت مع زوجي لأحد الأطباء لمعرفة سبب تأخر الحمل، ليؤكد الطبيب أن زوجي لديه مشكلة تحتاج لتدخل جراحي، ولأننا لا نمتلك ثمن العملية والعلاج، رضيت بما قسمه الله لي على أمل فرج قريب”.
مشروع لتحقيق حلم الأمومة
تساقطت دموع سمر وهي تستكمل: “لأن حلم الامومة ظل يراودني، اقترضت مبلغ من عدد من معارفي، لأبدأ مشروع خاص، عله يساعد في حل جزء من مشاكلنا المادية”.
وتابعت: “بدأت في إعداد الوجبات، ونشرت إعلان على النت، وبدأ المشروع في التحسن تدريجيا، وكنت اسهر الليالي لإعداد الطعام، وأحيانا اواصل الليل بالنهار، وفي النهاية اجمع ما احصل عليه وامنحه لزوجي، واحتفظ فقط بثمن الخامات التي استخدمها، وبدأت شهرتي في الحي وفي محافظتي كلها”.
مرض زوجي وبداية المفاجآت
بعد أن بدأت الأحوال المادية في التحسن، بدأت افكر في الادخار لإجراء الجراحة لزوجي حتى يتحقق حلم الإنجاب.
في تلك الأثناء تعرض زوجي لحادث سرقة، أصيب خلاله إصابات بالغة، لكن الغريب ان اللصوص حاولوا سرقة سيارة كان يقودها، ولأول مرة اكتشف ان زوجي يقود من الاساس، ولأنه ظل في الرعاية المركزة فترة، لم أستطع معرفة أي معلومة عن الحادث، وسيارة من التي كان يقودها.
توالي المفاجآت العاصفة
توجهت إلى الشركة التي يعمل بها زوجي، لإبلاغهم بالحادث، والحصول على راتبه بعد أن أنفقت كل ما ادخرته على علاجه، واقترضت أيضا لإنقاذ حياته.
وفي الشركة توالت المفاجآت التي زلزلت حياتي بأكملها، حيث اكتشفت ان زوجي نائب مدير الشركة وليس موظفا عاديا، وأن راتبه يتخطى 40 الف جنيه شهريا، وأنه يوم الحادث كان يقود سيارته الخاصة، وهي سيارة حديثة اشتراها كاش، وبالبحث اكتشفت أيضا أن لزوجي حساب بنكي يتم تحويل راتبه عليه، وبطرق مختلفة توصلت إلى أن رصيد زوجي تخطى 5 ملايين جنيه.
قرار نهائي لا رجعة فيه
وقتها شعرت بأن الأرض تدور تحت قدمي، واظلمت الدنيا امام عيني، ومر شريط حياتي أمامي، كيف كنت أهون عليه أن اواصل الليل بالنهار لكسب جنيهات قليلة وهو يستطيع تغيير حياتنا، لماذا كان يقبل أن ينفق اهلي على بيتنا ويستحل جنيهات ابي الموظف البسيط رغم امتلاكه ملايين.
وصمتت لحظات قبل أن تنطق بهدوء: “جئت اطالب بوضع حد لمأساتي التي ربما تتحول الى جريمة، فلو لم أستطع الحصول على الطلاق، ربما افكر في قتل هذا الشخص الذي دمر حياتي وحرمني من أبسط الحقوق، حتى حقي أن أصبح ام”.