الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يختلف اتفاق إيران النووي مع أمريكا وأوروبا عن 2015؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أعلنت إيران يوم الجمعة أنها أرسلت ردها على الملاحظات الأمريكية على مسودة الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي، واصفة المسودة بأنها "بناءة"، وهو الأمر الذي ناقضته الولايات المتحدة بعد لحظات من الإعلان الإيراني.

واعتبرت الخارجية الأمريكية أن رد إيران على مقترحات واشنطن بشأن الاتفاق النووي عبر الاتحاد الأوروبي، لم يكن "بناءً"، مضيفةً: "ندرس الرد الإيراني وسنرد عليه عن طريق الاتحاد الأوروبي، لكنه للأسف لم يكن بناء".

ومساء الجمعة، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها تلقت الرد الإيراني، لافتة إلى أنها ستعرضه على جميع المشاركين الآخرين في المحادثات، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.

من جانبه أكد البيت الأبيض، أنه "ينبغي ألا يوجد أي اشتراط بين معاودة تنفيذ إيران للاتفاق النووي والتزامات طهران بموجب اتفاقية منع الانتشار النووي".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين: "ينبغي ألا يكون هناك أي ربط بين معاودة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة والتحقيقات المتعلقة بالتزامات إيران القانونية بموجب معاهدة عدم انتشار (الأسلحة النووية)"، في إشارة إلى تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع إيرانية غير معلنة.

تذمر إسرائيل

ورأت مجلة "ناشونال إنترست" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لابيد تذمر من انتهاك الرئيس الأمريكي جو بايدن لتعهدات قطعها على نفسه في وقت سابق، بالسعي إلى اتفاق "أقوى وأطول" من خطة العمل الشاملة المشتركة.

وقالت المجلة إن بايدن كان نائب الرئيس الأسبق باراك أوباما إبان توقيع اتفاق 2015 ومطلعًا على كل الجدل الذي كان دائرًا بين المؤيدين والمعارضين للاتفاق النووي، وحضر اجتماعات كثيرة مطولة في المكتب البيضاوي، وجلس مع أعضاء في الكونجرس وغيرهم من معارضي الاتفاق، وبإمكانه تذكر كل الحجج التي سيقت ضد الاتفاق، والأجوبة عليها.

ونظرًا إلى رفض إيران الإجابة على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول نشاطاتها النووية السابقة، قال رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، إن المسودة الحالية من الاتفاق ستكون خادعة وكاذبة.

وسارع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ووزير الدفاع بيني جانتس إلى زيارة واشنطن في منتصف أغسطس، لإجراء اجتماعات في البيت الأبيض والبنتاجون، في محاولة على ما يبدو لإقناع نظريهيما الأمريكيين بتجنب الاستسلام رفض إيران تلبية المطالب الأمريكية الإسرائيلية.

روسيا تخرج من العزلة

وكما في 2015، يقود الاتحاد الأوروبي هذه المرة الجهود مجددًا، بالتركيز على معاودة الامتثال الإيراني والأمريكي للاتفاق. لكن، وبحسب المجلة، فإن روسيا متحمسة اليوم أكثر مما كانت عليه من قبل، إذ أنها تبحث بعد غزو أوكرانيا، عن أي فرصة للهروب من العزلة والعقوبات.

كما أن الكرملين يحاول بشتى الوسائل شراء أسلحة يمكنها أن تساعد حملته المتعثرة في أوكرانيا. أما إيران، فهي سعيدة للتجاوب في هذا المجال.

وكما كان الحال في 2015، ومع وقتراب توقيع الاتفاق مع إيران، يبدي القادة العسكريون والمسؤولون الحكوميون في إسرائيل المزيد من الانتقاد العلني للاتفاق.

أولويات مختلفة

وقالت المجلة إن هناك تشابهات واضحة بين 2015 والوقت الراهن، لكن ورغم ذلك فإن الخلاف الإسرائيلي الأمريكي الحالي، لا يعتبر تكرارًا لخلاف 2015. فهذه الاختلافات لا تعكس تقويمات وأولويات إسرائيلية مختلفة فحسب، وإنما أيضًا تغييرات دراماتيكية طرأت على الشرق الأوسط في الأعوام الماضية.

واستند الأداء الإسرائيلي في 2015 على تقويمين أساسيين. الأول، تبناه رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو الذي اعتبر أن إيران نووية تشكل خطرًا وجوديًا على إسرائيل، مشابها لخطر حصول ألمانيا النازية على أسلحة نووية في الأربعينيات من القرن الماضي.

وبالمقارنة، فإن معظم القادة والمسؤولين الإسرائيليين الحاليين يقولون إن إيران نووية ستشكل تحديات أمنية خطيرة جداً، لكن إسرائيل دولة إقليمية تملك الكثير من الخيارات للتعامل مع مثل هذه التحديات.

والاختلاف الثاني هو أنه في 2015، رأى نتانياهو أنه بفضل حشد أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة فإنه يمكن منع توقيع الاتفاق. وبالمقارنة، فإن معظم القادة والمسؤولين الإسرائيليين الحاليين مقتنعون بأن بايدن مصمم على التوصل إلى اتفاق يحيي خطة العمل الشاملة المشتركة، وأنه قادر على الحصول على موافقة أمريكية داخلية.
 

ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فإن الظاهرة الأكثر حساسية هي أن خطة العمل الشاملة المشتركة تحتوي على مهل لانتهاء البنود التي تتضمنها، لذلك تحاول إسرائيل منع تضمين الاتفاق الجديد بنودًا تنتهي صلاحيتها بعد زمن معين.

وفي هذا السياق من المهم لإسرائيل التوصل إلى تفاهمات واضحة مع الولايات المتحدة على الردود على انتهاك إيراني لالتزامها بتجنب الحصول على قنبلة نووية. وما تحاول إسرائيل تفاديه هو منع تكرار التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة بعد القصف الإسرائيلي لمفاعل أوزيراك النووي العراقي في 1981، عندما علقت إدارة الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان شحن مقاتلات إف-16 لإسرائيل.