الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: تقوى الله هي مصباح البصائر ومفتاح الذخائر

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور بندر بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن تقوى الله سبحانه وتعالى هي مِصباحُ البصائر، ومِفتاحُ الذَّخائر.

وصية نبوية جامعة

وأوضح " بليلة" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة،  أن الدنيا للآخرة مَزرعة، والأرواحُ والأموالُ فيها مُستودَعَة، والحَصيفُ من انتهزَ منها فُرصَتَه، واغتَنم نَفحتَه، مشيرًا إلى أن هذه وصيةٌ نبويةٌ جامعة، ونصيحةٌ محمديةٌ نافعة، هي للمؤمن نِبراس، ولعملِه أساس، وبها بُلوغُ المطالب، ونَيلُ المآرب.

واستشهد بما أخرج الإمامُ مسلمٌ في صحيحه من حديث أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، عن النبي  -صلى الله عليه وسلم -  أنه قال: (احرِص على ما ينفعك، واستعِن بالله)، منوهًا بأنه قد أُمِر العبدُ بالجِدِّ في تحصيل الأمورِ النافعةِ في دينه ودنياه، ولا يكون ذلك إلا بسُلُوك ما لها من السُّبُل والأسباب، وصدِقِ اللَّجَأ إلى الملِكِ الوهاب؛ توكُّلا عليه، واستعانةً به على إدراكها وتكميلها.

هو الفاتِرُ الخاسر

وأضاف : وإذا لم يَرْمِ في ميدانِ الانتفاع بسَهم فهو الفاتِرُ الخاسر، فلا خيرًا أصاب، ولا عِزًّا نال، ولا دينًا أَحْرز، ولا دُنيا أدرك، وإذا ما عَلا المرءُ رام العُل ، ويَقنَعُ بالدُّونِ مَن كان دُونا، مشيرًا إلى أن مَدارُ النفعِ الدينيِّ على علمٍ نافعٍ وعملٍ صالح، فالعلمُ حياةُ القلوب، وغِذاءُ الأرواح، وبه الفوزُ في الدارَين، وأنفعُهُ وأشرفُه: العلمُ بالله وبأسمائِه وصفاتِه، وأوامرِهِ ونواهيِهِ، وشرائعِهِ وأحكامِهِ وكتابِه.

وتابع: وأما العملُ الصالحُ فهو عبادةُ الله وطاعتُهُ وطاعةُ رسولِه  -صلى الله عليه وسلم - ، بأداء الفرائضِ والنوافلِ والتطوُّعات، مُخلَصًا فيها له سبحانه، مُتابَعًا لرسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتلك الغايةُ الكبرى من الإيجاد والخَلْق ، فقال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الآية 56 من سورة الذاريات ، ولا يَفُتِ العبدَ حظُّهُ من النفعِ الدنيوي، من عمل مُثمِر، أو كَسبٍ حلالٍ طيب؛ إعفافًا لنفسه، وصيانةً لماءِ وجهِه، وقيامًا بواجب نفسِه ومَن يعول.

تفتحُ عملَ الشيطان

ونبه إلى أنه إذا بَذل في التماسِ النافع جُهدَه، واستفرَغ له وُسْعَه، ولم يَنَلْ مطلوبَه ومرغوبَه، فلْيَتفيأْ جَنةَ الرضا، فيما قدَّرَ اللهُ وقضى! فبذا يَزدادُ إيمانُه، ويَطمئنُّ قلبُهُ، وتَسكُنُ نفسُهُ، قال عليه الصلاةُ والسلام: (وإن أصابك شيءٌ فلا تَقُلْ: لو أني فعلتُ كذا كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قَدَّرَ اللهُ وما شاء فعلْ، فإنَّ لو تفتحُ عملَ الشيطان).

وأكد أنَّه لن يفت العبد حظه الدنيوي من عمل مثمر أو كسب حلال طيب، وعلى المؤمن أن يستعين بالله ويحرص على ما ينفعه، لافتًا إلى أنه ليس شيءٌ أحسنَ للعبدِ في الحرص على النافعِ مِن صِدقِه مع ربه سبحانه، فيَصدُقُهُ في عزمِه وفِعِله، فصِدقُ العزيمةِ جَمْعُها وجَزْمُها، وصِدقُ الفعلِ استقصاءُ العملِ وعدمُ تَخَلُّفِ شيءٍ من الظاهر والباطن عنه، وذاك معنى شريفٌ كريمٌ مِن صحةِ الإخلاصِ وصدقِ التوكل، وأصدقُ الناسِ مَن صحَّ إخلاصُهُ وتوكُّل.