الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمال الجنوب

الفنان التشكيلي أحمد صابر: تأثرت بموالد مصر الشعبية وزيارة الأضرحة| حوار

الفنان التشكيلي أحمد
الفنان التشكيلي أحمد صابر

يظهر التأثر بطقوس مصر الشعبية في أعمال الفنان التشكيلي أحمد صابر، وتتسم أعماله بطابع خاص يعبر عن مصر بطريقة سريالية غير مألوفة، واستطاع التعبير عنها في عدد من لوحاته التي تتسم بالرمزية.

فنون الجنوب

في حوار خاص مع «صدى البلد» يكشف الفنان أحمد صابر المدرس المساعد بكلية الفنون الجميلة جامعة الأقصر رحلته مع الفن التشكيلي وكيف استطاع الوصول إلى العالمية من الأقصر حيث نشأ.

ولد صابر في الأقصر عام1987، كان الفن شغفه إذ تأثر بنشأته في صعيد مصر، لم لا وكل شئ يحيط به في بلد الفن والآثار يوثق فنونا متنوعة.

اتخذ من الطقوس التي يراها في سوهاج باستمرار فلسفته الخاصة، وكان قد تأثر الفنان التشكيلي بنشأته في صعيد مصر،  وكان قد تخرج من كلية الفنون الجميلة جامعة جنوب الوادي عام 2009.

ويقول: "بدأت موهبتي في الرسم منذ الطفولة، وشاركت في العديد من المسابقات الفنية التي اعتدت الفوز فيها بالمراكز الاولى ثم سافرت للمشاركة في مسابقة في تونس للفن التشكيلي".

في معرضه الأخير بدا واضحا طريقته المميز في تجسيد الروحانيات في الموالد الشعبية في مصر، والعلاقة النفسية التي تربط الزائر والضريح.

ويتابع عن فكرة رسم زيارة الأضرحة، أنه رسم 23 لوحة منذ 2019 تجسد فكرة زيارة الضريح وتكرار الزيارة لتنفيذ الطلب.

مولد أبو الحجاج

تأثر الفنان التشكيلي المصري بمولد "أبو الحجاج" الشعبي وزيارة ضريحه الشهير الذي يتمتع بقدسية كبيرة في الأقصر، كانت سببا في تفكيره لإقامة المعرض لأول مرة في عام 2015، إذ يعتبر الضريح الشهير قبلة الزوار المصريين الأجانب.

ويعد ضريح وجامع أبو الحجاج ملهما نظرا لجانب آخر فني وهو دمج الحضارة الإسلامية والفرعونية في مكان واحد إذ يعد الجامع جزءا من بناء المعبد ويقع أسفل تاج عمدان المعبد، ويُقام مولد "أبو الحجاج" الشعبي سنويا في شهري أبريل ومايو.

ولتوثيق هذه الحالة في المولد الشعبي اعتمد المدرس المساعد في كلية فنون جميلة بالأقصر، على الجولات الميدانية على مدار عامين تنوعت فيها عمليات التوثيق من خلال الرسم السريع"الاسكتش" وتصوير الفيديو للحركة السريعة.

سريالية الدُورة والمحمل

يسبق افتتاح المولد حدث يسمى "الدُورة" وهو موكب رمزي للاحتفال بذكرى مولد صاحب الضريح، ويقول لـ "صدى البلد": "الدُورة تعد أهم جزء في الاحتفال الشعبي بالمولد، إذ يستقبل المولد موكب من الجمال كل جمل يحمل هودج خالي به اسم ولي من أولياء الله الصالحين مدونة على قطعة قماش".

ويضم الموكب عدد جمال بنفس عدد أضرحة أولياء الله في مصر مثل سيدي سلامة الشاذلي والسيد الحسين والسيدة نفيسة وسيدي أبو السباع وسيدي عبالقادر الدسوقي والسلطان أبو العلا وغيرهم، ويتابع: "الدُورة هي تعبير رمزي وموكب الجمال كأنهم ياتون نيابة عن أصحابهم الأولياء للاحتفال بمولد أبو الحجاج".

ترجم صابر هذه الحالة في لوحاته سواء الموكب أو المحمل أو الدُورة، لكن بطريقة سريالية يوثق من خلالها الحالة النفسية في الدُورة والدافع النفسي للشخص لزيارة المولد والتودد إلى ضريح، مفسرا: "لم أتناول تسجيل توثيقي للمولد ولكن فقرة الروحانيات والسمو في العلاقة بين الإنسان والضريح".

عمل التشكيلي المصري على تنفيذ اللوحات من خلال اتباع أسلوب سريالي أو ميتافيزيقي خارج عن المألوف، إذ جسد عبر أعمال "المقام" فكرة الرمزية باستخدام رموز مستوحاة من التراث الشعبي المصري، إذ ينتمي بأعماله إلى المدرسة "الميتافيزيقية" وهي مدرسة ما بعد الحداثة الأمريكية.

وقدم صابر اللوحات باستخدام خامات جافة تتنوع بين الأقلام الخشب، الحبر، الألوان الأكريليك على ورق أو خشب، نظرا لما تحمله كل لوحة من تفاصيل دقيقة في المولد عمل على إبرازها مثل شكل الموكب والهودج وملابس الزوار.

رموز التراث الشعبي

اعتمد الفنان المصري على استخدام الرمزية خاصة الرمز الحيواني ذو الشكل الخيالي أحيانا، وفي إحدى اللوحات رسم فاكهة فوق الجمل، في إشارة عن الفاكهة والعنب للجنة، وكأن هدف زائر المولد أنه يسعى للسمو والوصول إلى الجنة ويتمتع بما فيها من نعيم.

وفي لوحة أخرى استخدم الديك يقف أمام زائر، ويرمز إلى النشاط والاستيقاظ المبكر وهي أشبه بحالة استعداد الزوار لحضور المولد، ويقول: "الديك له علاقة أخرى بالموروث الشعبي إذ يعتقد البعض أن صوته في الفجر متعلق بنزول الملائكة".

اعتمد على الوصول للحالة النفسية والدعوات التي يترجى الزوار تحقيقها، ومنها مشهد حوّله إلى عمل فني يتضح فيه مسنة تجلس بجوار الضريح وأمامها سلحفاة وبجوارها فاكهة وهي أيضا من الموروثات المتعلقة بالعمر الطويل، "كأنها تدعو بالعمر الطويل لعمل الخير والوصول إلى الجنة" على حد وصفه لـ "صدى البلد".

فيما اعتمد في لوحة أخرى على استخدام رمز الطاووس، الطائر الذي اعتبره المصريين القدماء دليل البقاء وعدم الفناء والتجدد نظرا لتجديد ريشه في الربيع واعتقادهم أن جسده لا يتحلل، وهو الطائر نفسه التي اعتمدت الحضارة الإغريقية على اعتقاد أن السماء خلقت من الطاووس.