الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

به يطول وقوفك للحساب يوم القيامة.. خطيب المسجد الحرام: عليكم بمساءلة النفس

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن من حاسب في الدنيا نفسه خف في القيامة حسابه، وصح عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه.

دامت حسراته  

وأوضح " بن حميد" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن من لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في مواقف الحساب يوم القيامة وقفاته، وأحاطت به خطيئاته وسيئاته.

وأكد أن محاسبة النفس هي طريق السالكين، والتقوى هي زاد المؤمنين، والعمل الصالح هو رأس مال الفائزين، مشيرًا إلى أن كل عام ينقضي يبعد عن الدنيا والدور، ويقرب من الآخرة والقبور.

أنصح المؤدبين 

وأضاف:  ويبعد عن التمتع بالأهل، والأولاد، والأموال، ويقرب من الانفراد بالأعمال، فحق على من أراد الخير لنفسه الوقفة الصادقة مع النفس محاسبةً ومساءلةً، فوالله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتجزون بما كنتم تعملون، فجنةُ للمطيعين، ونارُ للعاصين.

ونبه إلى أن الزمان وتقلباته أنصح المؤدبين، وإن الدهر بقوارعه أفصح المتكلمين، فانتبهوا بإيقاظه، واعتبروا بألفاظه، وعن عمر الشباب وأحوال الغافلين  أن من غره شبابه فنسي فقد الأقران، وغفل عن سرعة المفاجآت.

أوهام الكسالى

وتابع: وتعلق بالأماني، وما الأماني إلا أوهام الكسالى، وأفكار اللاهين، وما الاعتماد عليها إلا بضائع الحمقى، ورؤوس أموال المفاليس، والتمني والتسويف إضاعة للحاضر والمستقبل، منوهًا بأنه في أهل العلم من جد في التحصيل، ولم يجد في العمل.

وأشار إلى أنهم أعطوا علوماً فصرفوها في المكاثرات والمجادلات، والعلو على الأقران، يخرق دينه من أجل ترقيع دنياه، لا يتحاشى غيبةً، ولا يسلم من حسدٍ، وفي أهل الدنيا من صرف أمواله في الشهوات والمحرمات.

أشد هؤلاء

ولفت إلى أن أشد هؤلاء من كسب مالاً فأدخله النار، وورثه من بعده قوم صالحون عملوا فيه بطاعة الله، فأدخلهم الجنة، متعجبًا من حال من يوقن بالموت ثم ينساه، ويتحقق من الضرر ثم يغشاه، يخشى الناس والله أحق أن يخشاه.

وواصل : يغتر بالصحة وينسى السقم، ويفرح بالعافية ولا يتذكر الألم، يزهو بالشباب ويغفل عن الهرم، يهتم بالعلم ويهمل العمل، يحرص على العاجل ولا يفكر في الآجل، يطولُ عمرهُ وتكثر ذنوبه، يبيض شعره ويظلم قلبه، القلوب المريضة يعز شفاؤها، والعيون التي تكحل بالحرام يقل بكاؤها، وإذا غرقت الجوارح في الشهوات فحق عزاؤها.