الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الزعيم نيلسون مانديلا.. سُجن 27 عاما لمحاربته العنصرية بين البيض والسود

مانديلا
مانديلا

يصادف اليوم ذكرى ميلاد المناضل والزعيم الأفريقي الرئيس نيلسون مانديلا  حاكم جنوب افريقيا الذي اصبح ايقونة عالمية في الكفاح و النضال و رمز كبير من رموز محاربة العنصرية بين البيض والسود.


ولد في  18 يوليو 1918 ببلدة مفيزو على ضفاف نهر مباش في ولاية ترانسكاي بجنوب أفريقيا، وأُطلق عليه عند ولادته اسم روليهلاهلا مانديلا، ويعني في اللغة العربية سحب فرع من الشجرة، أو المشاكس.

اهتم بدراسة الجغرافيا واللغة الإنجليزية والتاريخ واهتم خصوصًا بالتاريخ الأفريقي عين مانديلا مستشارا للعائلة الحاكمة، وتلقى تعليمه الثانوي في مدرسة كلاركيبوري الداخلية كذلك كان مانديلا متفوقا في الرياضة.
 

انتخب نيلسون مانديلا رئيسًا للمؤتمر الوطني الأفريقي سنة 1991، وتفاوض مع رئيس البلاد، فريدريك ويليام دى كليرك، على إجراء أول انتخابات متعددة الأعراق في البلاد، وفي عام 1993، حاز مانديلا وكليرك جائزة نوبل للسلام نظير عملهما المشترك لإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وهكذا أجريت أول انتخابات ديمقراطية في البلاد بتاريخ 27 أبريل 1994، ليصبح بذلك مانديلا أول رئيس أسود في تاريخ جنوب أفريقيا.
 

سعى نيلسون مانديلا بعد توليه سدة الرئاسة إلى الانتقال بالبلاد من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية السوداء، واستغل حب الشعب وحماسه نحو الرياضة في تعزيز المصالحة بين البيض والسود، عبر دفع السود إلى تشجيع منتخب الرجبي.


وكان نيلسون مانديلا يدعو للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصري، لكن بعد مجزرة شاربفيل التي راح ضحيتها عدد كبير من الأفارقة عام 1960، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الأفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة.

 

وحظرت السلطات العنصرية جميع أنشطة حزب "المجلس الوطني الإفريقي"، واعتقل مانديلا حتى 1961، وبعد الإفراج عنه قاد المقاومة السرية التي كانت تدعو إلى ضرورة التوافق على ميثاق وطني جديد يعطي السود حقوقهم السياسية.


وفي سبعينيات القرن الماضي، رفض عرضا بالإفراج عنه إذا قبل بأن يعود إلى قبيلته وأن يخلد إلى الهدوء والسكينة، كما رفض عرضاً آخر بالإفراج عنه في عام 1985 مقابل إعلانه رفض العنف.

وتم الإفراج عنه بعد أن أمضى 27 عاما في السجن لتصديه لنظام الفصل العنصري، وذلك في 11 فبراير 1990 ليعلن بعدها وقف الصراع المسلح ويبدأ سلسلة مفاوضات أدت إلى إقرار دستور جديد في البرلمان في نهاية 1993، معتمدا مبدأ حكم الأكثرية وسامح الأفارقة بالتصويت.

 

وعمل مانديلا على حماية الاقتصاد الوطني من الانهيار، ووضع خطة لإعادة إعمار البلاد وتنميتها، وفي عام 1996، وقع مانديلا على مرسوم تشريع دستور جديد للبلاد، وأنشأ حكومة مركزية قوية تقوم على حكم الأغلبية، مع ضمان حقوق الأقليات وحرية التعبير، وعندما حان موعد الانتخابات العامة سنة 1999، أعلن مانديلا عزوفه عن الترشح، ورغبته في ترك العمل السياسي، ولكنه استمر في نشاطاته الرامية إلى جمع الأموال اللازمة لتشييد المدارس والمراكز الصحية في المناطق الريفية من جنوب أفريقيا، وعمل أيضًا على نشر عدد من الكتب التي تروي معاناته وكفاحه.

جائزة نوبل للسلام عام 1993 و ميدالية الحرية لرئاسة الولايات المتحدة و وسام كندا وجائزة لينين للسلام من الاتحاد السوفيتي و جائزة أتاتورك للسلام من تركيا عام 1999 و منحته الملكة إليزابيث الثانية بيليف الصليب الكبير ووسام القديس جون ووسام الاستحقاق و وكرم في أكثر من 50 جامعة منها هارفرد وجامعة براون.

عانى نيسلون مانديلا من أمراض عديدة وأدخل إلى المشفى عدة مرات خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من حياته، وفي اليوم الخامس من شهر ديسمبر عام 2013  توفي في منزله بمدينة جوهانسبورج.