الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مراوغة أم صفحة جديدة ..ماذا تحمل اجتماعات قادة إسرائيل مع أبو مازن؟

أبو مازن
أبو مازن

عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، اجتماعات وتلقى اتصالات هاتفية من قادة إسرائيليين، من بينهم: الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء يائير لابيد، ووزير الأمن في الحكومة الانتقالية الإسرائيلية بيني جانتس، وذلك في محاولة لتهدئة التوتر، والتنسيق قبل أول زيارة يقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة.

لقاءات أبو مازن وقادة دول الاحتلال

وذكرت بيانات رسمية، أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء يائير لبيد تحدثا هاتفيا بشكل منفصل إلى عباس الجمعة، عقب اجتماع بين عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة الخميس.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن لبيد وعباس ناقشا "التعاون المستمر والحاجة إلى ضمان الهدوء" في أول مكالمة بين الاثنين منذ تولي لبيد منصب رئيس الوزراء المؤقت الأسبوع الماضي قبل إجراء الانتخابات التشريعية المنتظرة أول نوفمبر المقبل.

وقال مكتب الرئيس الإسرائيلي في تصريح مكتوب: "تحدث الرئيس مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمناسبة عيد الأضحى المبارك"، مضيفا "تمنى الرئيس في مكالمته الهاتفية له ولأسرته وشعبه ولكل شعوب المنطقة عطلة سعيدة".

وتابع البيان "كما ناقش الاثنان، من بين أمور أخرى، الاستعدادات لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع المقبل".

من جهتها ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس "أبو مازن" بوزير الأمن في الحكومة الانتقالية الإسرائيلية  بني جانتس، مؤكدة الجانب الأمني للزيارة، لا سيما قبيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، التي سيبدأها الأربعاء المقبل من إسرائيل.

وذكر موقع الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن جانتس طالب عباس بوقف إجراءات التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب، وأن "توسع السلطة من بسط سيطرتها في "مناطق أ" التابعة لها سياسيا وأمنيا ومدنيا".

وعرض جانتس مواصلة سياسة تحسين مستوى المعيشة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وضمن ذلك زيادة عدد تصاريح العمل وعدد العمال الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل، والقبول بنشر رمزي لعناصر من السلطة الفلسطينية على معبر "اللنبي"، ومنح تسهيلات للفلسطينيين الراغبين بالسفر خارج الأراضي الفلسطينية عبر مطار رامون في إيلات.

وقال الموقع، إن "الزيارة بحثت بشكل أساسي زيارة بايدن إلى المنطقة والاستعدادات لها"، مضيفا أن أبو مازن وجانتس أشارا إلى الأثر الإيجابي "لعشرات الخطوات الاقتصادية والمدنية التي تمّت في السنة الأخيرة".

كما بحث الاثنان، في اللقاء الذي استمر ساعتين، سبل العمل لتعزيز وتمكين الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية، أيضاً من خلال حوار مع الأميركيين ودول عربية أخرى، حيث أكد جانتس أهمية تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية مقابل إضعاف حركة حماس.

من جهته وحول أهمية اللقاء بين الطرفين قال القيادي في حركة فتح، الدكتور أيمن الرقب: شهدنا عدة زيارات متبادلة وحتى منزلية بين الرئيس أبو مازن ووزير الحرب الاسرائيلي بني جانيتس وجميعها "تأتي في سياق التعاون الأمني وحل بعض القضايا الاقتصادية والاجتماعية".

أهداف الزيارات الإسرائيلية المتكررة

وتابع الرقب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، قائلا: كما تعلم المفاوضات السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ العام 2014 م وبالتالي كل "اللقاءات تندرج تحت جانب التعاون الأمني".

ولفت: حتى في ظل الإعلان عن توقف التنسيق الأمني بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي كانت تعقد لقاءات بين رئيس الشاباك الاسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية، اضافة للقاءات بين وزراء وشخصيات وقيادات اجهزة أمنية بين الجانبين.

وأشار الرقب: تأتي هذه الزيارات بالعادة لتهدئة الأمور كلما حدث احتقان بين الجانبين ورأينا خلال الأشهر الماضية حجم الاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا خاصة في الضفة الغربية، إضافة لقرصنة الاحتلال على أموال الشعب الفلسطيني.

وأردف: وتأتي زيارة جانيتس إلى أبو مازن في سياق تهدئة الأجواء قبل زيارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن للمنطقة، خاصة أنه يوجد سعى من الجانب الأمريكي لعقد لقاء بين الرئيس أبو مازن ورئيس وزراء حكومة الاحتلال المؤقت يائير لابيد، الذي لا يعارض اللقاء كما كان يقول رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت.

واستطرد: بالتأكيد اللقاء هذه المرة يحمل جانب سياسي بجانب ما يحمله من ملفات أمنية، سنجد معظم الفصائل تهاجم هذا اللقاء و لكن من يدرك المهمة التي وضعت السلطة الفلسطينية نفسها فيه لا يهاجم هذا اللقاء، حيث تقلص دور السلطة الفلسطينية من سلطة سياسية تقارع الاحتلال إلى سلطة تتعايش مع واقع يفرض عليها التعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي لتسهيل حياة السكان في الضفة الغربية وتحافظ على امتيازات بعض المسؤولين في السلطة ودون ذلك يعني اشتباكات مفتوحة مع الاحتلال وهذا مستحيل.

واختتم: للتذكير فإن الولايات المتحدة منذ عام 2005م، وحتى الأن لم تتوقف عن دعم الأجهزة الأمنية للسلطة بقيمة 60 مليون دولار شهريا وغرفة العمليات المشتركة الفلسطينية الأمريكية الإسرائيلية لم تتوقف عن العمل حتى عندما أعلن ترامب وقف الدعم للسلطة الفلسطينية ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وأعلن بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية، أن الاثنين بحثا أيضاً خلال لقائهما "التحديات الأمنية والمدنية في المنطقة"، وأن "وزير الأمن الإسرائيلي أطلع أبو مازن على تعقيدات الفترة القريبة في إسرائيل، وأنهما اتفقا على مواصلة التنسيق الأمني الوثيق، والامتناع عن خطوات تضر بالاستقرار". كما هنأ غانتس أبو مازن والفلسطينيين بمناسبة عيد الأضحى.

ولفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى رفع حالة التأهب والاستنفار الأمني في إسرائيل، تمهيداً لزيارة بايدن، وتحسباً من وقوع عمليات أو أحداث خلالها، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يعلن بايدن، خلال زيارته مستشفى المطلع في القدس المحتلة، عن منح مساعدات للفلسطينيين بقيمة 200 مليون دولار، فيما ينتظر أن يلتقي بالرئيس الفلسطيني في مدينة بيت لحم قبل أن يغادر متوجهاً إلى السعودية.

وأشارت الإذاعة، عبر موقعها، إلى أنه شارك في اللقاء عن الجانب الفلسطيني وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، وعن الجانب الإسرائيلي منسق أنشطة حكومة الاحتلال العقيد غسان عليان، والسكرتير العسكري لوزير الأمن الإسرائيلي العميد يكي دولف.

والاجتماع هو الثالث بين عباس وجانتس منذ أغسطس 2021، والأول منذ تولى لبيد منصب رئيس الوزراء الأسبوع الماضي، وقال جانتس على تويتر، إن الاجتماع الذي عقد في رام الله كان إيجابيا وإن الجانبين ناقشا "التحديات المدنية والأمنية في المنطقة واتفقنا على الحفاظ على تنسيق أمني وثيق وتجنب الأعمال التي قد تسبب عدم استقرار".