الدبكة.. تراث شعبي يعشقها الكبار والصغار ولا يخلو منها العرس السيناوي

تعتبر رقصة الدبكة الشعبية إحدى أهم صور التراث الشعبي في مناطق شبه جزيرة سيناء، الذي يستند إلى إرث فني وثقافي يمتد زمناً طويلاً عبر التاريخ تتناقله الأجيال من جيل إلى آخر خوفا من الاندثار.

وأصبح العمل على هذا النوع من التراث يتم بشكل منسق بهدف نقل التراث السيناوي للمحافل الدولية والعالمية عن طريق فرقة العريش للفنون الشعبية.

وتعتبر الدبكة هي الرقصة الجماعية الأهم والأجمل والتي يعشقها الكبار والصغار ، وتعتبر امتداد للدبكة المنتشرة في بلاد الشام  وفلسطين.

 حفلات الزفاف

والدبكة رقصة فلكلورية، انتشرت في الآونة الأخيرة في حفلات الزفاف، وتتكون فرقة الدبكة من مجموعة من خمسة إلى عشرة  أفراد، وعازف اليرغول أو الشبابة والطبل، حيث تتشابك الأيدي خلال أدائها كدليل على الوحدة والتضامن، وتضرب الأرجل بالأرض دلالة على العنفوان والرجولة، ترافقها أغان تعبر عن عمق الانتماء والحفاظ على التراث الشعبي الأصيل.

وفيها يتم الترحيب بالعائد من السفر، وفيها مداعبة الطفل، وذكرى الحبيب، وذكر أوصافه وجماله وخصاله، وفيها الفخر والحماسة وكذلك الاحتفال بالعريس يوم حفل زفافه.

ثقافات مختلفة

ورغم غزو ثقافات مختلفة وفنون مختلفة، إقليمية وعالمية في ظل التكنولوجيا الحديثة ،إلا أن الدبكة  السيناوية حافظت على استمراريتها  وحضورها في كل المناسبات، ولا يخلو عرس سيناوي منها، وغالباً ما يبادر الشباب الذين يجيدون أداءها للمشاركة في هذا النوع من الفن خلال المهرجانات والمناسبات الوطنية والاحتفالات الخاصة والأفراح والأعياد.

ويقول سليمان عياط باحث في التراث السيناوي،  ان أنواع الدبكة هي الطيارة: تتميز بالإيقاع السريع، فلا بدَ أن يكون من يزاولها يتمتع باللياقة، والحركة السريعة، تجانساً في الحركة مع أقرانهم.

وتشمل  دبكة الدلعونا: وهي ذات إيقاع متوسط، وأصبحت الدلعونا تغنى بأغانٍ جديدة الكلمات دون تغير في الرتم مع اختلاف في النغمات أحياناً، كأن نقول مثلاً على دلعونا ونضع أي كلمات نريدها حسب المناسبة.

أما  دبكة زريف الطول: ينتشر فيها المديح والبحث عن الصفات الحلوة   الموجودة في البشر، وهي تستخدم عادةً في الغزَل خلال الأفراح والمناسبات الأخرى.

وبالنسبة لدبكة الدحِّيّة: فينتشر هذا اللون من الدبكة عند البدو وهي خاصة بهم، وفيها تصفيق بطريقة خاصة تسمى "تسحيجات"، ويردد المشاركون كلماتٍ قد لا يفهمها الآخرون حيث يكون عازف "المجوز" واقفاً في وسط الحلقة بالقرب من المغني الذي يغني ويصدح بأغانيه التراثية ، وترد عليه بالغناء امرأة، تجيبه على النغم ذاته والموضوع ذاته، وتصير مناظرة بين الرجل والمرأة، وتزداد الحماسة عند أداء الأغاني الارتجالية، فكل واحد منهما يريد أن يثبت للآخر أنه الأقدر على تقديم الأفضل من الأغاني. وبكلمات مؤثرة.

حفل تكريم للمتميزين من المثقفين الصحيين الجدد في شمال سيناء