الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسالة بديع زادت الانقسام تعقيدا.. ماهر فرغلي لـ صدى البلد: 3 فرق تتصارع داخل الإخوان الإرهابية

محرر صدي البلد مع
محرر صدي البلد مع الأستاذ ماهر فرغلي

منذ ثورة 30 يونيو والإطاحة بنظام جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم وانتشارها في جميع انحاء العالم، أصاب الجماعة حالة من الانقسام والتشتت الأمر الذي جعل بداخلها العديد من الفرق وكل منها تصارع الأخرى على السلطة والمال.

وأدت هذه الانقسامات إلى تكوين فرق كل منها له مقره الخاص وأعماله الخاصة ولا يعترف كلا منهما بالآخر ما أدى إلى صراع حاد في الجماعة الإرهابية، الأولى هي جماعة إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد الإخوان الإرهابي محمد بديع المتواجد الآن بالسجن وتتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، والثانية هي جماعة محمود حسين المسؤول عن فرع الجماعة في تركيا والمسؤول المالي للجماعة وتتخذ من العاصمة التركيا إسطنبول مقرا لها.

وفي إطار الحديث عن الانقسام في جماعة الإخوان الإرهابية، أجرى "صدى البلد" حوارا مع ماهر فرغلي الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية عن أساس هذا الانقسام، وسر الرسالة التي أرسلها مرشد الجماعة محمد بديع من السجن وهل ستعمل على لم شمل الجماعة أم ستزيد من الانقسام:

مار أيك في انقسام جماعة الإخوان الإرهابية بين جبه إبراهيم منير ومحمود حسين؟

من الجيد أن نطلق علية انقسام وليس انشقاق، الأن الانقسام يعني أن هناك انقساما داخل الجماعة الواحدة لتتحول إلى فريقين أو أكثر، أما الانشقاق يعني أن الشخص يحمل أفكار الجماعة لكنه أنشق وابتعد عنها بنفس الأفكار، لكن ما يحدث الآن في جماعة الإخوان هو انقسام داخل الجماعة الواحدة ولم يحدث انشقاق وخروج أحد خارج الدائرة الإخوانية.

ما يحدث الآن في الجماعة الإرهابية أن هناك ثلاث جماعات منقسمة داخل الإخوان، المجموعة الأولي مجموعة محمود حسين وهي مجموعة التنظيم أو الحرس الحديدي التي تريد أن تحافظ على شكل التنظيم القديم دون تقديم تنازلات، والمجموعة الثانية هي مجموعة إبراهيم منير وأعضائها من الحرس القديم أيضا لكن جزء كبير منها كان خارج مصر لسنوات طويلة وجزء آخر ليس من الحرس الحديدي القديم مثل حلمي الجزار ولا يهمهم الشكلانية في التنظيم أي من الممكن أن يتخلوا عن شكل التنظيم بطريقة معنية مثل التخلي عن ارتباطات التنظيم الداخلي والتنظيم الدولي وعن بعض الاستراتيجيات القديمة في مقابل التسويق للجماعة بشكل جديد والدولة لقبول الدولة.

والفريق الثالث هو فريق المكتب العام ويرفع راية الثورة والحراك المسلح بقيادة محمد كمال، ومن قياداته علي بطيخ ورضا فهمي ويحيى موسي، وبذلك تكون الجماعة منقسمة إلى ثلاث جماعات مختلفة ولكن لم يخرجوا عن التنظيم، ولكن ما يحدث هي فترات وتحولات للجماعة لأن بعد ما حدث في 30 يونيو وسقوط محمد مرسي آمنت الجماعة بخيار المواجهة والإرباك واعتقدت أن ما دون الرصاص والسلاح هو سلمي، لكن تم اعتماد خيار المواجهة المسلحة من قبل محمد كمال بعد فشل خطة المواجه والإرباك بدون السلاح، وتم تشكيل الكتائب النوعية المسلحة مثل العقاب الثوري وكتائب حلوان وحسم ولواء الثورة وغيرهم، وهو ما يسمونه أيضا سياسة النقاط المؤلمة أو سياسية البرغوث والفيل بمعني تحطيم الدولة المصرية بشكل ضربات صغيرة ومتنوعة وبأشكال عديدة لضرب السياحة والاقتصاد وعدم استقرار الدولة حتي تلجأ الدولة للتفاوض مع الجماعة ويستطيعوا أخذ ما يريدون وهو عودة الجماعة إلى ما قبل عام 2011.

هل أثرت رسالة مرشد الإخوان محمد بديع في لم شمل الجماعة، أو زيادة حدة الانقسامات؟

من أهداف الرسالة الذي أرسلها مرشد الجماعة الإرهابية محمد بيع من السجن كانت لم شمل الجماعة وإنهاء الصراع بأن يكون إبراهيم منير هو المسؤول الأكبر وكل الأطياف تتجمع حوله، لكن النتيجة التي حدثت بعد إرسال الرسالة أن الأوضاع استمرت كما هي عليه، وأن محمود حسين رأي أن محمد بديع في السجن ولا يجوز إمارة الأسير لأنه لا يرى الواقع في الخارج.

كما أن محمد حسين يتهم إبراهيم منير بأنه ينحني بالجماعة ويبعدها عن الطريق التاريخي لجماعة الإخوان، وفي المقابل إبراهيم منير يريد أن يلغي التنظيم الدولي ويفصل بين الخارج والداخل ويقدم مجموعة من التنازلات للدولة، لذلك استمر الحال كما هو علية واستمر الخلاف ولم نر أي تطور بعد رسالة بديع.

وفي جميع الدول التي لجماعة الإخوان فرع بها انقسامات مثل الجزائر والأردن والسودان، لذلك ما يحدث في جماعة مصر هو تطور طبيعي مثل ما يحدث في باقي الدول، وهو أمر يخدم الجماعة بمعني أن هناك تيار يكون مقبول للشارع والدولة وهناك تيار آخر مغلق على نفسه وليس له قبول ويأتي الأول على حساب الآخر وتبقي جماعة الإخوان مستمرة في العمل.

هل سيكون الانقسام مصدر قوة للجماعة أم صراع بداخلها؟

جماعة الإخوان الإرهابية ليست متمثلة في شخص أو مجموعة واحدة، جماعة الإخوان تتكون من 4 كيانات ومحاور للعمل، المحور الأول الميداني الشبكي وهو المساجد والجمعيات والمجموعات الإخوانية الصغيرة والأسر والهيكل والتنظيم الإداري، والمحور الثاني هي المجموعة الاقتصادية السرية ولها قياداتها وأعمالها بمفردها، والمحور الثالث هي المجموعة السياسية وهي المجموعة البرلمانية ومكتب الإرشاد والنقابات، والمحور الرابع المحور العسكري من الجماعات المسلحة مثل حسم ولواء الثورة.

كل محور من هذه المحاور يعمل من تلقاء نفسه، ونحن متنبهين فقط لمحور واحد فقط منهم وهو المحور الميداني الذي يشمل التيار الدعوي والتجنيدي والاستقطاب والهيكل التنظيمي للجماعة وغيره وتاركين باقي المحاور مما يعني وجود الإخوان على الأرض.

ما هي تفرعات جماعة الإخوان في شرق آسيا ونشاطها، وما هو موقفها من الانقسام الحالي؟

جماعة الإخوان الإرهابية تنتشر في العديد من دول العالم ويسمون بـ "إخوان الشتات" أو "إخوان الخارج"، وهناك ملذات قريبة وملذات بعيدة للجماعة.

من بعد انتهاء حكم الجماعة الإرهابية في مصر كانت أهم الملاذات القريبة لهم هي قطر وتركيا وإيران، وهنالك أفراد محمودة ذهبت إلى ليبيا، بعد ذلك أصبح هناك ملاذات أبعد مثل جنوب أفريقيا والصومال وجيبوتي وجزر القمر والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا ودول أمريكا الجنوبية وكوريا الجنوبية وماليزيا وإندونيسيا وأوكرانيا وهي مجموعات بسيطة، وعندما بدأت الملاذات القريبة في الإغلاق عن طريق تضيق الخناق علي عناصر الجماعة، بدأوا في اللجوء إلى الملاذات البعيدة.

هل هذه الجماعات تنضم إلى التنظيم الدولي للإخوان؟

التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية مقسم إلى 9 قطاعات على الكرة الأرضية وكل جزء منها له قيادي، ولهم مجلس شوري يدعي "مجلس التنظيم العالمي"، وكل قطاع من الـ 9 له مجموعة من الأقطار وله قيادة، مصر تعتبر قطاع بذاتها وهي القطر المركزي للجماعة.

الصراع الحادث الآن في الجماعة والانقسام يحدث في القطاع المصري وليس له علاقة بالتنظيم الدولي.