الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما المقصود بحديث لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ؟

الدكتور مجدي عاشور
الدكتور مجدي عاشور

بين الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي السابق لمفتي الجمهورية، المقصود بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ»، حيث تدعي جماعات التشدد والتطرف أنها أهل الحق، ويبررون لأنفسهم ما يقومون به من عنف،  زعمًا منهم أنهم المقصدون بالحديث؛ فما صحة ذلك؟

المقصود بحديث النبي 

وقال مجدي عاشور : بالنسبة لنص الحديث الشريف، فقد روى عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»(أخرجه الإمام مسلم).
وبين اختلاف العلماء في تحديد معنى الطائفة ، فذهب الإمامان أحمد وعلي بْنُ المَدِينِيِّ إلى أنهم أهل الحديث ؛ لأنهم أهل التقوى والصلاح الذين تصدوا بهدي السنة المطهرة لأهل البدع الضلال ، وذهب الإمام البخاري إلى أنهم أهل العلم، لافتاً إلى أن المختار أن هذه الطائفة المباركة يمثلها قطاعٌ عريضٌ من خيار أمة الإسلام ؛ كالجيوش التي تقاتل بإذن وليِّ الأمر تحت راية حق معلومة، والعلماءِ المخلصين في شتى علوم الدين والدنيا ، وأهل الصلاحِ والتقوى الساعين بالخير في نفع العباد والبلاد ، قال العلامة الإمام النووي الشافعي في "المنهاج" (13/ 66-67، ط. دار إحياء التراث العربي) : [ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين : منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدِّثون، ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض] اهـ.
وأوضح مجدي عاشور أنه من المقرر شرعًا أن القتال في الشريعة الإسلامية شرع على المكلفين المخاطبين بأحكامها من أجل ردِّ المعتدين ، والدفاع عن دينهم وأنفسهم وأموالهم، لقول الله تعالى : ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: 190]، ويكون كل ذلك تحت راية ومظلة الدولة . 
وأمَّا الطائفة الإرهابية التي تمارس القتل تحت راية عَمِيَّةٍ، ويتجرؤون على قتل من أثبت الشرع الحنيف عصمة دمه ؛ مخالفين بذلك صحيح الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة التي جاءت بحفظ النفس والعرض والمال والعقل والدين للناس كافة، ففعلهم محرمٌ شرعًا ومجرمٌ قانونًا.
وشدد على أن ما تدعيه الجماعات المتطرفة زعمٌ باطل، وأما الطائفة المذكورة في الحديث الشريف فيمثلها قطاع عريض من خيار الأمة المحمدية ؛ من جيوش تعمل تحت راية الدولة ، ومن علماء مخلصين سائرين على طريق الهدى والرشاد إلى ما فيه خير البلاد والعباد .