الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الحب ما قتل.. طالب ياباني يعبر عن عشقه لصديقته الهولندية بالتهامها

صدى البلد

«أكلك منين يا بطة».. تحولت من مجرد كلمات ترفيهية تستخدم للغزل أحيانا، إلى حقيقة، خاصة بعد أن ترجمها الطالب الياباني «إسي ساجاوا» إلى واقع، بعد أن التهم صديقته الهولندية سنة 1981 في باريس، دون أن يبدِ أي ندم على فعلته، ولا يزال حرا طليقا حتى يومنا هذا.

أشهر أكلة لحوم البشر

ولد إسي ساجاوا في 26 أبريل عام 1949، في مدينة كوبي جنوب غرب جزيرة هونشو اليابانية، لعائلة ثريّة، ويقال إنه ضعيف البنية بسبب ولادته بالشهر السابع.

ووفقاً لما ذكره موقع All that's interesting فقد بدأ شغف هونشو بأكل لحم البشر عندما كان صغير السن، تحديداً عندما كان عمّه يلاعبه هو وأخيه الأصغر، إذ كان يرتدي ملابس "الوحوش" ويضعهم في الأطباق لتناولهم، كما أنه قضى طفولته وهو يقرأ الكثير من القصص الخيالية التي تضمنت أكل لحوم البشر.

لعبة بدأت في المرحلة الابتدائيّة

أول مؤشرات ساجاوا الدالة على ميوله لأكل لحوم البشر؛ كانت وهو لا يزال في المرحلة الابتدائيّة، وذلك عندما كان يحاول قضم "أفخاذ" زملائه في المدرسة، وعلى الرغم من محاولته طلب العلاج النفسي في سن الـ 15 عاماً، إلا أنه تراجع عن ذلك؛ لأنه لم يرى أي فائدة من ذلك.

أما عن سبب حبه للحوم البشر، فقال ساجاوا إن الأسباب الكامنة وراء ميوله لأكل لحوم البشر لا يمكن تفسيرها أو تصورها من قبل أي شخص لا يشاركه دوافعه الدقيقة، مضيفا: "إذا كان رجل عادي  يتخيل فتاة، فسيشعر بطبيعة الحال برغبة جنسية تجاهها ليكون قريباً منها، أليس كذلك؟ بالنسبة لي، أول ما أفكر به هو تناول لحم هذه الفتاة".

لكنه في الوقت ذاته يوضح أنّه لم يفكر أبداً بقتل هذه النساء اللواتي يتخيلهنّ، وإنما بقضم لحومهن.

قتل صديقته وأكل لحمها في باريس

بعد تحكمه في رغباته على مدار 32 عاماً، قرر ساجاوا التخطيط لأكل لحم بشري، وانتقل في عام 1981 إلى العاصمة الفرنسية باريس لدراسة الأدب في جامعة السوربون.

ووفقاً لما ذكره موقع Jaban Today، فقد تعرف هناك على طالبة هولندية تدعى «رينيه هارتفيلت»، وبدأت علاقتهما تتخذ شكلا وثيقا، وكان يدعوها إلى منزله لتناول العشاء من حين لآخر لكسب ثقتها.

في إحدى الليالي، حاول ساجاوا قتل هارتفيلت وأكلها، لكنه كان متردداً ولم يقم بفعلته، وفي الليلة التالية قرر ساجاوا أنّ الوقت قد حان لإنهاء القصة، فقام بدعوة هارتفيلت مجدداً لمنزله لتساعده في ترجمة الشعر، وفي اللحظة التي أدارت فيها ظهرها، أطلق عليها رصاصة بندقية من الخلف ليرديها في مكانها.

وقال ساجاوا: "شعرت بلحظة ندم قبل أن أشعر بالبهجة، فكرت في استدعاء سيارة إسعاف، لكنني فكرت بعد ذلك وقلت لنفسي: لا تكن غبياً لقد كنت تحلم بهذا لمدة 32 عاماً".

ندمان لعدم أكلها حية 

بعد قتلها بساعات، بدأ ساجاوا بتقطيع أردافها، التي قال إنها كانت مليئة بالدهون، وأنها بدت كشكل "الذرة"، وقد استغرق الأمر منه بعض الوقت للوصول إلى اللحم الأحمر.

وأضاف: "في اللحظة التي رأيت فيها اللحم، أخذت قطعة وألقيتها في فمي، لقد كانت حقاً لحظة تاريخية بالنسبة لي، لكنني نادم لأنني لم آكلها بينما كانت على قيد الحياة"، متابعا: "ما كنت أتمناه حقاً هو أكل لحمها الحي، لا أحد يصدقني، لكن نيتي النهائية كانت أكلها، وليس بالضرورة قتلها".

قام ساجاوا بعد ذلك بتقطيع جسدها واحتفظ بمنطقة الحوض في الثلاجة، وقرر التخلص من باقي الجسم.

بعد يومين، وضع ما تبقى من جسد هارتفيلت في حقائب صغيرة واتجه لإسقاطها في بحيرة داخل غابة بولونيا غرب باريس، لكنّ العديد من الأشخاص هناك لاحظوا تسرب الدم من الحقائب فأبلغوا الشرطة التي ألقت القبض عليه.

ساجاوا يعترف مباشرة بجريمته

عندما قبضت الشرطة على ساجاوا، واستجوبته كان رده بسيطاً: "لقد قتلتها من أجل تناول لحمها"، ليتم سجنه مدة عامين في سجن فرنسي في انتظار موعد محاكمته.

وعندما حان الوقت، حكم القاضي جان لويس بروجيير عليه بأنه مجنون قانونياً وغير لائق للمحاكمة، فأسقطت التهم عنه، وتم تحويله إلى مستشفى للأمراض العقلية، وتم ترحيله بعدها بفترة قصيرة إلى اليابان على أن يقضي بقية حياته في مستشفى الأمراض العقلية هناك، لكنه لم يفعل، إذ إن مستشفى ماتسوزاوا للطب النفسي في طوكيو أفرجت عنه في عام 1986.

كما تشير إحدى النظريات إلى أن اليابانيين لم يتمكنوا من الحصول على وثائق الادعاء الرئيسية من فرنسا، وبالتالي لم يكن لدى اليابانيين أي قضية ضد ساجاوا، ولم يكن لديهم أي خيار آخر سوى الإفراج عنه.

الملابس المكشوفة تثير شراهته للإلتهام

بعد خروجه من السجن، لم يبد ساجاوا أي ندم على قيامه بأكل لحم صديقته التي كانت تساعده، بل إنه أكّد أنه يفكر بالقيام بذلك مجدداً.

وقال في إحدى تصريحاته: "في يونيو تبدأ الناس بارتداء ملابس خفيفة فيظهرن أجزاء كبيرة من أجسادهن، عندما أرى أشياء من هذا القبيل تأتيني الرغبة في أكل شخص ما مرة أخرى قبل أن أموت".

يعيش خارج طوكيو على كرسي متحرك

بعد خروجه من السجن، ظل ساجاوا عاطلاً عن العمل لفترة طويلة، لكنه كان يكسب قوت يومه من خلال ظهوره لمرات لا تحصى في البرامج الحوارية التي تتحدث عن قصته، كما أنّه شارك أيضاً في بعض الأفلام الإباحية، ونشر كتاباً عن متعة أكل لحوم البشر أسماه "In The Fog".

وفي العام 2015 أصيب ساجاوا بسكتة قلبيّة نقل على إثرها إلى المستشفى، كما أنه أصيب بشلل في نصفه الأيسر، وبمرض السكري الذي سبب له اعتلالاً في شبكية العين.

ويعيش ساجاوا الذي يبلغ من العمر 73 عاماً، بهدوء على كرسيه المتحرك في منزل صغير خارج طوكيو، ومنبوذاً من قبل معظم أفراد أسرته عدا أخيه الأصغر جون الذي يهتم بأموره الشخصية.