الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

3 أمور ضرورية لتحسين زراعة الأعضاء في مصر..لا نحتاج مراكز جديدة للكبد

زراعة الكبد
زراعة الكبد

تعد مصر من أولى الدول الأفريقية، في إدخال زراعة الأعضاء وذات الريادة في أفريقيا، ولكن يواجه هذا التخصص العديد من المشكلات التي تعيق تحقيق التقدم فيه، وهو تدريب الأطقم الطبية، وإيجاد المتبرع، ومناقشة الحصول على الأعضاء من حديثي الوفاة، وهو الصندوق الأسود الذي يخشاه الجميع في مصر، ويحتاج إلى تعديلات في القانون وتوعية المجتمع.

قال الدكتور عمرو عبد العال، عضو اللجنة العليا المصرية لزراعة الأعضاء، وأستاذ جراحة الكبد، والقنوات المرارية والبنكرياس، بكلية طب عين شمس، ومدير برنامج زراعة الكبد بمعهد ناصر للبحوث العلاجية والمستشفى الجوي التخصصي، إن تاريخ زراعة الكبد في مصر، بدأ بتجربتين قبل عام 2000، كانت في أوائل التسعينات الأولى للدكتور مدحت خفاجي، الذي قام بزرع الكبد لحالتين من حديثي الوفاة، والتجربة الثانية كانت للدكتور ناجي حبيب مع الدكتور ياسين عبد الغفار، وقاما بزراعة كبد لحالة واحدة.

انطلاقة زراعة الكبد في مصر

وأوضح عبد العال، أن انطلاقة زراعة الكبد في مصر كانت عام 2001 في مستشفيين كبيرتين بمصر عن طريق فريق فرنسي وآخر ياباني، وبعدها نقلوا خبراتهم للفريق الطبي المصري، وفي عام 2013 وصل عدد حالات زرع الكبد في مصر إلى 3 آلاف، وفي هذا العام وصل عدد الحالات التي تم زراعة الكبد لها في مصر إلى 5 آلاف حالة في جميع المراكز المتخصصة، مشيرا إلى أن عدد المراكز المرخص لها زراعة الأعضاء من اللجنة العليا كثير جدًا، لكن لا توجد بداخل جميعها الفرق المتخصصة لزراعة الكبد.

زراعة الكبد

وأضاف أنه يتم إجراء من 330 إلى 370 زراعة كبد في العام، ويكفي لهذا العدد وجود 5 أو 6 مراكز متخصصة ومرخص لها إجراء زراعة الكبد، حيث إنه لو تم التركيز في هذا العدد، سوف نرتقي بخبرات الأطقم الطبية بها وسترتفع خبراتهم ودرجة تعليمهم ستكون أعلى وبالتالي تحقق نتائج أفضل، لافتا إلى أن الفريق الذي عمل معه حاليا يجري حوالي 100 حالة زراعة كبد سنوياً ما بين معهد ناصر والمستشفى الجوي، بما يمثل تقريبًا ثلث عدد زراعات الكبد في مصر سنويًا.

مشكلات زراعة الكبد في مصر

وسلط الضوء على أكبر مشكلة تواجه زراعة الكبد في مصر، وهي كيفية الحصول على الكبد، حيث إن الدول الأوربية وأمريكا، تعتمد في زراعة الكبد على الكبد من حديثي الوفاة، والحصول على الكبد من حديثي الوفاة في مصر لا بد أن نناقشه بوضوح وموضوعية ولا يكون مثل الصندوق الأسود الذي يخشى الجميع الاقتراب منه، ووزارة الصحة ورئاسة الوزراء دعمتا الحصول على الكبد من حديثي الوفاة.

وأكد أن اللجنة العليا لزراعة الأعضاء، بدأت مناقشة الحصول على الكبد من حديثي الولادة ونبحث أسباب توقفه، وقانون زراعة الأعضاء رقم 5 لسنة 2010 يعاني مشكلة صغيرة جدًا، وهي عدم معرفة هل يتحدث القانون عن نقل جزء من العضو من حي إلى حي أم من حديثي الوفاة، فهناك التباس في جزئية المتبرع.

وذكر أن المنصوص عليه في قانون زراعة الأعضاء في مصر أن المتبرع يجب أن يكون مسجلا أنه موافق على التبرع، وهذا ممكن بالنسبة للمتبرع على قيد الحياة، أما نقل العضو من حديث الوفاة فالقانون يلزم الشخص بتسجيل موافقته في الشهر العقاري على التبرع بعد وفاته.

زراعة الكبد

قانون زراعة الأعضاء

وشدد على ضرورة تعديل القانون بحيث يتيح طرقًا ميسرة للشخص أن يسجل موافقته على التبرع بأعضائه بعد وفاته، مثلًا عند استخراج بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر أو رخصة السيارة، أو توثيق الموافقة بموقع معتد به مثل نقابة الأطباء، منوها إلى أنه عندما يتم مناقشة هذه الجزئية في المحافل العلمية يكون الرد: “المصريون لن يوافقوا”. 

وتابع: “علينا مناقشة المجتمع وإقناع الناس بالتبرع بالأعضاء بعد وفاتهم، هذا سيحسن جدًا عمليات زراعة الكبد في مصر وسيقلل كثيرًا جدًا من المشاكل التي تحدث في نقل بعض الأعضاء الأخرى، أيضًا هناك الموتى نتيجة الحوادث سيكون لهم دور كبير في حل المشكلة، وعلى فكرة هذا هو الأساس في زراعة الكبد في العالم كله، ويمكن لوزارة الصحة أن تعمل على إقناع الناس بذلك”.

وأوضح أن “مشكلة فشل الأعضاء واحتياج المرضى لزراعة الأعضاء كبيرة جدًا، لو عملنا بحثا حقيقيا سنكتشف أنه لا توجد عائلة في مصر إلا وتعاني وجود مريض بها يحتاج لزراعة الأعضاء، إحنا محتاجين في أول سنة مليون من 110 مليون مصري يوافقوا على التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم، وأنا عندي ثقة أن المصريين هيقتنعوا لكن هذا يحتاج إلى مجهود من وزارة الصحة وأيضًا يحتاج لإجراء تعديل في قانون زراعة الأعضاء”.

زراعة الكبد

تدريب الفرق الطبية أمر ضروري

وقال: “عدد الفرق المصرية المدربة التي تجري عمليات زراعة الكبد تقريبًا 5 فرق يعملون في أكثر من مركز مرخص لزراعة الكبد، قد نكون محتاجين لعدد أكثر من الفرق الطبية لكن على عكس ما يعتقد البعض فنحن لا نحتاج إلى ترخيص المزيد من مراكز زراعة الكبد، وما نحتاجه هو التدريب الجيد والمستمر للفرق الطبية التي تعمل في زراعة الأعضاء بشكل عام”.

أما بخصوص مجال زراعة الكبد، قال عضو اللجنة العليا المصرية لزراعة الأعضاء: “أنا أدعي أنه سواء فريقنا أو أي فريق آخر لا يقوم بأية تجاوزات أو ممارسات غير قانونية، وأنا على يقين أن زراعة الكبد في مصر تتبع المعايير الأخلاقية في جميع المراكز التي تتم بها”.

واختتم: “نحن ابتعدنا كثيرًا عن أفريقيا، والطب إحدى الطرق الهامة لعودة مصر إلى قيادة القارة الأفريقية، وهذا ما يؤمن به الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأصدر أوامره بتنظيم مصر للمنتدى الصحي الأفريقي الأول أوائل شهر يونيو المقبل تحت رعايته، وسيدعى لهذا المنتدى جميع الدول الأفريقية لتبادل الخبرات الطبية بين مصر ودول أفريقيا، وتم تخصيص كلمة بالمؤتمر عن زراعة الكبد في مصر”.