الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التغييرات المناخية.. إفريقيا وآسيا الأكثر عرضة للخطر.. ومخاوف من جائحة قاتلة جديدة.. هجرة الحيوانات تنذر بنشر مزيد من الفيروسات.. ودرجتان مئويتان تفصلنا عن الكارثة

تلوث الهواء يسبب
تلوث الهواء يسبب تغير المناخ

لا يزال منشأ فيروس كورونا حتى الآن موضع نزاع بين الصين ودول وأطراف أخرى تتهمها بالتسبب في نشر الجائحة، بل لا تزال طبيعة فيروس كورونا نفسه وما إذا كان مخلقًا أم طبيعيًا موضع نزاع.

هجرة الحيوانات.. هجرة الفيروسات

ويتوقع الباحثون أنه مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، ستضطر الحيوانات البرية إلى هجرة أماكنها إلى مناطق ذات كثافة سكانية على الأرجح، مما يزيد بشكل كبير من خطر انتقال عدوى فيروسية من الحيوانات إلى البشر، ما قد يؤدي بدوره إلى الجائحة التالية.

وشرح فريق بحثي دولي بقيادة علماء في جامعة جورج تاون هذا الارتباط بين تغير المناخ وانتقال الفيروسات في ورقة بعنوان "تغير المناخ يزيد من خطر انتقال الفيروس عبر الأنواع" نُشر في 28 أبريل 2022 ، في مجلة "نيتشر" العلمية.

وفي دراستهم، أجرى الباحثون أول تقييم شامل لكيفية إعادة تغير المناخ هيكلة فيروم الثدييات حول العالم (الفيروم هو الفيروسات التي تعيش داخل الجسد البشري والحيواني). يركز بحث العلماء على تحولات النطاق الجغرافي أو الرحلات التي ستقوم بها الأنواع الحيوانية نحو موائلها في مناطق جديدة. ونظرًا لأن الأنواع المهاجرة ستواجه ثدييات أخرى لأول مرة، فإن الدراسة تتوقع أنهم سيتشاركون الآلاف من الفيروسات.

ويجادل فريق العلماء بأن هذه التحولات توفر فرصة أكبر للفيروسات مثل الإيبولا أو فيروسات كورونا للظهور في أماكن جديدة، مما يجعل تعقبها أكثر صعوبة، ويسهل على الفيروسات القفز عبر "نقطة انطلاق" من الحيوانات إلى البشر.

درجتان مئويتان بيننا وبين الجائحة

واستخدم الفريق نموذجا لفحص كيف يمكن أن يهاجر أكثر من 3000 نوع من الثدييات وينشروا الفيروسات على مدار الخمسين عاما القادمة إذا ارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار درجتين مئويتين (3.6 درجة فهرنهايت)، وهو ما أظهر البحث الأخير أنه ممكن.

ووجد فريق البحث أن انتشار الفيروس عبر الأنواع سيحدث أكثر من 4000 مرة بين الثدييات وحدها. لم يتم تضمين الطيور والحيوانات البحرية في الدراسة.

وقال العلماء إنه لن تنتشر جميع الفيروسات إلى البشر أو تصبح أوبئة بحجم فيروس كورونا، لكن عدد الفيروسات عبر الأنواع سيزيد من خطر انتشارها إلى البشر.

وتسلط الدراسة الضوء على أزمتين عالميتين - تغير المناخ وانتشار الأمراض المعدية - حيث يتصارع العالم مع ما يجب فعله حيال كليهما.

أزمتان عالميتان

وصرح فريق البحث في مقال صحفي يوم الأربعاء أن الدراسات السابقة بحثت في كيفية تسبب إزالة الغابات والانقراض وتجارة الحياة البرية في انتشار الأمراض بين الإنسان والحيوان، لكن هناك القليل من الأبحاث حول كيفية تأثير تغير المناخ على هذا النوع من انتقال الأمراض.

وشرح الباحث المشارك للدراسة كولين كارلسون، الأستاذ المساعد في علم الأحياء بجامعة جورج تاون: "نحن لا نتحدث كثيرا عن المناخ في سياق الأمراض حيوانية المنشأ، الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر، دراستنا تجمع بين أزمتين عالميتين الأكثر إلحاحا لدينا."

واتفق الخبراء في مجال تغير المناخ والأمراض المعدية على أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض من المرجح أن يؤدي إلى زيادة مخاطر ظهور فيروسات جديدة.

وأوضح دانييل آر بروكس، عالم الأحياء في متحف ولاية نبراسكا، والمؤلف المشارك لكتاب "نموذج ستوكهولم: تغير المناخ والأمراض الناشئة"، أن الدراسة تقر بالتهديد الذي يشكله تغير المناخ من حيث زيادة مخاطر الأمراض المعدية.

وأضاف: "هذه المساهمة الخاصة هي تقدير متحفظ للغاية لاحتمال" انتشار الأمراض المعدية الناشئة بسبب تغير المناخ".

وشدد المؤلف المشارك في الدراسة، جريجوري ألبيري، عالم بيئة الأمراض في جامعة جورج تاون، على إنه نظرا لأن ظهور الأمراض المعدية المدفوعة بالمناخ من المحتمل أن يحدث بالفعل، يجب على العالم بذل المزيد من الجهد للتعرف عليه والاستعداد له.

وأكد كارلسون أنه يجب علينا خفض غازات الاحتباس الحراري والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري لتقليل مخاطر انتشار الأمراض المعدية.

وأوضح جارون براون، المدير المنظم لمجموعة العدالة المناخية Grassroots Global Justice Alliance، أن الدراسة تسلط الضوء على المظالم المناخية التي يعاني منها الأشخاص الذين يعيشون في دول إفريقية وآسيوية.

وقال براون: "تواجه الدول الإفريقية والآسيوية أكبر تهديد يتمثل في زيادة التعرض للفيروسات، ما يوضح مرة أخرى كيف أن أولئك الموجودين على الخطوط الأمامية للأزمة قد فعلوا في كثير من الأحيان أقل ما يمكن للتسبب في تغير المناخ".