الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«العائدون».. كيف كانت داعش تخطط لإعادة الإرهابيين إلى البلاد لزرع الفوضى؟|باحث يجيب

داعش
داعش

تنتشر الجماعات الإرهابية في ربوع العالم وليس فقط في الشرق الأوسط، ولا يقتصر انتشارها على الأعمال الإرهابية والتخريبية من تفجير وقتل فحسب، ولكن تنتشر بأفكارها ومقراتها التي يوكل إليها جلب العناصر المتشددة من كل دول العالم العربية والأوروبية، ويتم زرع الأفكار المتشددة والإرهابية فيهم ويوهمونهم بالخلافة وأهميتها في تحرير العالم من الفساد والظلم والمحرمات، ثم يطلقونهم في الدول عابثين فسادا بها وأهلها، متوهمين أنهم بهذه الطريقة يرضون الله ويتقربون منه.

وهؤلاء الذين يتم تجنيدهم يكونون جاهلين بتاريخ هذه الجماعات المتطرفة وتاريخ قادتها الدموي والتخريبي والتعامل مع الأجهزة والدول التي ترعاها وتمولها لتنفيذ عملياتها الإرهابية في دول أخرى لتحقيق مكاسب سياسية للدول الراعية لهذه الجماعات واستعمالها كأداة ضغط وتخريب في المنطقة وكـ مرتزقة يعملون تحت إمرتها متخذين من الدين ستارا لهم.

ونحن في مصر رأينا تأثير هذه الجماعات المتطرفة على أمن واستقرار البلاد، فنحن عشنا سنوات من الأعمال الإرهابية المروعة التي راح ضحيتها المئات من أبناء الشعب المصري المدنيين والعسكريين، ورأينا بسالة وشجاعة حراس الوطن الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل والحفاظ على أمن البلاد وسلامة مواطنيها وأرضها.

ومع انطلاق الموسم الدرامي الرمضاني، تصدر مسلسل العائدون بطولة الفنان أمير كرارة، اهتمام المواطنين، نظرا لما يحمله من بطولة وبسالة الأجهزة الأمنية المصرية في التصدي للجماعات الإرهابية في الخارج قبل أن يأتوا إلى البلاد ويعيثون فيها خرابا.

العائدون من داعش

وفي الحلقة الثامنة من المسلسل، ظهر ملف العائدين من داعش وهم الأشخاص الذين ينتمون إلى التنظيم فكريا وتنظيميا أو الذين ذهبوا للتدريب والقتال معه ثم عادوا إلى البلاد لنشر الفوضى والقيام بأعمال إرهابية وتجنيد الشباب للعمل معهم تحت راية الإسلام.

وقال الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، أحمد سلطان، إن هناك العديد من الأشخاص الذين ينتمون إلى داعش عادوا بمحض إرادتهم إلى البلاد، ومنهم من كان مخطط له أن يتلقى تدريبه في خارج البلاد ويعود للمشاركة في الأعمال الإرهابية والأعمال المسلحة في الداخل لمحاولة إسقاط الدولة وإقامة إمارات جهادية في المنطقة.

وأضاف سلطان، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه كان هناك العديد من الإرهابيين ذهبوا إلى ليبيا وسوريا والعراق للتدريب ثم عادوا إلى مصر، وبعضهم كلف بمهام خاصة مثل محاولة اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي في استراحته بالمعمورة والتي كان سينفذها مجموعة من مقاتلي جماعة حسم ولواء الثورة، والذين كان منهم محمود هاني قبلان الذي تدرب في جيش محمد في سوريا.

وتابع: "كان هناك العديد من العائدين من داعش بالفعل حيث كانوا يتلقون تدريباتهم من التنظيم ثم يعودون إلى البلاد لتكوين خلايا وشبكات كان من المفترض لها أن تعمل في وقت معين، ولكن يقظة الأجهزة الأمنية في مصر وعمليات التتبع الدائم لهذه العناصر أدت إلى القبض على العديد منهم وبعضهم قتلوا في اشتباكات مع الجيش والشرطة، وبهذه الطريقة تم إحباط مخططهم للعائدين من داعش".

إحباط المخطط الإرهابي

وأوضح سلطان أن الجزء الأكبر من العائدين كانوا يفضلون الذهاب إلى سيناء أو المناطق التي بها أعمال قتال دائرة، وكان تأثيرهم محدودا نتيجة نجاح الأجهزة الأمنية في تحييد الجزء الأكبر من الإرهابيين، الأمر الذي أحبط مخططاتهم التي كانت موضوعة لتفعيل هؤلاء العائدين في أوقات معينة أو توظيفهم في أعمال إرهابية.

ولفت إلى أنه من وقت لآخر كانت الأجهزة الأمنية تصدر بيانات توضح أنه تم التعامل مع مجموعة من الإرهابيين عائدين من سوريا أو العراق وتم تدريبهم هناك. 

وذكر أن العائدين أعطوا زخما كبيرا للتنظيمات التي نشأت في الفترة من بعد عام 2013، خاصة تنظيم “أجناد مصر” الذي أنشأه أحد العائدين من الخارج، وغيره من التنظيمات مثل “المرابطون”.

واختتم: "كل هذه التنظيمات والجماعات الإرهابية انتهت إلى حد كبير ونجحت الأجهزة الأمنية في تفكيك أغلبها والسيطرة عليها".


-