الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحف السعودية: تحركات خليجية قوية لحل أزمة اليمن .. المبعوث الأممي يكرر أخطاء سابقيه..سباق عالمي محموم للفوز بالصدارة في توفير خدمة الإنترنت الفضائي

صدى البلد


وركزت الصحف السعودية الصادرة اليوم على العديد من الملفات والقضايا في الشأن المحلي والإقليمي والدولي, وأوضحت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها بعنوان (اليمن وأمل السلام): عادت الحركة إلى الملف السياسي اليمني بعد فترة سبات، حيث هدفت اجتماعات الرياض بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى إيجاد حلول سلمية للأزمة اليمنية، تؤدي إلى حقن الدماء، ورأب الصدع، ووحدة الصف، وتعزيز مؤسسات الدولة، لتمكينها من تأدية واجباتها، والوصول إلى حلّ سياسي شامل للأزمة، وإنهاء الأوضاع الصعبة جرّاء استمرار الانقلاب.


وأضافت : لا شك أن الحضور الخليجي الفاعل كان داعماً مؤثراً للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، بما يتواكب مع ضغوط مجلس الأمن الدولي على الميليشيا الحوثية، إلا أن جهود غروندبيرغ، وبعد رفض استقباله المتكرر من الحوثيين، أفصح عن خلاصة أفكار توصل إليها بعد مشاورات أجراها في عواصم مختلفة، وذلك للتحرك نحو تسوية سياسية شاملة متعددة المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية، رغم أن الحكومة اليمنية قد أكدت مراراً عدم جدوى هكذا مقاربة، وتحديداً تجزئة المسارات، فالقرار رقم 2216 يبقى أقوى أداة يمتلكها مجلس الأمن لمقاربة حلّ الأزمة اليمنية.


وأوضحت : والملحوظ من خلال مشاورات المبعوث الدولي، ومع إقرارنا بأنه يمتلك كامل الحق في لقاءاته والتشاور مع مَنْ يريد، إلاّ أنه لم يستفد من أخطاء وعثرات زملائه السابقين، لا سيما أن طاولة مشاورات السلام اليمنية عليها ما يكفي من المبادرات التي ما زالت تنتظر انخراطاً حوثياً إيجابياً، كالمبادرة السعودية المقدمة في مارس 2021م، وغيرها من المبادرات الإقليمية، ولا نعتقد أن ما في جعبة المبعوث الدولي سيكون مغايراً، إلاّ من زاوية إضاعة مزيد من الوقت.


وتابعت : وهو بهذه الرؤية لم يخرج عن المألوف في محاولات سابقة للأمم المتحدة لتجزئة المسارات، على الرغم من أن مفتاح الأزمة اليمنية كان - منذ اليوم الأول - ينطلق من شقين، الأول: أمني، وهو الشق الرئيس الذي قام عليه انقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة، بينما الثاني، الشق السياسي الذي طالما دعت إليه الرياض لحلّ الأزمة اليمنية.


وختمت : لذلك فإن أهمية التحرك الخليجي في هذه اللحظة التاريخية تكمن في إعادة تصويب وضع الشرعية من جهة، ثم توحيد الجهد الخليجي بعد عودة الروح إلى العمل المشترك من جهة أخرى، والتي جاءت إثر إهدار الجماعة الحوثية فرص السلام الواحدة تلو الأخرى، وفرض التجربة الإيرانية على الشعب اليمني بالقوة، وما سينضوي على ذلك من مخاطر جسيمة لن تصب في مصلحة أي طرف باستثناء طهران.

تجارة أم احتكار؟

وأكدت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها بعنوان (تجارة أم احتكار؟) : يوما بعد يوم تظهر التغيرات العميقة التي أفرزتها جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي، وقد كان لقوة شبكة الاتصالات وسعر تكلفة الاتصال القول الفصل في الاقتصادات الناجية من الأزمة الصحية إذا جاز لنا مثل هذا التعبير.


كما أن الدول التي كانت تمتلك شبكة اتصالات واسعة، ولدى أفرادها قدرات وصول لا محدودة لشبكة الإنترنت، استطاعت التأقلم بسرعة، فقد كان هناك أكثر من مليار ونصف المليار من الأطفال الذين يحتاجون إلى التعليم من خلال الإنترنت بسبب ما فرضته الحكومات من تباعد اجتماعي وحجر صحي لمواجهة الفيروس.


وفي تقارير منشورة للبنك الدولي فقد اتضح أن الدول التي لا تمتلك البنية التحتية للنطاق العريض ستتخلف عن الركب.
وعد الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة في نهاية آذار (مارس) الاتصال بالإنترنت الذي كان يعد من الكماليات، بأنه بات أمرا بالغ الأهمية لكثير من الناس خلال جائحة كوفيد - 19، إذ اضطر الناس إلى البقاء في منازلهم وانتقلت أنشطة وأعمال كثيرة إلى الإنترنت.


وأضافت : كما أفرزت الجائحة سلوكيات تسوق مختلفة وجديدة كليا، وساعدت الناس على التخلص من أعباء التنقل بين الطرق والأسواق للحصول على السلع، ووفرت لهم مزايا عديدة في عملية اتخاذ القرار بالشراء من خلال مقارنة الأسعار بين المنصات بسهولة، بل إن المنصة الواحدة توفر بدائل بأسعار متنوعة، فالواقع اليوم يدل على أن الأدوات التي كان الاقتصاد يعتمد عليها من قبل في تحقيق النمو قد تغيرت الآن، وأصبح الوصول لشبكة الإنترنت والاتصالات السريعة غير المكلفة هو المحك الأساس في تحقيق نمو اقتصادي، على الرغم من ضعف الأدلة التجريبية حتى الآن، لكن هذا لم يمنع الشركات العملاقة من المضي قدما نحو تنويع أنشطتها المربحة في مجال الخدمات المعلوماتية وإلى توفير خدمة الإنترنت بتقنية النطاق العريض السريعة لمجموعة واسعة من الزبائن، من بينهم أولئك الذين يعملون في أماكن لا يتوافر فيها اتصال إنترنت يعول عليه.


وإذا أضفنا إلى ذلك ما أفرزته الحرب الروسية - الأوكرانية من تهديدات للاتصالات المرتكزة على الكابل الأرضي والألياف، فإن السباق محموم للفوز بالصدارة في توفير خدمة الإنترنت بواسطة الأقمار الاصطناعية "الإنترنت الفضائي" بات واقعا تجاريا، كما يشير تقرير نشرته "الاقتصادية" بهذا الخصوص، إذ تنشر آلاف الأقمار اليوم في المدار المنخفض للأرض.


وأوضحت : وقد أطلقت شركة OneWeb البريطانية 428 من أصل 648 قمرا، وهي تعتزم البدء بتشغيل شبكة الإنترنت العالمية التابعة لها في نهاية 2022، بينما شركة "ستارلينك"، تعتزم نشر 1500 قمر من بين 12 ألفا تخطط لإطلاقها، فيما تسعى "أمازون" لنشر أكثر من 3200، بينما الصين 13 ألف قمر اصطناعي.


وهكذا سيكون الفضاء مزدحما بالأقمار الاصطناعية، التي توفر خدمات الإنترنت، لكن من المهم الإشارة هنا إلى أن أسعار المستهلك للخدمات عبر الأقمار الاصطناعية في حدود 60 يورو أو 70 دولارا شهريا، دون احتساب الجهاز الطرفي والهوائي، وتزداد بحسب النطاق الترددي المطلوب، ما يجعلها في نطاق المنافسة مع خدمات الألياف، لكن الحلول القائمة على الأقمار الاصطناعية ليست قادرة حتى الآن على تجاوز قدرات الألياف، بسبب التأخير في تنفيذ الأوامر، لذلك فدورها اليوم محصور في الحالات التي تكون فيها تكلفة الألياف باهظة جدا، مقارنة بالخدمة القائمة على الأقمار الاصطناعية، خصوصا عند الحاجة إلى توفير الخدمة لسكان منطقة نائية.


وخلاصة القول، أن الحاجة ماسة اليوم لتطوير تقنيات الاتصال من خلال الأقمار الاصطناعية، والمنافسة محمومة جدا بين أقطاب العالم الصناعية في هذا المجال، والعامل الفارق في أي تقدم هو انخفاض تكلفة المستهلك، وتعزيز قدرات الاتصال، وتقليص فترات الانتظار وهي المدة الزمنية بين الأمر وتنفيذه من قبل الخادم، إضافة إلى التغلب على العواصف الشمسية، فإذا لم يتحقق تقدم كبير في هذا الشأن، فإن الإنترنت الفضائي سيبقى مكملا للإنترنت الأرضي، وداعما له في مجالات ومناطق وظروف محدودة.


وختمت : ومع ذلك، فإن ضغوط الحروب والتحولات الجيوسياسية تعد عاملا حاسما في دعم الحكومات لهذه التحولات وتقليص هذه الفجوات والتغلب عليها، فيما عدا ذلك، فإن المنافسة على المناطق النائية والزبائن في الدول الأقل حظا في التنمية والاتصالات هو المحرك القائم حاليا. فبحسب التقارير الاقتصادية، فإن شركة أمازون قد رصدت عشرة مليارات دولار لنشر كوكبتها "كويبر" Kuiper الرامية إلى توفير خدمة الإنترنت السريع، يقودها في ذلك رغبتها في توسيع قاعدة الزبائن لتصل إلى شريحة الذين يعملون في أماكن لا يتوافر فيها اتصال إنترنت.


هذا التوجه لهذه الشركة العملاقة يعني أنها قد تتمكن من بناء نظام احتكاري يعزز من نفوذها التجاري، وهذا قد لا يسعد كثيرا من المنافسين، الذين سيقاومون هذا من خلال الدخول في السباق، الذي بدأ فعلا حتى لو كانت البدائل متوافرة.