الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

11 شهرا من التفاوض.. الحرب الروسية الأوكرانية تعرقل الاتفاق النووي الإيراني

البرنامج النووي الإيراني
البرنامج النووي الإيراني

وصل المفاوضون في فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، إلى المراحل النهائية بعد 11 شهرا من المحادثات لإحياء الاتفاق الذي تم بموجبه رفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، والذي كان يعتبره الغرب لفترة طويلة ستارا لتطوير قنابل نووية إيرانية، ولكن خلال الأسبوع الماضي حدثت العديد من التطورات التي قد تجعل الـ 11 شهرا الماضية في مهب الريح، خاصة بعد التطورات التي تشهدها الساحة العالمية من نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بجانب تصاعد الاشتباكات الإيرانية الإسرائيلية.

من ناحية أخرى، أشارت التقارير الإعلامية، الصادرة من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى قرب التوصل إلى تفاهم مع إيران حول إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يحد من برنامج طهران للأسلحة النووية، في أحدث مؤشر على تحقيق تقدم في هذا الملف، بعد 11 شهرا من التفاوض في فيينا، و مرور أيام قليلة على المطالب الروسية، والتي بدت وكأنها قد تضع المحادثات في مهب الريح.

محادثات فيينا

انهيار إحياء الاتفاق النووي

في هذا الإطار حذرت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، روسيا من أن مطالبها، تهدد بانهيار الاتفاق النووي الشبه مكتمل، بعد أن طلبت موسكو ضمان تجارتها مع إيران، وهو ما دفع القوى العالمية لوقف المفاوضات مؤقتا لفترة، وقال الثلاثي الأوروبي المشاركة في الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 في بيان مشترك، إنه يجب ألا يحاول أحد استغلال مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة للحصول على تأكيدات منفصلة عن الخطة.

وحذرت الدول الثلاثة من أن ذلك يهدد بانهيار الاتفاق النووي، ما سيحرم إيران من رفع العقوبات، والمجتمع الدولي من الضمانات المطلوبة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، ولكن ماذا طلبت روسيا، حتى تهدد بانهيار الاتفاق؟

السبت الماضي، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشكل غير متوقع بضمانات شاملة بأن التجارة الروسية مع إيران لن تتأثر بالعقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، وهو مطلب تقول القوى الغربية إنه غير مقبول وتصر واشنطن على رفضه، وقد يؤدي إلى انهيار المحادثات واقتراب طهران من تطوير أسلحة نووية، ما يشعل فتيل حرب جديدة في الشرق الأوسط. 

البرنامج النووي الإيراني

صراع جديد في الشرق الأوسط

كما أن الفشل في التوصل إلى اتفاق قد يؤدي أيضا إلى دفع الغرب إلى فرض عقوبات إضافية على إيران وزيادة أسعار النفط العالمية غير المستقرة بالفعل بسبب الصراع في أوكرانيا.

من ناحية أخرى، رفض المبعوث الروسي في المحادثات ميخائيل أوليانوف التلميحات بأن موسكو هي سبب توقف المحادثات، وقال للصحفيين عقب اجتماعه مع منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا إن إبرام الاتفاق لا يتوقف على روسيا وحدها، وهناك أطراف أخرى تحتاج إلى وقت إضافي ولديها مخاوف أخرى تتم مناقشتها.

وبعيدا عما يحدث في فيينا من مشاهد إيقاف إبرام الاتفاق، تدور معارك بين إسرائيل وإيران في منطقة الشرق الأوسط، حيث أن قبل أسبوع استهدفت إسرائيل مستودع أسلحة وذخيرة تابع لإيران، بمحيط مطار دمشق الدولي، قتل على إثره إثنين من كوادر الحرس الثوري الإيراني، بعدها توعدت طهران، بالرد على تل أبيب قائلة: "إن إسرائيل ستدفع ثمن هذه الجريمة"، بينما قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، إن العملية لم تقصد الضباط، بل برنامج الصواريخ الدقيقة الخاصة بإيران في سوريا.

الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة

وجاء رد إيران على إسرائيل في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الحدودية مع إيران، وتم استهدافها بعشرات الصواريخ الباليستية، يوم الأحد الماضي، وقالت إيران إنها قصفت موقعا استراتيجيا للتخابر الإسرائيلي، في أربيل وهو الأمر الذي نفته واستنكرته السلطات العراقية، مؤكدة عدم تواجد أي أجهزة استخباراتية على أراضيها.

في هذا الصدد، قال الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إنه فيما يخص الهجمات الإيرانية الإسرائيلية المتبادلة سواء كان عسكرية أو سيبرانية، فيوجد بها ملاحظتان، الأولى هي أن هذه العمليات تجري على أرض غير إسرائيلية وغير إيرانية ، حيث أن استهداف إسرائيل لإيران يكون على الاراضي السورية، أما بالنسبة لضرب إيران لاسرائيل يكون في الأراضي العراقية وتحديدا في المناطق الكردية، وبالتالي فإن العمليات العسكرية تتم على أراضي خارج حدود الدولتين الجغرافية والسياسية.

الهجمات بين إسرائيل وإيران

وأضاف أبو النور، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الملاحظة الثانية هي أن التصعيد يأتي قبل أيام من اتخاذ القرار السياسي المتعلق بإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والمجتمع الدولي في 2015، والجميع يعلم أن المفاوضين الغربيين والإيرانيين رجعوا إلى عواصمهم لاتخاذ القرار السياسي فيما يتعلق بالتوقيع على البرنامج الاتفاق المحتمل للبرنامج النووي الإيراني وإعادة إيران إلى جميع التزاماتها فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة ورفع كل العقوبات وإدماج طهران في النظام المالي العالمي مرة أخرى.

محاولات إسرائيل لوقف الاتفاق

وأوضح رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن هذا التصعيد يأتي في هذه اللحظة لأن إسرائيل تريد التأكيد من خلاله على خصم أي رصيد إيراني قبيل التوقيع على الاتفاق النووي، من خلال إحداث فجوة فجوة أمنية في الاقليم تكون هي المحرك لها وبالتالي تجر إيران إلى عمليات عسكرية متبادلة بين الجانبين وتجعل من القرار الأمريكي قريب من محاولة لجم القوات الإيرانية التسليحية.

ولفت إلى أن هناك برنامجان تم التأكيد عليهم أكثر من مرة، وهما البرنامج الصاروخي البالستي، وبرنامج الطائرات المسيرة وإيران استخدمت الصواريخ البالستية بالفعل في ضرب القواعد الاسرائيلية في اربيل، وهذا البرنامج لن يكون ضمن أي صفقة محتملة بالاتفاق النووي، وبالتالي حافظت إيران على حظوظها التسحليلة والحربية، وحال توقيع الاتفاق النووي فإنه يتعلق فقط بقدراتها النووية.