الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حال التعرض للابتزاز الإلكتروني.. خبراء يحددون 4 طرق عاجلة لضمان حق بناتك

الابتزاز الإلكتروني
الابتزاز الإلكتروني

انتشرت خلال الشهور الماضية، عددا كبيرا من حوادث الابتزاز الإلكتروني، والذي يمثل أزمة كبيرة، بعد أن تحولت وقائع استغلال الفتيات المراهقات وابتزازهن إلي ظاهرة خلال الأشهر الماضية، وشغلت قصص ومشاهد انتحار هذه الفتيات الصغار، بسبب تعرضهن للابتزاز إلكترونيا من قبل أناس لا يعملون إلا على إفساد حياة الآخرين.

كانت أحدث وقائع الابتزاز الإلكتروني، قد شهدتها قرية "الحاج على"، التابعة لمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، وأحزنت هذه الحادثة مأساوية كل من سمع بها، حيث تخلصت طفلة تبلغ من العمر 15 عاما تدعى "هايدي" وتدرس تدرس بالصف الأول الثانوي التجاري، من حياتها بعد تناولها حبة غلال سامة، ما أدى إلى وفاتها على الفور.

وألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، أمس القبض على الشابين المتهمين بنشر صور خادشة  للطالبة "هايدى" ضحية الابتزاز الإلكتروني، وتم إحالتهما لنيابة أولاد صقر، للتحقيق معهما، برئاسة محمد عوض، رئيس نيابة أولاد صقر، وبإشراف المستشار حلمى عطا الله المحامى العام لنيابات شمال الشرقية.

وكشفت مجموعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيس بوك" أن الفتاة انتحرت بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني أيضا مشابهة قصتها بالشابة بسنت التي شغلت الرأي العام، مؤكدين أن الطفلة كانت تؤدي امتحانات نصف العام الدراسي قبل أيام قليلة، وانتحرت صباح أول أمس بعد تعرضها لابتزاز وصلها عبر هاتفها المحمول، وسط عدم قدرتها على مقاومة ذلك.

واقعة بسنت خالد

هذه الواقعة ليست الأولى، فقد سبقتها بأسابيع حادثة مشابهة، حيث تخلصت فتاة تدعى "بسنت خالد" من محافظة الغربية من حياتها عقب تناولها حبة غلال سامة، بعد تعرضها لابتزاز جنسي أيضا من جانب شابين اخترقا هاتفها المحمول وحصلا على صور لها وقاما بفبركتها وتركيبها، وإعادة نشرها بطريقة فاضحة.

انتشار حالات الابتزاز الالكتروني

ومنذ يومين بالتحديد فوجئ أهالي قرية المعتمدية التابعة لمدينة المحلة بالغربية بزوجة في شبابها تلقي بنفسها من شرفة منزلها، محاولة الانتحار أيضا بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني من جانب زوجها، بعد محاولته إجبارها على التوقيع على إيصالات أمانة بالإكراه، مقابل التنازل عن قائمة منقولاتها بالكامل وحقوقها الشرعية في حالة رغبته بطلاقها، مهددا بفيديوهات صورها لها إلى أن قبضت عليه السلطات.

وأيضا شهدت الفترة الأخيرة حالة من الجدل بعد أن أنهت فتاة حياتها بمنطقة الهرم، لابتزاز شخص لها عبر «فيس بوك»، إذ طلب الشاب من الفتاة إرسال صورا عارية لها، إلا أنها رفضت طلبه، وعلى إثر ذلك هددها بإبلاغ أهلها بأنه يمتلك صورًا جنسية لها، ما دفع الفتاة على إنهاء حياتها خوفًا من الفضيحة وغيرها من الجرائم.

دور المجلس القومي للمرأة

وفي هذا الصدد قالت رانيا يحيى، عضو المجلس القومي للمرأة، إن أي فتاة تتعرض للابتزاز الإلكتروني، عليها التوجه لفرع المجلس القومي للمرأة الموجود في المحافظة التي تسكن فيها، أو الاتصال بالخط الساخن 15115، مشيرة إلى أن هذا الرقم خاص بمكتب الشكاوى في المجلس وبه محامين مختصين قانونيين سوف ينصحوها بالتصرف السليم لأخذ حقها وفقا للقوانين واللوائح.

وأضافت عضو القومي للمرأة، أن أعداد الناس التي تبلغ عن الابتزاز الإلكتروني، في ازدياد وهو ما يدل على حالة الوعي التي تنتشر بين الأهالي، مؤكدة أن المجلس يحافظ على سرية البيانات والمعلومات الخاصة بالضحايا ولا يتم تسريب أي معلومات، كما أن المجلس يصدر على فترات متباعدة الإحصائيات الخاصة بعدد الحالات التي توجهت لعمل شكاوي وما تم حله منها وأيضا ما لم يتم حله.

وأكدت أنه يوجد تفاعل مجتمعي إيجابي للحد من ظاهرة الابتزاز الإلكتروني، وينبغي أن تزيد هذه الحالة كما تم مع التحرش، للحد منها والقضاء عليه.

أنواع الابتزاز الإلكتروني

من جانبه قال المهندس عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات، إن الابتزاز الإلكتروني، هو ظاهرة عام 2022، وله أنواع وتصنيفات وهي الابتزاز الإلكتروني: المادي والجنسي والمنفعي.

وعن الإبتزاز المادي، أكد صبحي، أنه هو عملية اختراق الأجهزة للحصول على البيانات والصور والأرقام، وأرقام الحسابات البنكية في حال كانت متصلة بالهاتف، وله تأثيرات كبيرة عائلية ومادية، أما الابتزاز الجنسي الإلكتروني، أوضح أنه عبارة عن عملية فبركة للصور، وعمل صور جنسية، ويتم استخدامها في الأغلب ضد البنات والسيدات، مشيرا إلى أنها ظاهرة عام 2022.

وأشار إلى أن هذا النوع من الابتزاز، يكون هدفه إما المال، أو طلبات أخرى، ويمكن أن تضطر الضحية للرضوخ أمام هذا الشخص، حتى لا يستغل هذه الصور ضدها.

أما الابتزاز المنفعي، أوضح أنه نوع خطير جدا، ويكون بين أصحاب المنفعة من الإعلاميين ورجال الأعمال والمشاهير والفنانين، مشددا أنه على أولياء الأمور تفهم أبنائهم، وإرشادهم وغرس الوعي التقني بداخلهم، ومنع حالة "الخرس الأسري"، كما أن الفتيات عليهن أن يتعاملوا مع مواقع التواص الاجتماعي بحذر، وألا يعتقدوا أن هذه المواقع هي غرفهم الخاصة.

وشدد على ضرورة زرع القيم والأخلاق العربية في نفوس الأبناء، مثل احترام الجار وعدم الخوض في أعراض الناس، وهذا هو دور الأب والأم في التربية والتوعية، وعليهم أيضا أن يعلموهم الدفاع الاستباقي، وأنه في حال حدثت مشكلة لا يخافوا من الإبلاغ عن الجريمة حتى لا تتحول إلى مشكلة كبيرة.

ولفت إلى أنه بداخل كل مديرية أمن يوجد جهة مختصة لعملية الجرائم الالكترونية، يجب التوجه إليها، هي ومباحث الإنترنت.

كيف نتصرف لو تعرضنا للابتزاز الإلكتروني

وحدد المهندس عمرو صبحي 3 خطوات في حال تعرض للابتزاز الإلكتروني كالتالي:

  • يمكن للأشخاص الذين تعرضوا للابتزاز أو التهديد، من خلال الاتصال على الرقم الساخن، 108 من أي هاتف سواء المحمول أو الأرضي، وسيقوم بالرد ضابط متخصص يأخذ كافة المعلومات والبيانات الكاملة، من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنه.
  • إبلاغ أقرب قسم شرطة .. إذا تعرضت لجريمة ابتزاز إليكتروني فيجب أن تحتفظ بكافة الأدلة والبراهين والتوجه لأقرب قسم شرطة، وتسجيل شكوى قانونية، وسيتم تحويله إلى شرطة الإنترنت للقيام بالفحص والقيام بالإجراءات القانونية المتبعة في هذه الحالة.
  • إدارة مكافحة جرائم الحاسبات .. يمكنك إبلاغ إدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات بمقر وزارة الداخلية المصرية في حي القاهرة الجديدة، وهي متخصصة في التحقيق في الجرائم الإلكترونية، ويمكنك كتابة شكوى.

دور الأب والأم 

من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن مواجهة البنت لأي نوع من التحرش تتعرض له يتوقف عليه تربية والديها لها، وكلما كانت علاقة البنت جيدة مع والدتها كلما استطاعت ان تناقش معها اي موقف تتعرض له، فتقوم بحل مشاكلها بسهولة.

وأضاف خلال تصريحات لـ "صدي البلد"، أن أغلب الأسر تعتمد علي الدعم المادي فقط لأبنائهم، ولا تهتم بتربيتهم والتقرب لهم، موضحا “كلما تعرضت البنت للإهانة من أهلها، كلما أصبحت البنت بئر أسرار أمام والدتها".
وأشار ، إلي أن إذا تعرضت البنت للإهانة من أهلها عند ذكر موقف تحرش تعرضت له، وإن كان بسيطا، حينها تتوقف البنت عن ذكر تلك المواقف، وعند وقوعها في مشكلة، تقوم بمشاركتها مع إحدي صديقاتها، أو تذهب إلي الموت عن طريق الانتحار. 
واختتم: "الشق الأول في التربية هو مصاحبة الأبناء والحديث معهم والنقاش في مشاكلهم، أما الدعم المادي يعتبر مجرد شق ثاني في التربية".