EN 
البلاص .. اسم لا يعرفه عدد كبير من أبناء الجيل الحديث لكن كل من عاش في القرى أو الريف حتى جيل التسعينات يعرفه جيدا ويذكره بأجمل أيام الطفولة وذكرياته مع أفراد الأسرة.
فكان البلاص من الأشياء الأساسية في كل منزل فهو عبارة عن إناء كبير من الفخار يشبه القدرة ولكن بحجم أكبر بكثير حيث كان طوله لا يقل عن متر وكان هو الوسيلة الأساسية لحفظ خزين البيت من الطعام سهل التحضير مثل الجبن القديمة والمش وحتى العسل الأسود وذلك عندما لا تستطيع ربة المنزل طهى أى طعام لأفراد الأسرة.
فقديما لم تكن خدمة الدليفري موجودة فى المطاعم ومحلات البقالة بل وكانت هذه المحال قليل جدا وغير متوفرة بالشكل الواسع الموجود الآن وبالتالي كان لابد من وجود حل يساعد أفراد الأسرة فى تناول الطعام بشكل سريع عندما يحتاج أفراد الأسرة قديما لطعام يمكن تناوله دون بذل أى جهد في التحضير وقت الجوع الشديد أو عندما لا يتوفر الوقت والجهد الكافي لطهي الطعام لذا كان الطعام الموجود فى البلاص بمثابة المنقذ لأفراد الأسرة لسد الجوع .
وكان يستخدم البلاص في العصور القديمة فى غرض مختلف تماما وهو نقل الماء للمنزل حيث لم تكن خطوط المياه متوفرة ولم يكن العلماء قد تصولوا لاختراع الصنبور ولم تتوفر الطورنبة لدى كثيرون.
ويتمتع البلاص بمزايا غريبة فكان يحفظ الطعام جيدا كما هو دون تلف لفترة طويلة جدا قد تصل عدة أشهر بل وعام كامل وأكثر أحيانا بل والأغرب من ذلك أن الطعام المحفوظ داخل البلاص كان يزداد مذاقه مع مرور الوقت حلاوة وجمال أكثر.
والمادة الأساسية التي كان يصنع منها البلاص هي الفخار وكان يتم إعداده بأحجام وأشكال مختلفة بل وألوان مختلفة منها الأبيض والأحمر والبيج والبني.
في مناطق صعيد مصر وينقل بواسطة النقل النهري إلى القرى والمدن على امتداد نهر النيل ، ولا يزال يستخدم في المناطق الريفية.
وكان البلاص ينتشر في صعيد مصر بشكل كبير وفى الوجه البحري بل وانتشر فى دول عربية عديدة ومنها العراق حيث كان يطلق عليه اسم البستوكة.
