الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نوستالجيا| ثعابين راقصة وحيل تسحر أعين الناس.. أسرار جراب «الحاوي» زمان

الحاوي
الحاوي

"بيصفر لي".. كانت تلك الكلمة الشهيرة هي المبرر العاقل "للحاوي" قديمًا عندما يتساءل الناس عن كيفية اكتشافه للثعابين المختبئة داخل المنازل، فتلك الحيل المبهرة التي تسحر أعين الناس، كانت تجتذبهم مثلما يجتذب هذا الرجل بعباءته البالية الثعابين إلى جرابه.

جراب الحاوي، كلمة اعتدنا بها وصف كل ما هو غامض ويصعب على عقولنا استيعابه، فكلما مد "الحاوي" يده إلى الجراب جرت على الألسن قصة أو رواية، وكلما زادت التساؤلات والحيرة والغموض بداخل المتفرجين رددوا "ياما في جرابك يا حاوي".

بمجرد أن يظهر الحاوي في الشارع قديمًا، كان الأطفال والنساء وحتى الرجال يجتمعون من حوله لمشاهدة حيله السحرية، تذهل العيون ويتجمد الدم في العروق بمجرد أن يمد الحاوي يده في جرابه لإخراج الثعابين.

تخرج يد الحاوي من الجراب بأشياء مختلفة أحيانًا ما تكون بيضة بدل الحجر أو أرنب بدل الشال، لكن كثيرًا ما تخرج الثعابين من تلك الخرقة، وتملأ يد الحاوي الذي يمسكها بشجاعة أقرب إلى التهور ويبدأ اللعب بها، وفي النهاية يجمع ما يجودون به، ليتركهم بعيون تملأها الحيرة والتساؤلات "كيف لم تلدغه تلك الثعابين!".

من الحيل الأخرى التي اعتاد الناس انتظار مرور الحاوي في الشوارع متلهفين لرؤيتها، أن يخرج اللهب من فمه، يدخل سيفا طويلا إلى جوفه، يخرج أرنبا من طاقيته أو يخرج بيضة من خلف أذن أحد أطفال المشاهدين، حيث كانت شرفات وبلكونات البيوت تتحول إلى مدرجات مسرح ضخم حاشدة بالجماهير.

 

في ثعبان هنا

إشارة كانت تثير الرعب في نفوس سكان القرى المصرية بمجرد أن ينطق بها الحاوي، مشيرًا إلى أن المنزل المحدد بداخله ثعبان وعلى سكانه السماح بدخول الرجل لإخراجه، وما هي إلا دقائق حتى يتجه الثعبان من مخبئه إلى جراب الحاوي مباشرة، فيأخذه ويرحل.

وعندما يسأله سكان المنزل كيف عرف بمكان الثعبان، يرد الحاوي “الثعبان بيصفر لي في ودني.. فبعرف مكانه"، أي أنه يستطيع سماع ما لا يسمعه الناس كما لو أنه يعرف لغة الثعابين.

البعض شكك في تلك الحيل الخداعة واعتبرها نوعا من "السحر" يمارسه المحترفون كما فعل سحرة فرعون عندما "سحروا أعين الناس"، ورجح البعض أن الرجل يأتي بالثعبان في كم عباءته وعندما يدخل إلى المنزل يطلقه ثم يمسك به متظاهرًا بأنه كان موجودًا من الأساس.

لكن الكثيرين لا يزالوا يؤمنون بأن فكرة الحاوي ستظل واحدة من أهم ملامح العصر الماضي، والتي كانت تهدف إلى التسلية وإمتاع أعين الناس في وقت لم يعرفوا التلفاز أو الإنترنت.