الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تنزاني هارب جسد معاناة اللاجئين.. مسيرة قرنح أديب نوبل 2021

عبدالرازق قرنح يتسلم
عبدالرازق قرنح يتسلم جائزة نوبل

تسلم قبل أيام الروائي التنزاني عبدالرازق قرنح جائزة نوبل للآداب لعام 2021 في ظل إلغاء فعاليات الاحتفال بسبب قيود كورونا، وهو خامس أفريقي يحصل على الجائزة والأول منذ ما يقرب من عقدين يفز بها، إذ أشادت لجنة نوبل به في إعلانها لفوزه بوصفه: "تغلغل بعمق في آثار الاستعمار ومصير اللاجئين بين الثقافات والقارات المختلفة".

 

جائزة أفريقية

ويأتي اختياره لأعلى وسام في الأدب في وقت يشهد توترات عالمية حول الهجرة، حيث يفر ملايين الأشخاص من العنف والفقر في أماكن مثل سوريا وأفغانستان وأمريكا الوسطى، أو نزحوا بسبب تغير المناخ.

 

التجسيد العاطفي آثار الاستعمار ومصير اللاجئين في ثفافات وبلاد مختلفة، كان سببا في فوز الروائي التنزاني عبد الرزاق، التي تدور أحداثها في شرق أفريقيا الاستعمارية خلال الحرب العالمية الأولى، ووفقا لرويترز، أوضح أندرس أولسون رئيس لجنة نوبل بالأكاديمية السويدية فإن هذه الرواية كانت تعبيرا ذاتيا، وقال: "شخصية قرنح المتجولة في أفريقيا وإنجلترا تجد نفسها في الفجوة بين الثقافات والقارات".

 

ويعد قرنح أول كاتب أفريقي أسود يفوز بالجائزة منذ وول سوينكا في عام 1986، وقال إن جائزته تعني أن قضايا مثل أزمة اللاجئين والاستعمار، التي عانى منها، ستتم مناقشتها.. هذه أشياء نعيشها كل يوم، الناس يموتون ويتأذى الناس في جميع أنحاء العالم - يجب أن نتعامل مع هذه القضايا بأكثر الطرق رقة".

 

وتابع قرنح: "أصبح العالم أكثر عنفًا بكثير مما كان عليه في الستينيات، لذلك هناك ضغط أكبر الآن على البلدان الآمنة ، فهي تجتذب المزيد من الناس"، ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية في مقابلة أجريت في عام 2016 ، عندما سئل عما إذا كان سيطلق على نفسه اسم "مؤلف ما بعد الاستعمار" ، أجاب قرنح: "لن أستخدم أيًا من هذه الكلمات. لن أصف نفسي بشيء من أي نوع كاتب".

 

بداية مشتتة

وفقا لنيويورك تايمز، ولد قرنح ذو الأصول اليمنية في 20 ديسمبر 1948 بسلطنة زنجبار بتنزانيا حاليا وغادر إلى إنجلترا في سن 18 عاما في الستينيات هربا من اضطهاد المواطنين العرب أثناء ثورة زنجبار بالمحيط الهندي، وكلا المكانين لهما دور كبير في عمله حيث تعتمد العديد من راياته على موضوعات المنفى والتهجير والهويات المتصدعة.

 

وصل إلى إنجلترا في عام 1968 كلاجئ، وقال عن انتقاله : "لقد أتيت إلى إنجلترا عندما لم تكن هذه الكلمات في القاموس" ويقصد بها "طالب اللجوء" خاصة أن المزيد من الناس كانوا يكافحون للانتقال من بلادهم، ولم يتمكن من العودة إلا في عام 1984 ، حيث رأى والده قبل وفاته بوقت قصير.

 

وعلى الرغم من أن اللغة السواحيلية كانت لغته الأولى، إلا أن اللغة الإنجليزية أصبحت أداته الأدبية عندما بدأ الكتابة عندما كان يبلغ من العمر 21 عامًا، ودرس في البداية في كلية كرايست تشيرش، كانتربري، التي منحت شهاداتها في ذلك الوقت من جامعة لندن وانتقل بعد ذلك إلى جامعة كنت، حيث حصل على درجة الدكتوراة، مع أطروحة بعنوان "معايير في نقد رواية غرب إفريقيا" في عام 1982.

 

وخلال الفترة من عام 1980 حتى عام 1983 حاضر جرنة في جامعة باييرو كانو في نيجيريا، حيث كان أستاذاً في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة "كنت" حتى تقاعده.

 

انطلاقة أدبية 

نشر العديد من المقالات عن الكتابة الأفريقية ومنها عدد كبير عن مرحلة ما بعد الاستعمار، بجانب الكتابة الروائية حيث كتب 10 روايات طوال مسيرته الأدبية، وتم انتخاب قرنح زميلًا في الجمعية الملكية للآداب في عام 2006.

 

توثق رواياته الثلاث الأولى، ذاكرة المغادرة (1987) ، طريق الحج (1988) ودوتي (1990) ، تجربة المهاجرين في بريطانيا المعاصرة من وجهات نظر مختلفة، أما روايته الرابعة ، الجنة (1994) ، تدور أحداثها في شرق إفريقيا المستعمرة خلال الحرب العالمية الأولى ، وتم ترشيحها لجائزة بوكر للرواية. 

 

تم وضع الكثير من أعماله على ساحل شرق إفريقيا، وجميع أبطال رواياته باستثناء واحد منهم ولدوا في زنجبار، وأوضح الناقد الأدبي بروس كينج في مقال قديم أن روايات عبد الرازق تضع أبطال شرق إفريقيا في سياقهم الدولي، ملاحظًا أنه في خياله كان الأفارقة دائمًا جزءًا من العالم المتغير الأكبر وغالبا ما كان يشعر ضحاياه بالاستياء.