الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

" الدم بقي ميا"

ايمان الدربي
ايمان الدربي

عناوين مرعبة قرأناها في الأيام الماضية عن التعدي علي الفتيات والنساء من أجل ميراثهن ويبدو أن هذا المثل من التراث الشعبي القديم الذي كان يؤكد أن "الدم عمره مايبقي ميا "أصبح وهما. 

فهذا شاب يشعل النار في شقيقته بسبب الميراث بالدقهلية اثر خلاف بينهم علي الميراث وهذا آخر يقيد شقيقته لتصويرها بوضع مخل مع صديقه من أجل الميراث وهذا ثالث يقتل أخته بالسيارة بسبب إصرارها علي حصولها علي ميراثها . 

وللأسف انقلبت جرائم تقسيم الميراث إلى جرائم دموية حيث يظهر الجميع علي حقيقته وتنقطع حبال الود وتتناسي صلة الأرحام وتبدأ الصراعات والشجارات التي تنتهي غالبا بالقتل وسفك الدماء ويبدو أن بعض الرجال يريدون أن يعدلوا كلام الله ويحرموا ذويهم من النساء من ميراثهن وإلا القطيعة والهجران والحرمان من العزوة والسند المهمان جدا في بعض النجوع والقري والأماكن الشعبية أو القتل والفضيحة والضرب والأهانة .

وتشير آخر إحصائيات متاحة حول نزاعات المواريث أن 35 % من السيدات اللواتي حرمن ميراثهن تعرضن للإيذاء الجسدي و15% تعرضن للأبتزاز المادي و50% اضطررن للتنازل عن حقوقهن عبر الأبتزاز المعنوي وخوفهن من الخلافات الأسرية وغضب الأهل وقطع صلة الرحم.

وأشارت النسب وفق اصحاب الدعاوي المقدمة للمحاكم إلى أن 50% من الحرمان من الميراث يكون عن طريق الأشقاء الذكور و25% بسبب عناد الأمهات ورفضهن حصول بناتهن علي حقوقهن 25% عن طريق الآباء الذين يكتبون وهم أحياء كل شيء لأبنائهم الذكور .

ولأن هناك طقسا شائعا في الريف المصري في المواسم الدينية والأجتماعية يسمي الزيارة ورمزيته تتعلق بعقيدة السند وليس بالأطعمة والهدايا والمواسم فقط وحينما تحدث نزاعات علي الميراث فيهدد الأخ شقيقته بقطعه الزيارة مايعني أنها بلا سند وبلا ظهر  أمام أي مشكلات قد تتعرض لها مع زوجها أو الآخرين. 

فعلي النساء الاختيار فتقبل بعض النساء بمبلغ بسيط من المال أو التنازل عن الميراث خوفا من خسارة السند. 

وحقيقة حال المواريث في المدن أفضل نسبيا مما عليه في الريف ولكن مازال الكثير من السيدات في مصر يفضلن الحماية العائلية لأن الحماية القانونية في مصر ليست كافية وهذا ما أريد أن أتحدث عنه فأنني أطالب بتغليظ العقوبة علي كل من تسول له نفسه التجرؤ علي ذويه من النساء وسلب حقوقهن من الميراث بل وأطالب بتدخل الدولة لتقسيم الميراث بالعدل وحسب شرع الله في كتابه العزيز بمجرد استخراج إعلان الوراثة حتي لايحدث ما نراه من قتل ودماء وحرق لنساء وفتيات لأنهن طالبن فقط بحقهن الشرعي من الميراث.