EN 
مجرد التفكير في نزهة في أحد الأماكن العامة، أصبحت مخاطرة، فما بال من يقرر ويذهب بالفعل للنزهة؟
توجهت الطفلة "دنيا" ذات الاثني عشر عاما مع أسرتها إلى أحد أماكن الألعاب الترفيهية داخل محافظة الإسكندرية، وأشارت إلى إحدى الألعاب داخل المكان في رغبة منها لركوبها، ولم تعلم الصغيرة أنها رغبتها الأخيرة في تلك الدنيا، وبعد دقائق ستصعد روحها إلى بارئها.
لعبة الإعصار تكتب نهاية حياة دنيا القصيرة
لاقت موافقة الأسرة على إلحاح الطفلة دنيا على ركوب «لعبة الإعصار»، سعادة غامرة لدى الطفلة، التي صارت تقفز فرحا، دون أن يعلم من منحها الموافقة بأنه كتب شهادة وفاتها بموافقته، وتوجه أحد أفراد الأسرة لحجز تذكرة اللعبة، وهي تنظر في سعادة بالغة إلى اللعبة التي سطرت نهاية آخر فصل في حياتها، حيث كانت اللعبة غير آمنة أو صالحة للاستخدام، ولم يلاحظ أفراد الأسرة أن اللعبة لم يكن بها وسيلة أمان من السلاسل الحديدية لتوثيقها جيدا منعا لسقوطها من أعلى اللعبة.
ربط مسؤول اللعبة الطفلة بحبل حول جسدها حتى لا تسقط أرضا، وقام بتشغيل اللعبة، وأخذت اللعبة ترتفع شيئا فشيئا إلى أن وصلت إلى أقصى ارتفاع، تحركت عدة حركات وإذا برواد المكان يسمعون صوت ارتطام قوي على الأرض، فوجدوا الطفلة ملقاة أرضا غارقة في دمائها تحت اللعبة، بعد أن اصطدمت رأسها بلعبة أخرى كانت قريبة منها حال سقوطها، وعلى الفور بحث المواطنون عن أهل الطفلة إلى أن وجدوهم، وحال سماع الأسرة أن طفلتهم أصابها مكروه، بدأوا في الصراخ والركض وسيطرت حالة من البكاء والحزن على الفتاة الصغيرة التي تحولت إلى جثة هامدة بعد أن كانت في سعادة عارمة منذ دقائق.
بلاغ بوصول الطفلة جثة هامدة
تلقي اللواء محمود ابو عمره، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة المنتزه أول، يفيد بورود بلاغا بسقوط طفلة من لعبة بملاهي في منطقة الراس السوداء، وتم نقلها للمستشفى وتوفيت فور وصولها إلى المستشفى، وتبين أن الطفلة 12 سنة، سقطت من لعبة الإعصار بعد تشغيل اللعبة بدقائق.
وبسؤال أهل الفتاة، أفادوا بانهم كانوا في فسحة لملاهي فرحة، وركبت الطفلة لعبة الإعصار، وفور تشغيل اللعبة بعدة دقائق فوجئوا بسقوط الطفلة من على مسافة 10 أمتار وتخبطها في أجزاء من اللعبة، وتوجهوا بها إلى أحد المستشفيات ولفظت نفسها الأخير بها، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات.
النيابة: حبس عامل الملاهي 4 أيام
باشرت نيابة أول المنتزه في الإسكندرية، تحقيقاتها في مصرع الطفلة، وطلبت تحريات المباحث حول الحادث، وأمرت بحبس أحد العاملين بالملاهي، وضبط وإحضار المسئول عن الملاهي، وتشكيل لجنة فنية لمعاينة موقع الحادث، ووضع تقرير حول أسبابه، واستدعاء مسئولي الحي؛ لسؤالهم عن ملف تراخيص الملاهي، ومدى مطابقتها للمواصفات لتحديد وسائل الأمان، مع التصريح بدفن جثة الضحية، عقب مناظرتها؛ لبيان سبب الوفاة.
ابن عمة الضحية: عايز حق دينا
ونشر مروان ناصر، ابن عمة الضحية تفاصيل الواقعة عبر حسابه الشخصي بموقع "فيس بوك" قائلًا: "أنا عاوز أجيب حق بنت خالي المقتولة.. طفلة عندها 12 سنة راحت الملاهي تلعب وتتبسط شوية وهي دلوقتي تحت التراب بسبب إهمال الملاهي.. الموضوع بدأ إنها كانت رايحة تتفسح في ملاهي في منطقة الراس السوداء، دنيا بنت خالي الصغيرة الجميلة راحت تركب "لعبة الاعصار" مع الأطفال اللي من سنها وأصغر منها وإدارة الملاهي "قتالين القتلاء" مشغلين لعبة بكراسي متهالكة ومن غير نظام أمان كويس.. دنيا لما ركبت ربطوا رجلها بحبل في الكرسي عشان الكرسي اللي حظها جه عليه مش بيقفل للآخر".
وأضاف: "طبعا محدش من الأهالي بياخد باله نهائي من الكلام ده، لأن في شخص مسؤول عن اللعبة من الملاهي بيعدي يتأكد من إن الكراسي كلها مقفولة قبل ما يشغل اللعبة.. وده اللي كلنا عارفينه يعني.. اللعبة اشتغلت بدنيا وطبعا مع لف اللعبة في الهواء دنيا وقعت".
وأوضح خلال منشوره: "تخيل أنت يعني إيه تقع طفلة من مسافة 10 متر عشان اللعبة تخبطها كمان في دماغها وهي تحت وتموت، ونجري بيها على المستشفي نحاول نلحقها لكن كان كل شئ انتهي.. عرفنا بعد كده من كل الناس أنهم بعد ما شالوا دنيا "جثتها" كملوا لعب عادي ولا كأن فيه أي حاجة حصلت".
وتابع: "أول ما جالي الخبر جريت على المستشفي أنا وأخوها.. لقيت ناس بيقولوا إنهم صحاب ملاهي فرحة.. حاولو يضحكوا علينا بكلام ان البنت سليمة وكله تمام ومتبلغوش وحنعوضكوا وحندفع فلوس.. بعد ما المستشفي أكدت إن الحالة متوفية فعلا"، مختتما: "فيه صورة موجودة لدنيا سعيد وهي مربوطة من رجلها، بحبل تخيلوا حد يتثبت في لعبة زي دي بحبل عشان الكرسي بايظ ومش بيقفل، والملاهي عايزة تشغل اللعبة على أقصي حمولة لها، فبدل ما يعملوا صيانة لأ يستخدموا حبل ومحدش هياخد باله.. ساعدوني أجيب حق دنيا".
