الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وهم كليات القمة

في مثل هذه الأيام من كل عام يقع أولياء أمور طلاب الثانوية العامة في خدعة كبيرة ينسجونها بأيديهم ..عفريت مخيف يحضره كل بيت به طالب ثانوية عامة .
وما يحدث أننا نعيش  في حالة رعب عندما يكون لدينا أبن أو أبنة يمرون بمرحلة عنق الزجاجة طمعا أن يلتحق بأحدي كليات القمة فتتوقف الحياة داخل هذا البيت ويسخر الجميع كل الجهد والوقت والمال لخدمة هذا الحلم بل أصبح مجرد وجود أحد أبنائك في الثانوية العامة مجال للشفقة من كل من حولك .
والسؤال الذي أطرحه من هذا الذي حدد كليات القمة وصنفها وقرر أن الطب أو الهندسة مثلا في المقدمة و من يمارسهما االأفضل والأكقأ والأذكي ؟
أعتقد أننا تعودنا علي مبدأ الأستسهال والتفكير النمطي الذي نتناقله دون تفكير فمن قال أن محامي متمكن في مهنته أقل أهمية من طبيب أو مهندس قد لايكون متميز في مهنته .
نحن لانسمع لأولادنا ولا نسمح لطاقتهم الأبداعية للظهورفالبعض منا يكون لديه حلم حققه يريد أن يستكمله أولاده فالطبيب يريد أن يرث أبنه عيادته ومهنته والمهندس يريد أن يرث أبنه مهنته ومكتبه الهندسي وهكذا أو قد يكون لدينا حلم لم نحققه فنصر أن يحقق أولادنا هذا الحلم دون أن نسألهم عن أحلامهم ورغباتهم وطموحاتهم  .
والسؤال الثاني الذي أسأله هل كليات القمة والجامعات المكتظة بأعداد تفوق أستيعابها وخروج طلاب لا يستطيعون المنافسة في سوق العمل تستحق كل هذا العذاب ؟ 
وأذكر أنني وقعت في هذا لخطأ عندما حصل أبني علي مجموع كبير في الثانوية البريطانية حاولت معه بكل الطرق الألتحاق بكلية الطب تحقيقا لحلم قديم لي ولكنه صمم علي دخول كلية الهندسة ليدرس هندسة الطيران وأعتقد أن تفكيره كان الأصوب . 
للأسف نحن نحدد مصير أولادنا ونسعي بكل الطرق لفرض رغباتنا عليهم دون أن نراعي ميولهم ورغباتهم الحقيقية ألا فيما ندر .
علينا أن نتخلص من وهم كليات القمة فلايوجد مايسمي بذلك .. القمة في أي مهنة يستطيع صاحبها التميز فيها .
رغبة الأبناء وقدراتهم الأبداعية وميولهم هي التي تحدد الكلية التي يستطيعون الألتحاق بها وأعتقد أن أمتحان القدرات الذي ينفذ هذا العام يساعد في الأختيارات المناسبة لطالب الثانوية العامة .
وفي الحقيقة وهم الألتحاق بكليات القمة خطأ من الخطايا المتوارثة التي نصر عليها داخل مجتمعنا المصري وعلينا أن نتخلص منها .
كلنا نحتاج الي فكر مختلف مستنير يتماشي ومتطلبات العصر فتتغير كل الأمور من حولنا الا الثانوية العامة ومشاكلها والرغبة الرهيبة في الألتحاق بكليات القمة لنبقي داخل وهم كبير نصنعه بأيدينا.
  
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط