الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إلهام فاروق شبانة تكتب: ممنوع من العرض

صدى البلد

عندما نستمع إلى هذه الكلمة (ممنوع من العرض)، يطرأ إلى ذهن كل واحد منّا تلك الأفلام والمسلسلات الإباحية التي تأباها الفطرة السليمة، والعقول القويمة،  والمجتمعات الدينية، إلا أن هناك نوع آخر من المسلسلات والأفلام أنتجتها السينما حريٌّ بها أن تُمنَع من العرض أيضًا، لأنها لا تؤدي إلى فساد الأخلاق فقط؛ بل تؤدي إلى أشرّ من ذلك، فهي تُشوِّه الدين وتُصدِّر صورة سلبية سيئة عن الإسلام والمسلمين، فقد كثُرت الدراما التي تُجسد الإسلام على أنه دين الحرب والإرهاب، والتي تفسر الأيات القرآنية على غير ما نزلت به دون النظر إلى أسباب النزول أو حتى مجرد القراءة الصحيحة لهذه الآيات؛ مما جعل المجتمع يتوهم أن الإسلام يدعو إلى الحرب لا السِلم. 

ومن ذلك ما جاء في أحد المسلسلات أن رجلًا يُجسد إرهابيًا وهو يتلوا تلك الآية الكريمة : «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» (الحج: ٣٩)

حيث قرأها بتشكيل خاطىء لكلمة يقاتَلون فقرأها بكسر التاء بدلًا من فتحها، فقال (يقاتِلون) وشتان ما بين المعنيين. 

تكررت مثل هذه المشاهد في أكثر من مسلسل حتى تكوَّن عند الناس فكرة أن الإرهابي هو كل رجل متدين يصلي و يقرأ القرأن، وينصح الناس بالخير، وينهاهم عن الشر، وأن المختلس والمنافق والزاني والمتحرش والدجال هو نفس الشخص صاحب العباءة البيضاء، وعلامة الصلاة على جبهته كدليل على كثرة السجود.

 فلا شك أن ذلك كله فيه ترويج لفكرة أن الإسلام هو الإرهاب، وأنه سبب لفعل كل المنكرات ، وإن كنا نحن كمسلمين عندما نشاهد هذه اللقطات لا نصدقها ولا نؤمن بها ، إلا أنها أحدثت عند الغرب فوبيا من الإسلام والمسلمين حتى أطلقوا مصطلح (إسلام فوبيا) على الإسلام. 

فإلى متى يظل الإسلام متعرضًا لهذه الموجة من التبغيض والتخويف منه؟ 

وإلى متى يتعمد البعض تصوير المسلم على أنه إنسان جامد لا يقبل الحوار ولا يحب التواصل؟ 

وهل رسالة الفن هي الإبداع وتقديم فن هادف وتنوير العقول، أم هدم الدين وتشويش الأفكار وتزوير الحقائق؟ 

فالإسلام دين الوسطية والرقي والتجديد يؤيّد الفنّ الهادف الذي يرتقي بالإنسان، وليس الفن العبثي الذي يزور الحقائق ويهدم الأديان، فبمقدار ما يكون الفنّ نافعاً للإنسان والمجتمع بمقدار ما يكون مقبولاً عند الجميع، وهذا ما نحتاج إليه في واقعنا المعاصر، أن يُبرز الفن رسالة الإسلام السامية، وأن يوضح للعالم أجمع حقيقة أن الإرهاب ليس صناعة إسلامية.