جماعة الإخوان الإرهابية شغلها الشاغل تدمير البلاد والخراب والعنف، وهذا ما حدث في كثير من بلدان العالم العربي، لقد عانت مصر والسودان والعراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان وتونس من تدبير التنظيم الإرهابي الإسلامي المتطرف حتى فاض الكيل.
وقامت الحشود التونسية الغاضبة في تونس الأيام الماضية بإسقاط غطاء الشرعية السياسية عن "حركة النهضة الإخوانية" وأنهت سنوات حكم التنظيم في البلاد بعد سنوات من الفساد والفوضى والتدمير.
اغتيالات إخوانية في تونس
وفي هذا الصدد يقول أحمد سلطان، المتخصص في شؤون الإسلام السياسي، إنه كان هناك اتهامات لحركة النهضة الإخوانية في تونس بإنشاء جهاز سرى مسلح على غرار التنظيم الخاص للإخوان الارهابية في مصر خلال السنوات الماضية، وهذا الجهاز المسلح وجهت له العديد من الاتهامات بالتورط في عمليات التنظيم الخاص للإخوان المسلمين في مصر خلال السنوات الماضية، وهذا الجهاز المسلح وجهت له العديد من الاتهامات بالتورط في عمليات إرهابية هزت تونس، مثل عمليات اغتيال معارضين حركة النهضة شكرى بلعيد والبراهمي.
أنصار الشريعة وحركة النهضة
وتابع سلطان في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك روابط بين حركة النهضة الإخوانية وبين تنظيم أنصار الشريعة التونسي الذي كان محسوب على تنظيم القاعدة، وانضم عدد كبير من أبناء هذا التنظيم إلى تنظيم داعش بعد ذلك.
أمر غير محسوم
وأضاف أنه "في الفترة الحالية فكرة لجوء حركة النهضة للعمل المسلح مازالت مسألة غير محسومة بشكل كامل، لأن الحركة تدرك إنها إن دخلت في عمليات مسلحة في مواجهة الدولة التونسية ستخسر هذا الصدام"، مشيرا إلى أن طبيعة النخبة السياسية في حركة النهضة هي نخبة براغماتية لا ترغب في دفع تكلفة كبيرة لهذا الصراع السياسي، ومن المتوقع أن تبتعد عن العمل المسلح وتتجه إلى التفاوض.
وعلى صعيد العمليات المسلحة، أوضح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن "هناك تقارير إعلامية تتحدث عن تحركات لمليشيات إرهابية ليبية تابعة لتنظيم الإخوان تجاه الحدود الليبية التونسية".
وتابع: "هناك أيضا تقارير تقول أن التنظيم الدولى للإخوان برئاسة إبراهيم، عقد اجتماعات في العاصمة البريطانية لندن وتواصل مع أتباعه وقياداته في الدول الأوروبية لإصدار بيانات إدانة".
الإستعداد لمواجهات مباشرة
ولفت إلى أن التنظيم الدولى وجه راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاخوانية في تونس، بالاستعداد لـ صدام متوقع مع الرئيس التونسي قيس سعيد ومع الجيش وأجهزة الأمن، مضيفا "إذا كان هناك اتجاه نحو العسكرة وتنفيذ هجمات إرهابية في تونس، ستلجأ حركة النهضة إلى الميليشيات الإرهابية الليبية في هذه المواجهات".
وأضاف: "ولكن من المتوقع أن الاتجاه إلى هذا الحل العسكري من جانب حركة النهضة الإخوانية غير وارد، وإن كان هناك دفع من قبل تنظيم الإخوان الدولى لفعل ذلك".
التحريض على قتل الرئيس التونسي
وتابع: "هناك العديد من القيادات الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان يحاولون التحريض على قتل الرئيس التونسي قيس سعيد والتصدي لـ إجراءاته الأخيرة بالقوة، مثل القيادي في حزب الحرية والعدالة المصري المنحل أحمد رامي الذي شارك صورة ضابط الصف التركي الذي اغتال جنرال تركي أثناء مشاركته في الانقلاب الأخير في تركيا، وقال "لا بد أن يحتذى بهذا النموذج" وهذه تعتبر دعوى مباشرة للعمل المسلح في تونس، وغيرة من قادة الجماعة الإرهابية مثل عبدالله الشريف ويحي موسى ومحمد منتصر المتحدث بإسم جماعة الإخوان، كل هؤلاء تحدثوا بأن لا سبيل إلا للعمل المسلح والقوة".
وأختتم: "بالرغم من كل هذه الدعوات التحريضية للقيام بالعمليات المسلحة في تونس، لكن قادة حركة النهضة الإخوانية يدركون أنهم لن ينتصرو إن اتجهوا إلى العمل المسلح، لذلك سيلجأون إلى المراوغة ومحاولة البحث عن حل سياسي، وفي هذا الإطار سيلقون دعم من القوى الإقليمية الداعمة لهم".
تونس تعيش أحداثا ساخنة
تعيش تونس أحداثا ساخنة بعد القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، منها؛ تجميد أعمال البرلمان بقيادة راشد الغنوشي 30 يوما، وإعفاء هشام المشيشي رئيس الوزراء من منصبه، وتولي الرئيس السلطة التنفيذية.
وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، إقالة الحكومة وتجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وتوليه رئاسة النيابة العامة لتحريك دعاوى قضائية ضد عدد منهم متورطين في قضايا فساد.
قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، الحاسمة المصيرية، قوبلت بحفاوة بالغة داخل الشارع التونسي، الذي كان غاضبا وثائرا ضد ممارسات عدد من السياسيين التونسيين.
ووصفت قرارات الرئيس التونسي بـ الجريئة لتقليص وتحجيم قدرات حركة النهضة المنتمية لجماعة الإخوان، التي خرج الشعب التونسي رافضا لها بعد أن أدخلت البلاد في أزمات اقتصادية واجتماعية عديدة.