ما زال الوضع في تونس في تأزم شديد عقب إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد الحرب على جماعة الإخوان المتمثلة في حركة النهضة الإسلامية، بحل البرلمان وإقالة رئيس مجلس الوزراء وحكومته التابعين للحركة من مناصبهم.
ورغم أن هذه القرارات الجريئة التي اتخذها الرئيس التونسي جاءت بفرحة وسعادة عارمة من قبل الشعب التونسي الذي كان غاضبا من حركة النهضة التابعة لـ جماعة الإخوان واستحواذها على السلطة السياسية في البلاد واتخاذها العديد من القرارات الخاطئة التى أودت إلى أزمات كثيرة في تونس، إلا أن التونسيين يترقبون الوضع بقلق بالغ وحذر شديد تحسبا لما قد تشهده تونس من اضطرابات أو عنف من قبل جماعة الإخوان وذراعها في تونس حركة النهضة الإسلامية.
تحول في خطاب الجماعة
وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة زهرة بلحاج الباحثة السياسية بجامعة قرطاج، إن الوضع في تونس يسوده الهدوء الحذر، والكل يترقب ردة فعل حركة النهضة التي يبدو أنها فقدت تماما مساندة أنصارها، ولذلك فإن خطاب بعض قيادييها تحول من التهديد إلى الدعوة إلى ضرورة التشاور والبحث على توافق.
التحضير لهجمة من المرتزقة
وأضافت "بلحاج" في تصريحات لـ "صدى البلد": “ما نخافه الآن في تونس هو هذا الهدوء المريب يكون بقصد التحضير لهجمة من المرتزقة مدفوعي الأجر التابعين لحركة النهضة وجماعة الإخوان المتواجدين في تونس أو المتواجدين في ليبيا”.
وتابعت: "ما عدا هذا أغلب التونسيين مساندين لكل قرارات الرئيس مستبشرين بما يحصل من تحول وندعو الله أن يقع كنس النهضة كما وقع كنس الإخوان في مصر".
تونس تعيش أحداثا ساخنة
تعيش تونس أحداثا ساخنة بعد القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، منها؛ تجميد أعمال البرلمان بقيادة راشد الغنوشي 30 يوما، وإعفاء هشام المشيشي رئيس الوزراء من منصبه، وتولي الرئيس السلطة التنفيذية.
وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، إقالة الحكومة وتجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وتوليه رئاسة النيابة العامة لتحريك دعاوى قضائية ضد عدد منهم متورطين في قضايا فساد.
قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، الحاسمة المصيرية، قوبلت بحفاوة بالغة داخل الشارع التونسي، الذي كان غاضبا وثائرا ضد ممارسات عدد من السياسيين التونسيين.
ووصفت قرارات الرئيس التونسي بـ الجريئة لتقليص وتحجيم قدرات حركة النهضة المنتمية لجماعة الإخوان، التي خرج الشعب التونسي رافضا لها بعد أن أدخلت البلاد في أزمات اقتصادية واجتماعية عديدة.