الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب: أطلقوا النار على المتظاهرين لوقف هذا الهراء

الجيش في مواجهة الرئيس الغاضب..كيف تعامل البنتاجون مع أوامر ترامب بقتل المتظاهرين؟

دونالد ترامب
دونالد ترامب

كشف كتاب لمراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، مايكل بيندر، عن نقاشات مثيرة للجدل دارت بين ترامب الرئيس الأمريكي السابق ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، مارك ميلي، بشأن الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء الولايات المتحدة قبل رحيل ترامب عن منصبه.

ويقول الكتاب، إن ميلي رفض طلب ترامب بأن الجيش الأمريكي يجب أن يتدخل بعنف في الاحتجاجات لوضع حد لأعمال الشغب التي كانت تعم البلاد في ذلك الوقت، مضيفًا أن الجنرال مارك ميلي وجد نفسه الوحيد المعارض لتلك المطالب خلال المناقشات الساخنة التي كانت تدور داخل المكتب البيضاوي حول هذا الأمر.

وكشف الكتاب تفاصيل جديدة، حول تحول لغة ترامب داخل المكتب البيضاوي إلى لغة تتسم بالعنف المتزايد خلال الاجتماعات، في ظل تصاعد التظاهرات في مدينتي سياتل وبورتلاند الأمريكيتين.

الجنرال مارك ميلي ودونالد ترامب وعدد من القادة العسكريين

أطلقوا النار على المتظاهرين

وبحسب الكتاب، فإن الرئيس السابق أراد تسليط الضوء على مقاطع الفيديو التي أظهرت قوات إنفاذ القانون تتشابك مع المتظاهرين، وأخبر إدارته بأنه يريد أن يرى الكثير من ذلك.

وقال مؤلف الكتاب مقتبسًا عن ترامب أثناء حديثه مع كبار قادة قوات إنفاذ القانون والعسكريين: "هكذا من المفترض أن تتعامل مع أولائك الأشخاص".

وكتب بيندر - مؤلف الكتاب - أن ترامب أبلغ فريقه بأنه يريد من "الجيش أن يذهب ويتغلب على هراء المتظاهرين المدنيين اليمينيين".

وأوضح بيندر أن ترامب قال خلال مناسبات عديدة داخل المكتب البيضاوي خلال مناقشة تلك الاحتجاجات: "فقط أطلقوا النار عليهم".

ووفقًا للكتاب، فإن ترامب خفف من لهجته بشكل طفيف عندما رفض الجنرال مارك ميلي، ووزير العدل آنذاك، ويليام بار، تلك الأوامر، حيث قال الرئيس السابق بعد ذلك: "حسنا أطلقوا النار على أقدامهم، فقط كونوا أشداء معهم".

احتجاجات جورج فلويد

الجنرال في مواجهة الرئيس الغاضب

تقول شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية، التي نشرت التقرير، إن التفاصيل الجديدة، حول معارضة ميلي وكبار المسؤولين التصرف العدائي المتزايد لترامب خلال الأشهر الأخيرة من رئاسته، يضيف فقط صورة مفصلة حول الخلل الذي كان يعم البيت الأبيض في ذلك الوقت.

كما تشير التفاصيل الجديدة إلى مستوى التوتر الذي وصلت إليه العلاقة بين ترامب وكبار المسؤولين بوزارة الدفاع (البنتاجون).

وحاولت "سي.إن.إن" الوصول إلى ترامب للحصول على تعليق بشأن كتاب بيندر، بينما رفض المتحدث باسم الجنرال مارك ميلي، التعليق على القصة.

وأضافت الشبكة الأمريكية أن رئيس الأركان، مارك ميلي، اصطدم بكبار المسؤولين في البيت الأبيض، الذين سعوا لتشجيع الرئيس على سلوكه العدائي.

وكشف الكتاب عن صدام وقع بين كبار مستشاري ترامب، ستيفن ميلر، والجنرال مارك ميلي، حول المظاهرات، حيث قال ميلر إن المشاهد المعروضة على التلفاز مثل تلك التي يتم عرضها في دول العالم الثالث، وادعى أن المدن الأمريكية تحولت إلى مناطق حرب، وهو ما أثار غضب الجنرال الأمريكي مارك ميلي وقال له داخل المكتب البيضاوي: "فلتغلق فمك يا ميلر".

مارك ميلي ودونالد ترامب ومارك إسبر

ترامب وتفعيل قانون التمرد في البلاد

وذكرت "سي.إن.إن" أن ميلي كان من ضمن الأشخاص المنزعجين من انتقادات ترامب لقادة البنتاجون، لكن مع ذلك قيل إنه كان على علاقة جيدة بالرئيس، حيث بذل جهودًا للبقاء في واشنطن لأطول فترة ممكنة خلال الأشهر الأخيرة من ولاية ترامب، موضحة أن أكثر ما كان يقلق ميلي في ذلك الوقت هو كيفية نصح ترامب، إذا ما قرر الأخير تفعيل قانون التمرد، وهو ما سيجعل الجيش يقف أمام المدنيين في الشوارع.

ومع ذلك، فإن ترامب لم يقم أبدا بتفعيل قانون التمرد، لكنه اقترح فعل ذلك مرارا خلال نهاية فترته، وهو ما وضع ميلي ووزير الدفاع السابق، مارك إسبر، في موقف صعب، حيث عارض المسؤولان العسكريان تلك الفكرة لدى طرحها لأول مرة في شهر يونيو العام الماضي، بعد اندلاع احتجاجات ضد وحشية الشرطة والظلم العنصري، عقب مقتل المواطن الأمريكي ذي الأصول الأفريقية.

وحاول الجنرال مارك ميلي إقناع ترامب في ذلك الوقت بأن المظاهرات التي اندلعت بسبب مقتل جورج فلويد مشكلة سياسية، وليست عسكرية، ثم نظر إلى صورة الرئيس أبراهام لينكولن، التي كانت معلقة على يمين ترامب وأشار إليها مباشرة وقال للرئيس: "هذا الشخص كان يواجه تمردًا.. ما نواجهه اليوم ياسيدي الرئيس هي مظاهرات".