الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جبال الصبر

يقولون والعهدة على الراوى انه فى زمن ما وبلد ما كان يعيش قوم لا يفعلون شىء سوى الشكوى . فهم يشكون من اى شىء وكل شىء ، يشكون من قسوة الطبيعة عليهم وبأن الله اختصهم بمناخ قارى فى حين ان دول مجاورة كلهم تنعم بالمناخ المعتدل وبهبات الطبيعة المتعددة من انهار وبحور واودية وسهول ، وهم ايضا يشكون من حظهم العاثر الذى لم يرزقهم بنساء جميلات فارهات فاتنات ، ونساءهم هن ايضا يشكون من حظهن السيء الذى جعل منهن يشقين ويعملن والرجال يجلسون على المقاهى ويتغزلون فى الغاديات الرائحات .. كنت لا تسمع حين تنقلك فى شوارع البلد وأزقتها وحواريها الا الشكوى ، فقط ترى وتسمع اشخاص يشكون ويبكون ويلعنون حظهم ودنياهم . جيل يرث جيل فى هذا البلد ويرث معه جينات الوراثة المتمكنة من جين الشكوى المتأصل فى بلد قصتنا تلك .. وجاء يوم ونزل عليهم غريب ، ضل طريقه فلما رأوه اشفقوا اليه ونصحوه بترك هذه البلد لانه لايوجد فيها مايجعلك تستمر فيها فهى بقعة من بقاع الارض موتور منها وفيها كل ماهو يجعلك شاكرا حامدا فكل مافيها يجعلك غاضبا مستنكرا قانطا . وسألهم الغريب مالذى وصل بهم الى هذه الحالة ولماذا لم يصلحوا حالهم وحال بلدهم ؟ فنظروا اليه شذرا وتركوه فى غيه كما قال بعضهم لبعض .. عاد الغريب الى وطنه ولكنه كان منشغلا بحال هذه البلد وهذا الشعب وجاءت له فكرة لحل مشاكل هذه الفئة ، فعاد الى البلد محملا باكياس من التقاوى وجمع اهل البلدة الناقمة على حظها وقص عليهم سبب عودته اليهم وقال : فكرت كثيرا فيكم وفى بلدكم هذه وتجولت فيها ووجدتها عامرة بالخير ولكن شكواكم جعلتنى افكر ماذا ينقص اهل  هذه البلدة كى يشعروا بالرضا ؟ وايضا سألت نفسى لماذا سيطرت عليهم روح القنوط وجعلتهم لايروا مافى البلاد من خير ومن مباهج متعددة ؟ ووجدت الحل وهو ان بلادكم لايوجد فيها جبال للصبر ، وهذه النوعية من الجبال تساعدكم على الخروج من حالة الشكوى الى الرضا ومن القنوط الى القبول ومنه الى شكر المنعم الوهاب ، ولاننى تأثرت بحالتكم وبوضعكم ورغبت فى مساعدتكم فقد جئتكم بالحل بداخل هذه الاجوال بذور لزراعة جبال الصبر ، الحفنة منها بمبلغ زهيد ، تدفعونه لى وتقومون بعدها بنثر هذه البذور فى أى مكان تفضلونه وتجلسوا بجوارها حتى تنبت وأزهر وتخرج لكم جبلا من الصبر يحول حياتكم الى الافضل ، وتهافت المواطنون عليه يشتروا بذور جبال الصبر فجمع اموالا عديدة وفر بها اما اهل هذه البلاد فهم لايزالون يشكون ويبكون ويلعنون هذا الرجل الذى صار شخصية يشار اليها بالبنان ويحسب لها الف حسبان ودوما يختزن فى ذاكرته هذه الحكاية وهذا الشعب ويضحك بصوت عال ويغنى .. أهل الشقا فى الشقا يارب زدهم من غبا تفكيرهم رضيوا بالشقا وصار حاله من حالهم 
وأهل الهنا فى الهنا يارب هنيهم فى وسط الشقا عتر الهنا فيهم ولان عقلهم ريسهم فشبك الهنا فيهم ...

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط