مرت أمس الجمعة الذكرى الـ 72 على اغتيال حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، حيث لقى حتفه رميا بالرصاص بعد خروجه من جمعية الشبان المسلمين فى الثامنة مساء يوم السبت 12 فبراير 1949.
وقال أحمد البكري، الباحث في الشئون السياسية، مؤلف كتاب "حلف الشيطان"، إن الاستخبارات البريطانية زرعت الفكر المتطرف داخل جماعة الإخوان لإنهاء الوحدة العربية وتفتيت المنطقة، موضحًا أن الاستخبارات البريطانية اعتمدت على الجماعة الإرهابية لمحاربة القوميين آنذاك المطالبين بالجلاء الإنجليزى، فعملت الجماعة على تقليص دور جمال عبد الناصر، وكانت الجماعة سببا رئيسيًا فى إنهاء الوحدة المصرية السورية، أضف إلى ذلك نشر الفوضى وإنهاك الدولة فى صراعات مع الجماعات المتطرفة.
وكشف "البكرى"، فى كتابه "حلف الشيطان"، والذي يكشف تحالفات الإخوان مع المخابرات الغربية، حيث يكشف الكتاب بالوثائق، التاريخ السرى للإخوان وعلاقته بالصهيونية العالمية، و تحالفها مع المخابرات الغربية، والحديث عن حسن البنا ، وكيف تظاهر البنا باعتناق الإسلام ، مستغلًا الدين في بنائه للتنظيم واستقطاب المسلمين، ممن انخدعوا فيه، حيث أنهم اعتقدوا أنه يعمل لصالح الإسلام والأمة الإسلامية، وضمهم لصفوف التنظيم، واكتسب ثقتهم، ثم انحرف بهم عن جوهر وحقيقة ووسطية الإسلام ليكون تنظيما هداما ومعوقا لنهوض الأمة الإسلامية وتقدمها ومشوها لصورة الإسلام لدى غير المسلمين وذلك بتبنى ونشر بعض الأفكار المتطرفة والتكفيرية وهو ما لمسناه فى فكر وكتابات سيد قطب أحد أبرز أتباع البنا.
وأضاف " البكرى" فى تصريحات خاصة ل" صدى البلد" أن حسن البنا ولد لأب يهودى مغربى استقر بمدينة المحمودية بالبحيرة بجوار ضريح ابو حصيرة مطلع القرن الماضى،وإدعى اسلامه مطلقا على نفسه أحمد عبدالرحمن،وارتاد المساجد،حتى اختاره أهل القريه مأذونا شرعيا، موضحا أن البنا لم يدرس بالأزهر, ولكنه أقنع أتباعه بأنه أعلم علماء عصره،حتى وصفه الإخوانى السورى" سعيد حوى" بقوله: "لا نعلم من بين خلق الله مَن فطن لهذا كله ولغيره من شروط جماعة الإخوان كما فطن إلى مجموع ما يلزم لتحقيق الجماعة الإسلامية أهدافها على كل مستوى، من صياغة للمسلم إلى إقامة للدولة المسلمة في كل قطر إلى الوصول للدولة الإسلامية العالمية كحسن البنا, ونعتقد أنه لا جماعة كاملة للمسلمين إلا بفكر الأستاذ البنا وإلا بنظريته وتوجهاته".
وأكد الباحث السياسي أن أساليب عمل جماعة الإخوان تتفق مع ما يفعله الخوارج واليهود والمجوس من حيث خلط الدين بالسياسة، و سرية العمل السياسي والإرهابي واتباع التقية، و إظهار عكس ما يبطنون من مخططات تخريبية، سعيًا وراء الحكم المطلق ، مشيرا إلى أن هذا التشابه بين الإخوان واليهود والمجوس في المخططات وأساليب و وسائل تحقيقها، يطرح تساؤلًا مهمًا : لمصلحة مَن تثير جماعة الإخوان الفتن في المجتمعات الإسلامية، بل وفي مصر؟.
وكشف " البكرى"أن المخابرات البريطانية ربت حسن البنا منذ الصغر حتى أنها دفعته فى المرحلة الإعدادية لتزعم الأطفال بالمدرسة وتأسيس بعض الكيانات، مثل جمعية الأخلاق الأدبية،كخطوة لتأهيله للمهمة الأكبر،وبعد تخرجه من دار العلوم انتقل البنا لمحافظة الإسماعيلية للعمل بها بتكليف من المخابرات البريطانية, ليكون قريبًا من مقرها داخل مقر شركة قناة السويس، التي كانت تديرها بريطانيا آنذاك.
وتابع:دفعت شركة قناة السويس 500 جنيه مصري سنة 1928م للبنا لتأسيس مقر له وبنت له مسجد داخل مقر الشركة، واختيار البنا لإمامة المصلين وخطبة الجمعة به، ليكون غطاءًا للقاءاته بهم بعيدًا عن الرصد الأمني،واستكملت المخابرات البريطانية تأهيله وتدريب لإدارة التنظيم الإرهابى لتنفيذ أجندة صهيونية تهدف إلى تدمير الإسلام من الداخل لصالح الكيان الصهيوني وأمن إسرائيل.
ولفت البكرى إلى أن البنا فى عمر ال 22 عاما بدء الترويج لفكرة «جماعة الإخوان» بين الطبقات البسيطة فى الاماكن العامة( غير المتعلمين والفقراء واصحاب الاعمال الشاقة)حتى ينتقل بهم من هامش المجتمع ليصبحوا رموزا يدافعون عن الجماعة ومبادئها بأرواحهم ، وبالنظر لأسلوب البنا منذ تأسيس التنظيم الأرهابى نجد بصمة العمل المخابراتي واضحة وجلية، فقد بدأ بترويج دعوته بين شرائح المجتمع من غير المتعلمين وأنصاف المثقفين وذوي الدخل المحدود منذ تأسيسه اللبنة الأولى لتلك الجماعة مارس عام 1928م ، لتضم «أول أُسرة إخوانية» اصحاب الحرف المتدنيه ( نجار، حلاق، مكوجي، سائق، جنايني، عجلاتي)، ولم يسعَ حسن البنا لإقناع المتعلمين من زملاء العمل أو علماء الدين من القائمين على المساجد التي كان يتردد عليها، وكان الهدف من ذلك هو اختيار شرائح يؤدي انضمامهم لتلك الجماعة إلى نقلهم من أشخاص على هامش المجتمع ليصبحوا رموزًا يُشار إليهم بالبنان؛ مما يجعلهم يدافعون عن تلك الجماعة ومبادئها بأرواحهم.
و أوضح الباحث السياسي أن حسن البنا قد نجح في إقناع أتباعه بأنه مختار من قبل الله تعالى؛ فلا حق لأحد في الاعتراض عليه, وقد دلل على ذلك عمر التلمساني بقوله: "لما كان الأمر أمر تجميع وتكوين وتوحيد مفاهيم أمة مسلمة.. لما كان الأمر أمر دعوة المسلمين إلى الإيمان.. لما كان الأمر كذلك اختار الله لهذه الدعوة إمامها الشهيد حسن البنا, وإن العضو بين يديه يكون كالميت بين يدي مغسله"، "أي لا يمتلك الاعتراض أو النقاش فيما يصدر له من تكليفات وأوامر ".. رغم أن ذلك الأمر يتنافى مع القيم الإسلامية السمحة وصحيح الدين الإسلامي, الذي يدعو إلى التفكير والتدبر وإعمال العقل حتى يكون الإيمان عن قناعة ويقين.
و أشار إلى أن المتتبع لفكرة التأسيس الأولى لجماعة الإخوان، وتنظيمها وهيكلها ولكل المنظمات والتكوينات المنبثقة أو المتفرعة منها، وللمرشد الأول لتلك الجماعة الإرهابية، يجد أن حسن البنا هو أبو الإرهاب والمبشِّر به في العصر الحديث، وهو مَن أنشأ فكرة التنظيم, وهذه المرحلة من أصعب مراحل بناء التنظيم، حيث إنه لم ينضم إلى تنظيم قائم وانحرف به عن مساره، بل هو الذي أسس بناءً تنظيميً، فهو المُلهم للفكرة، معقبًا:" المدقق للبناء التنظيمى للاخوان يجد بصمة المخابرات البريطانية فحسن البنا لم يكن ليمتلق القدرات التى تؤهله لهذا العمل فهو لم يكن يومًا فردًا فى مؤسسة عسكرية أو نظامية ليتمكن من إعداد هذا البناء التنظيمى الذى ظل صامد قرابه قرن من الزمان ولا يزال .
وأكد الباحث السياسي، فى تصريحاته، أن المخابرات البريطانية عملت على استغلال التنظيم منذ تأسيسه فى ضرب القوى والحركات الوطنيه، ونفذ الإخوان العديد من الجرائم ضد المخلصين من أبناء الوطن لصالح المخابرات البريطانية والوجود البريطانى فى مصر كما سعت الجماعة لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى حادث المنشية ، واستمرت جرائمهم فى الممارسات التى تم تنفيذها ضد أبناء الشعب المصرى عقب احداث 25/يناير 2010 وتستمر عناصرها فى القيام بالدور الهدام ضد الدولة ومؤسساتها من خلال عناصرها الهاربة فى تركيا وغيرها من الدول العربية والغربية.
وعن علاقة الإخوان بالمخابرات البريطانية، أوضح " البكرى" أنها كانت وثيقة جدًّا, فهي مُسخّرة لخدمة البلاط البريطاني, وليس أدل على ذلك مما ذكره الدكتور روبرت لاميرن "الرئيس السابق لوحدة الاتصال بالمسلمين في شرطة لندن، والتي نشرت في مجلة (مجلة نيو ستيت مينت Newstatesman اليسارية البريطانية) بتاريخ 5/12/2011م": (يجب أن تفخر بريطانيا بنجاحها في توفير ملاذ آمن لأعضاء جماعة الإخوان خلال العقود الثلاثة الماضية، كثيرٌ من هؤلاء الإخوان جاءونا هاربين من السجون والتعذيب في بلدان يحكمها مستبدون فاسدون، ودعمهم الغرب بقوة حتى جاء الربيع العربي، والآن بعض هؤلاء يعودون إلى بلدانهم الأصلية للمساعدة في بناء الديمقراطيات الجديدة، ويحصنون بلدانهم ضد ديكتاتوريات محتملة في العالم العربي) ، مؤكدًا على أن هذا الكلام يعكس مدى العلاقة بين جماعة الإخوان وأجهزة المخابرات البريطانية.
كما أشار إلى أن بريطانيا تحتفظ بالأمانة العامة للتنظيم الدولى للإخوان على اراضيها تحت رئاسة القيادى إبراهيم منير وتقوم المخابرات البريطانية والأمريكية بإدارة ذلك التنظيم والإنفاق عليه لاستخدامه في تنفيذ مخططاتهم بالمنطقة و يعلم الجميع الدور الذى قامت به الجماعة في تنفيذ المخطط الامريكى بالمنطقة والمعروف بالفوضى الخلاقة ، وعلينا أن نقارن بين وضع مصر قبل 30/ 6/ 2013 ووضعها الان ووضع الدول التي استمرت تحت سيطرة الاخوان ( ليبيا – تونس).