الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وما راجح إلا مذنب!!


بداية لابد أن نعترف أن تحت الأكمة ماتحتها ، وان مايدور فى واحدة من قرى مصر او مدنها باطلا يراد به شر مابعده شر . لابد ان يأخذ القانون مجراه ولابد ان تكون محاكمة راجح المتهم بقتل محمود محاكمة كغيرها من المحاكمات التى يصدر فيها الحكم نابعا من ضمير العدالة وليس من السوشيال ميديا وهاشتاجات الاعدام لراجح .. القاضى لابد ان يكون حكمه مرجعه الوقائع والنصوص القانونية والا يلتفت لمن يدسون السم فى العسل ويطالبون باستصدار حكم بالاعدام وهو الذى لم يصدر ابدا فى تاريخ واقعة مثل واقعة راجح ومحمود .
بالطبع نتفق ان راجح هو نتاج مرحلة من مراحل الميديا التى افرزت محمد رمضان وحمو وبيكا وغيرهم ممن اصبحوا قدوة للنشء فالاخ رمضان اصبح نجما واحتل قمة الشهرة بالسيف والمخدرات والحريم وغيره من كل الاشياء التى كانت فى الماضى تمثل عهرا ونفورا وكراهية ، ولكن فى عهد انتاج السبكى واحتلال نجم كنامبر وان شباك التذاكر وظهوره عاريا مرتديا السلاسل والحظاظات وممسكا بيده السيف ومقتحما الشوارع والمقاهى واضعا نهاية لمن يعاديه وبحماية الدولة وتهربا من القوانين كل ذلك كان لابد ان يأتى بثمار فاسدة مثل راجح واقرانه الذين سولت لهم الميديا ان القوة هى اللغة الاكثر تأثيرا وأنه مادام معهم من يحميهم فهم فوق كل شىء وهم ايضا المسيطرين المهيمنين ، لن نتحدث عن النشئة المنزلية فكل الطرق تؤدى الى نتيجة واحدة وهى ان الابوين لم يعد تأثيرهما كما كان فى الماضى وايضا سلوك احد الابوين او كلاهما صار هو الاخر يمثل عاملا سلبيا فى التنشئة الاجتماعية السوية .
مانراه على الساحة من سلوكيات خاطئة ومن تعالى مبدأ الانامالية وتراخى كل اصحاب الامور فى اداء واجبهم ، كل ذلك سينتج كل يوم مئة راجح وسيحصد ارواح الكثيرين من المحمودين ، وسينتج امهات واباء على شكل اولياء امور راجح وخاصة الام التى تكره خلفة البنات وتقول انهن يسببن العار لاهلهن وعليه فقد زرعت فى الولد انه الفخر والفخار وان افعاله مهما كانت خاطئة الا انها متفق على جواز مرورها ، وفى المقابل ستظل ام محمود وابيه نموذجان طيبان لن ينتهى ظهورهما مهما كان ومهما حدث لانهما رمزا للخير الكامن فى الارض حتى قيام الساعة ، الخير انجب محمود الذى لم يستطع ان يرضى بتحرش راجح بفتاة لانها تمثل له قيمة انسانية فهو نظر اليها على انها اخته او زوجة المستقبل الذى حرم من ان يعيشه او جارته او قريبته وربما نظر اليها على انها رمز الحق والحقيقة الذى يريد الباطل ان يبتلعه وينهيه ..
نهاية محمود على يد راجح يجب الا تحمل فوق طاقتها ويجب الا يستغلها اصحاب النفوس المريضة والخلايا الفاسدة لاشعال الفتنة وتأجيج مشاعر البغض وتجريدها من مجرد كونها قضية ينظر فيها القضاء ويحكم بها القضاة وتنظرها المحاكم الى قضية رأى عام والى حادثة فارقة لابد ان يبت فيها باعدام راجح ، انا لست خبيرة بالقانون وبمواده ولكنى منذ ان علمت بهذه الحادثة الفجة استطلعت مواد القانون وقرأت الكثير واستشرت العديد من رجال القانون وكلهم اجمعوا على عدم وجود نص قانونى يطلق من خلاله القاضى حكما بالاعدام .
وايضا خلال هذه الفترة الثقيلة على النفس جمعت بعضا من حوادث محاولة الاغتصاب والتحرش والانتهاكات الانسانية وهالنى ماوصل اليه حال مجتمعنا الذى كان يوصف شعبه بالمتدين بالفطرة لافزع من ان الدين برىء من سلوكيات بعضنا الذى اصبح يرتع فى الخطيئة وينهل من المعصية كيفما شاء فى حدود الا يعرفه احد وكأنه نسى او تناسى ان من فى السماء لايغفل ولاينام . المجتمع المصرى بحاجة الى من يعيد اليه اصالته وقيمه وهو بحاجة الى تنقيته من فساد مايراه النشىء عبر الشاشة والسينما ووسائل الاعلام بصفة عامة والسوشيال ميديا بصفة خاصة . هذا المجتمع بحاجة الى من يقسو عليه لامن يحنو عليه لان القسوة ستنتج قوانين سارية واجبة النفاذ وليس مجرد تشريعات تضاف الى سابيقيها ولاتنفذ ولاتنجز شيئا .
الشعب المصرى اصبح من اكثر الشعوب حاجة الى قسوة التنفيذ وليس الاصدار فقط لان مايظهر على الساحة من سلبيات ناتجا عن قناعته بأن من ضمن العقاب اساء الادب.. اعدام راجح لن يعيد للمصريين مبادئهم ولن يصحح اخطاء جهات كثيرة اوصلتنا الى مانحن عليه .. اعدام راجح سيجلب رواجح اخرى ولن يعيد محمود الى الحياة لابد ان نترك القضاء يصدر حكما نابعا من قناعته القضائية ومن روح القانون وايضا يجب ان نقفل ابواب الفتنة والوقيعة وان ننقى انفسنا من البغضاء ومن كوننا قضاة وجلادين فى نفس ذات الوقت ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط