الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا.. مشاهد سياسية خاصة


تنفرد القارة الإفريقية ببعض المظاهر التى كانت ومازالت تميز القارة الإفريقية عن غيرها من قارات العالم الأخرى ونحن هنا نتكلم عن المظاهر السياسية التى تعكس خصوصية فى كل شيء وتنوعا يماثل تنوعها الطبيعى والمناخى كذلك التنوع فى كافة الموارد الطبيعية والبشرية الأخرى التى تجعل القارة تمتلك صورة سياسية تعكس بالضرورة هذه الحالة من التنوع وفى الممارسة السياسية التى من ضمنها اﻻنتخابات التى تكون صراعا من أجل السلطة التى تعتبر مغنما وكنزا لأن الوصول إليها يعني التحكم في الثروه والسلطة وهذا يجعل من اﻻنتخابات حربا لأن السلطة السياسية تعنى التحكم اﻻقتصادى مما يؤدى إلى ما يصل إلينا من ارتباط بعض الصراعات شرطيا مع أجواء اﻻنتخابات التى تكون حشدا اثنيا عدديا للوصول إلى الحكم.

وعند الوصول إلى الكرسى تبدأ الظاهرة الأخرى وهى التهميش والتمييز من جانب النخبة السياسية والثقافية واﻻقتصادية لصالح اﻻثنيه التى تمتلك قاعدة الحكم ضد اﻻثنيات ومكونات الشعب الأخرى ومن هنا ﻻ يحدث اﻻندماج الوطنى أى تعظيم الوﻻء المركزى على حساب أى وﻻءات أخرى.

ولذلك نشاهد العودة إلى اﻻنتماء القبلى واتساع الفجوة بين السلطة المركزية والشعب بما يؤدى إلى ظهور ما يعرف بعدم الشرعية السياسية والتى تعنى فى أبسط صورة عدم رضا الشعب الذى يعتبر ركنا أصيلا من أركان الدولة عن أداء السلطة المركزية ولذلك نجد أن تلك الحالة تمثل أحد أهم أمراض القارة الإفريقية من الناحية السياسية التى تنعكس على كافة المستويات الأخرى وخاصة حلم الدول الإفريقية فى الوصول إلى اﻻستقلال الحقيقى والتنمية واﻻندماج الوطنى الذى لم يتحقق حتى اﻵن لدرجة وصف السلطة المركزية فى بعض الدول بأنها امتداد لسطوة اﻻستعمار كما يحدث فى مالى مثلا .....(رؤية اﻻزواد للسلطة فى باماكو)

وتنظر النخب السياسية والثقافية واﻻقتصادية فى معظم دول القارة لنفسها على أنها المخلص بل أنها فى بعض الأحيان تمثل إرثا إلهيا ينبغى أن تخضع لها جميع مكونات المجتمع ولذلك نرى نوعا من الأبوية السياسية ونشر ثقافة القداسة والوﻻية على الشعوب التى ﻻ تستطيع أن تخرج من تحت تلك العباءة منذ اﻻستقلال وحتى الآن تحت مزاعم من ضمنها حجم التضحيات التى على أساسها حصلت الدول على اﻻستقلال والحرية وكأن الدولة إرثا ممتدا لتلك النخب التى لم تستطع أن تحقق الوعود الكثيرة التى تم رفعها منذ عقود طويلة.

ومن أهم تلك الوعود التنمية والقضاء على الفقر والجهل والمرض والفساد تلك الحالة التى عليها القارة منذ اﻻستقﻻل مع تقديرى للجهود المبذولة لتحقيق الأهداف السابقة ولكنها مازالت لم تحقق آمال الشعوب الإفريقية التى عانت ومازالت من عدم القدرة على إدارة التعددية اﻻثنيه الهائلة مرض القارة المزمن والأمل مازال قائما وخصوصا مع وجود تنافس على تحقيق اﻻندماج والوحدة الحل الوحيد للوصول  إلى التنمية والقضاء على الفقر واﻻنطﻻق نحو الأفضل وأقصد هنا الوصول الى التنمية والرفاهية للشعوب اﻻفريقيه والبعد عن تلك اﻻمراض السياسية التى لم نجنى من ورائها سوى العوز والتبعية ويتم ذلك بالوحدة فى الهدف والقضاء على النعرات القبلية ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر واﻻعتماد على أنفسنا فى خلق اﻻدوات السياسية والثقافية واﻻقتصادية من الداخل ﻻن استيراد الحلول من الخارج ومحاكاة اﻵخر تجربة لم تعد مقبولة وخاصة فى التجارب التى تم التحقق من فشلها سابقا وعلينا تبنى حلول لمشاكلنا الممتدة وليكن من أولوياتنا حسن إدارة مواردنا وتعظيم استخدامها واﻻنتقال نحو الصناعة وحيازة التكنولوجيا الحديثة لضمان النجاح في تحقيق الأهداف التي غابت عنا كثيرا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط