الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ﻻ لعودة اﻻسترقاق ..!!


لم تعرف البشرية مرضا مزمنا وعارا ممتدا مثل تلك الظاهرة التى بدأت فى القارة اﻻفريقية منذ القرن الخامس عشر على أيدى البحارة البرتغاليين الذين بدأوا تلك الصفحة التى تشهد على عدم انسانية واضحة بعد ان تعمدوا اهدار كرامة اﻻنسان اﻻفريقى على المستوى العقلى والنفسى وبلا رحمة.

وقد كانت تلك التجارة رائجة مما أدى إلى التوسع فيها دونما رشادة في تلك الفترة ومنذ هذا التاريخ وما زال اﻻنسان اﻻفريقى يعانى من ويلات وتبعات ذلك حتى الآن..

فقد أصبحت القبائل اﻻفريقية بلا عائل وأقصد هنا الشباب وتم تفريغ الداخل اﻻفريقى بمساعدة من قلوب ماتت فيها اﻻنسانية من بعض اﻻفارقة رغبة فى الثراء السريع ...وعلى الرغم من بدايات تلك الظاهره على السواحل إﻻ ان رواجها وأرباحها ادت الى التوسع فيها وتم اصطياد اﻻفارقة من الداخل مع التحفظ الشديد على لفظ اصطياد أنه قد يعنى دﻻﻻت غير مقصودة وإنما القصد الوصول لما كان يحدث، حيث كان يتم تضييق الخناق واشعال النيران ﻻجبار الشباب وسكان القرى اﻻفريقية على الفرار والهروب من مخابئهم حتى يتم اعتقالهم وسفرهم فى ظروف كارثية ﻻ تحمل سوى النظرة الدونية للعبيد اﻻفارقة ولم يكن هناك مراعاة لسلامتهم لانه كان يموت منهم الكثير فى رحلتهم نحو العالم الجديد وأسيادهم هناك..

ولم تقف اﻻمور عند هذا الحد بل استمرت الممارسات العنصرية فى العالم الجديد وتصويرهم على انهم عالة على البشرية وﻻ يستطيعون فعل اى شيء سوى العمل البدنى ﻻنهم بلا عقول باﻷساس وظلت تلك النظرة سائدة وفى تقديرى مستمره حتى اﻵن ﻷن تلك التربية والنظرة الدونية للانسان الزنجى ﻻ يمكن محوها بشعارات بل ينبغى اقتلاع جذورها من العقل اﻻبيض واﻻعتذار علنا بل واﻻعتراف ان على اكتافهم تم بناء حضارتهم التى كانت وما زالت تحكى عن كم هائل من الضحايا الأبرياء وحالة عدم اﻻتزان النفسى التى سيطرت على الداخل الذى اصبح يعانى من ويلات الغياب والمعاناة التى أدت الى فقدان اﻻمل والمستقبل.

وأذكر هنا فى تكرار متعمد ما قاله غاندى فى مجلس العموم البريطانى مخاطبا الشعوب اﻻوروبية ( ان مجلسكم تم بناؤه على اكتاف اﻻفارقه وتم تزيينه بجواهر الهند) وهى رسالة اراها صالحه في كل وقت وفى أى مكان أنها تؤكد على ما حدث فى كلمات واضحة ومختصرة وممتدة لما يحدث حتى اﻵن من حيث النظرة الدونية للانسان اﻻفريقى والعنصرية التى نراها تؤكد على ذلك ..

وتعددت صور اﻻنتهاكات ضد اﻻفارقة ولكن بشكل مختلف يعكس على اﻻقل بعضا من الخوف الذى جعل البعض يتوارى قليلا وخاصة ان كل المواثيق واﻻعراف الدولية تؤكد على ضرورة السيطرة ورفض العنف والعنصريه ضد الإنسانية (اﻻنسان اﻻسود ).

ولكن أرى على صفحات بعض اﻻفارقه على مواقع التواصل الاجتماعى صورا تعكس وتؤكد عودة تلك الظاهرة وأقصد هنا صراحة انتشار أسواق العبيد اﻻفارقه فى ليبيا.. هنا ﻻبد أن نصرخ ونقول ﻻ لعودة تلك الظاهرة التى دمرت ومازالت كل معانى اﻻنسانية .

فهل تصل صرختنا تلك ﻷحد وخصوصا أن عودة تلك الظاهره فى بلد عربى يؤيد المزاعم الغربية بأن العرب تجار رقيق... وفى النهاية ﻻبد من القضاء وسريعا على تلك اﻻسواق ومحاربة تلك التجارة العفنة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط