ربة منزل صعيدية تبتكر عقارًا لعلاج 22 مرضا جلديا وتسجله فى أكاديمية البحث العلمي .. فيديو
بعيدًا عن الجهل والخزعبلات والعلاج العشوائى الذى يقدمه آلاف المدعين والمشعوذين، كانت لـ سهير إسماعيل إبراهيم والمشهورة فى منطقة الشئون بقنا باسم "أم شريف" تجربة مختلفة تمامًا، تجربة علمية منظمة تستحق الإشادة والاهتمام، بدأتها بطرق أبواب أكاديمية البحث العلمى
وإطلاق اسم "ميرهان ست 2000" على العقار الذى تأمل أن يرى النور لكى تعم فائدته ونفعه على جميع من يعانون من أمراض جلدية.
"أم شريف" ليست طبيبة أو عضو هيئة تدريس فى أكاديمية البحث العلمى، لكنها ربة منزل بسيطة بلغت من العمر سبعين عامًا لم تحظ من التعليم إلا بالمرحلة الإعدادية كعادة معظم ربات البيوت فى صعيد مصر، وحالة نادرة من الإصرار والتحدى لمواصلة مشوارها وإظهار مشروعها للنور لكى يكون بديلًا على مئات الأدوية والعقاقير التى تضر أكثر مما تنفع.
طريق "أم شريف" لم يكن مملوءًا بالورود لكنها كانت مليئًة بالأشواك والعقبات والعراقيل الحكومية، فقد عانت ولا زالت مثل آلاف الباحثين الذين دُفنت أبحاثهم وأعمالهم القيمة داخل أدراج المكاتب الحكومية التى لا تفتح أبوابها إلا لاغتيال إبداعات المتميزين أو وضع الممنوع"المعلوم".
بداية تحضير واستخدام المادة التى تم تسميتها مؤخرًا باسم" ميرهان ست 2000" تقول عنها " أم شريف" أصيب نجلى محمد فى فترة الثمانينيات بالثعلبة وتوجهت وقتها به للعديد من الأطباء حاولت بالعلاج والأدوية لكنها لم تفلح فنصحتنى والدتى بتحضير هذه المادة وبالفعل بعد وضع المادة فى مكان الإصابة لم تمض 3 أيام إلا وتم الشفاء منها، وكانت نقطة البداية التى دفعتنى لتحضير المادة واستخدامها فى علاج الأمراض الجلدية.
تقول "وتدربت على استخدامها وتحضيرها جيدًا من والدتى، بعدها بدأت تجريب المادة على أبنائى ليس فى "الثعلبة" فحسب ولكن فى أى مرض جلدى، ثم تطور الأمر إلى استخدامها فى كافة الأمراض الشائعة التى تصيب المواطنين مثل "جروح مرضى السكر- حب الشباب -الكحة والأنفلونزا والصداع وآلام الأسنان والجروح الصديدية وغيرها الكثير" وكان لها مفعول السحر فى الشفاء من هذه الأمراض فى وقت قياسى، أما عن سبب التسمية فهو يحمل حروف من أسماء العائلة.
تابعت أم شريف: بعد نجاح المادة فى علاج أكثر من 22 مرضا معظمها جلدى، بدأت فى التفكير بطريقة علمية للاستفادة بشكل رسمى من هذه المادة لكى يعم نفعها على الجميع، فتوجهت إلى اللواء عادل لبيب محافظ قنا وقتها وعرضت عليه الأمر فى اللقاء المفتوح، وطلب وقتها من مسئولى الصحة الاهتمام بالأمر ومساعدتى فى الحصول على التراخيص اللازمة لهذا العلاج، ولا أنسى أن له فضل ودور كبير فى استكمال مشوارى لتطوير العقار.
حيث استشعر وقتها أهمية هذا العقار وقيمة البحث العلمى وطلب من المسئولين وقتها الاهتمام بهذا الابتكار وتقديم الرعاية الكاملة حتى يرى النور، وبعدها توجهت لأكاديمية البحث العلمى عام 1999، وتم تسجيل العقار كبراءة اختراع، وبدأت إجراءات تحليل المادة للتأكد من عدم وجود أى أضرار لها وتم إثبات ذلك بالفعل، لكننى ما زالت أعانى من الروتين الحكومى ، فرغم مرور 18 عامًا على هذه الإجراءات والتى أقوم بتجديدها كل فترة إلا أن ترخيص تصنيع العقار لم يصدر حتى الآن، ولم تفلح معامل وزارة الصحة فى كشف حقيقة وسر المادة المستخدمة فى تصنيع العقار.
واستطردت أم شريف، الإجراءات الروتينية العقيمة التى صدمتنى مثل آلاف الباحثين، لم تعرقل مسيرتى فى علاج من يقصدوننى فى منزلى حتى تحول المنزل إلى ديوان مفتوح للآلاف المواطنين الباحثين عن علاج فعال لأمراضهم الجلدية، ولم يقتصر الأمر على أبناء قنا أو المصريين فقط، فقد جاءني الكثير من الجنسيات العربية والأجنبية لعلاجهم من أمراض جلدية، حتى أصبحت على تواصل مع أطباء وأساتذة من خارج مصر، كما أن الكثير من أطباء الجلدية سواء داخل مصر أو خارجها يرسلون لى الكثير من الحالات المستعصية، و حاليًا أقوم بعلاج شخص من هولندا لديه فيروس فى الدم.
أما عن طريقة تحضير العقار والمادة المستخدمة فيه، فتوضح "أم شريف" بأن تحضير المادة والوصول إلى كمية بسيطة منها يستغرق وقتا كبيرا، حيث أبدأ العمل من الساعة 11 مساء حتى الـ 6 صباحًا للحصول على ربع قطارة صغيرة، ويتم ذلك من خلال جلوسى أمام النار لاستخلاص المادة من النبات الذى أقوم بإحضاره من خارج مصر حيث يتم إحضاره من بلاد إفريقيا أو الهند ولا يوجد منه فى مصر، وهى طريقة صعبة جدًا تستغرق وقتا طويال وتتعبنى بدنيًا، لذلك أسعى لتطوير طريقة استخلاص المادة.
وفى نهاية لقاء" صدى البلد" بأم شريف قالت أتمنى أن تصل رسالتى للرئيس السيسى بأن يتبنى هذا الابتكار بشكل شخصى حتى يرى النور ويساهم فى علاج الكثير من الأمراض الجلدية المنتشرة بين أبناء الشعب المصرى، كما أتمنى أن يكون هناك دور لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوب لتبنى هذا العلاج حتى يكون خيره وفائدته لوطننا العربى، لافته إلى أنها تلقت العديد من العروض و آخرهم عرض من طبيب فى المنصورة لتبنى العلاج وإظهاره للنور وترخيصه رسميًا من قبل وزارة الصحة ومن قبله عرض من كندا لتصنيع العقار، لكنه يسعى لاحتكار العقار لمدة 99 عام فتم رفضه بشكل تام، لأننى لا أسعى للكسب من وراء العقار وكل ما يعنينى أن يستفيد منه أبناء وطنى وبلدى.
أما نجلها شريف عبدالستار البيومى" أعمال حرة" فقال: أشفق على والدتى لقائها وقت طويل فى تحضير العلاج لساعات طويلة تجعلها أحيانًا تسهر الليل بالكامل حتى تتمكن من استخراج العقار الذى يحتاج لوقت طويل، كما أن بيتنا أصبح مفتوحا طوال الوقت لاستقبال الباحثين عن علاج أمراضهم الجلدية ورغم ذلك لم يعترض أحد على ونعتبر الموضوع لوجه الله.