الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسالة دكتوراه حول العلاقة بين قوالب تحرير الأشكال الإخبارية وفهم وتذكر القراء للمحتوى"صور"

صدى البلد

حصلت الباحثة نرمين عبدالسلام محمد حسن الخراط المدرس المساعد بقسم الصحافة بكلية الإعلام - جامعة القاهرة- على درجة الدكتوراه في الإعلام بمرتبة الشرف الأولى عن رسالتها التي جاءت تحت عنوان "العلاقة بين قوالب تحرير الأشكال الإخبارية وفهم وتذكر القراء للمحتوى .. دراسة تحليلية وتجريبية مقارنة بين الصحف المطبوعة والإنترنت".

وتكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور محمود علم الدين الأستاذ بقسم الصحافة بكلية الإعلام مشرفا ورئيسا، والأستاذ الدكتور محمد سعد أستاذ الصحافة بكلية الآداب-جامعة المنيا (مناقشا)، والأستاذة الدكتورة أمل السيد الأستاذ المساعد بقسم الصحافة جامعة القاهرة (مناقشا).

وتناولت الدراسة علاقة التحولات والتطورات التي نجمت عن ظهور شبكة الانترنت في مجال التحرير الاخباري بخصائص وسمات تحرير الأشكال الإخبارية وقوالبها التحريرية المستخدمة بالصحف المصرية المطبوعة والصحافة الإلكترونية المنافسة المنشورة على شبكة الإنترنت، ومدى ملائمة وتوافق هذه الخصائص المستخدمة لمستويات عملية التمثيل المعرفي – بالتركيز على عمليتي الفهم والتذكر – للمحتوى الإخباري لدى جمهور القراء من فئة الشباب المصري من طلاب الجامعة.

وأجريت الدراسة التحليلية على خمس من الصحف المصرية اليومية المطبوعة هي (الأهرام، الأخبار، الوفد، المصري اليوم، الدستور) وخمسة من المواقع الإخبارية المصرية والعربية والدولية الصادرة بالعربية هي (مصراوي، إيلاف، الجزيرة، بي بي سي عربي، سي إن إن بالعربية). كما أجريت الدراسة التجريبية على 240 من طلاب الفرقتين الثانية والرابعة بالأقسام الرئيسية الثلاثة بكلية الإعلام جامعة القاهرة.

وبحسب الباحثة، تكتسب الدراسة أهميتها بالنظر إلى ندرة الدراسات العربية في مجال التحرير الصحفي التي تربط ما بين دراسة خصائص تحرير الفنون الإخبارية وتأثيراتها المعرفية في جمهور القراء، والافتقار إلى الدراسات العربية التي تقارن بين هذه الخصائص بكل من الصحف الورقية المطبوعة والصحافة الإلكترونية على الانترنت، وتأثيرات هذه الخصائص في عملية التمثيل المعرفي لدى جمهور القراء من الشباب.

كما تكتسب أهميتها في ظل افتقار المكتبة العربية إلى الأدبيات والبحوث التي ترصد العديد من الفنون الإخبارية الجديدة والأنماط والقوالب الحديثة التي نجمت عن شبكة الانترنت بالوسيلتين المطبوعة والرقمية. 

وسعت الدراسة إلى تحقيق هدفين رئيسيين الأول وصف وتحليل ومقارنة أبرز خصائص وسمات تحرير وعرض الأجناس أو الأشكال الإخبارية وقوالب تحريرها المستخدمة بالصفحات الرئيسية بالصحف المصرية اليومية المطبوعة والمواقع الإخبارية على شبكة الانترنت والكشف عن علاقة ذلك بنوع الوسيلة الإعلامية ومدى مواكبتها للتطورات التي استحدثتها الانترنت في هذا المجال.

والهدف الثاني هو اختبار ومقارنة تأثير نوع قوالب تحرير الأشكال الإخبارية المطبوعة والإلكترونية في فهم وتذكر القراء من فئة الشباب للمحتوى، والكشف عن تأثير التفاعل بين متغيرات نوع القوالب التحريرية ونوع المضمون الإخباري، ونوع الوسيلة الإعلامية، ونوع بنية القالب المستخدم (خطية، غير خطية) في عمليتي الفهم والتذكر لدى القراء، ومقارنة هذا التأثير وفقًا لنوع الجنس الإخباري المستخدم.

وخلصت الدراسة بمرحلتيها (التحليلية) التي تناولت عينة من الصحف المصرية اليومية المطبوعة والمواقع الإخبارية والإلكترونية على شبكة الإنترنت ، و(التجريبية) التي أجريت على عينة من فئة جمهور الشباب من طلاب الجامعة ، إلى عدد من النتائج أبرزها:-
- أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق جوهرية في نوع الأشكال الفنية للمادة الإخبارية وأنواع القوالب التحريرية المستخدمة في صياغتها بين الصحف المطبوعة والمواقع الإلكترونية (عينة الدراسة) ، إذ سيطرت الأشكال النمطية التقليدية على استخدامات الوسيلتين المطبوعة والرقمية ، كما حظي قالب الهرم المقلوب بحضور واضح في استخدامات الوسيلتين ، ولم توظف المواقع الفنون الاخبارية والقوالب الرقمية الجديدة (مثل الهرم الرقمي متعدد الطبقات، نمط التدرج من الجزء إلى الكل، نمط البنية الايضاحية الشارحة، نمط التحرير الإلكتروني الاخباري وفقا لدوافع واهتمامات القراء، وأشكال السرد الإخباري التجريبي، والقصص الاخبارية الموسوعية) .
وقد فسرت الباحثة ذلك في ضوء أن معظم العاملين في مجال الصحافة الالكترونية المصرية والعربية بشكل عام إما صحفيون جدد أو كانوا يعملون بالصحف المطبوعة أو بأي من الوسائل الاعلامية التقليدية الاخرى كالإذاعة أو التليفزيون ، ونظرا للحداثة النسبية لمجال التحرير الالكتروني بمصر والعالم العربي والافتقار للتأهيل الأكاديمي والمهني الملائم لهذه الأنماط الجديدة ، يعتمد هؤلاء المحررون على منظومة الفنون والقوالب المعتاد استخدامها بهذه الوسائل التقليدية، فضلا عن عدم مواكبة الواقع المهني للاتجاهات الحديثة المستخدمة في الصحافة العالمية التي أصبحت تميل نحو استخدام قوالب حديثة تعتمد على أساليب السرد المشوق للقارىء والأشكال البديلة للقصة الاخبارية.
كما فسرت الباحثة هذه النتائج بالنظر الى افتقار المحررين للوعي بمفهوم البناء الفني للمادة الاخبارية وأهميته وأنماطه الحديثة ، وتخوفهم من اللجوء الى القوالب والاشكال الجديدة اما لخوفهم من رؤسائهم في العمل المنتمين للمدرسة التقليدية في التحرير الاخباري أو خوفهم من الفشل في اجادة اعداد مثل هذه الأنماط الجديدة.

- أن هناك فجوة كبيرة بين الواقع العملي والممارسات المهنية في مجال التحرير الإخباري بالصحف المصرية اليومية والمواقع الإلكترونية التي تناولتها الدراسة ، وبين المجال الإعلامي والأكاديمي النظري والبحثي، إذ يشير الأخير إلى التطورات والتحولات والتغيرات الهائلة التي تتيحها إمكانيات وخصائص وسمات شبكة الإنترنت أو الوسيلة الرقمية الجديدة في هذا المجال بما يمثل تحولا هائلا عن التقاليد المهنية النمطية المتعارف عليها بالصحف المطبوعة ، وظهور تقاليد وقواعد مهنية جديدة في صياغة وتحرير الأجناس الإخبارية الرقمية وتطورا كبيرا في نظيرتها المطبوعة - وفقا لمفاهيم ورؤية (نظرية الأنواع أو الأجناس الاتصالية والإعلامية)- ، في حين أظهرت نتائج الدراسة عدم حدوث هذا التحول – خلال فترة التحليل- بصحف الدراسة ، إذ كانت الفروق بين الصحف من جهة وبين مواقع الدراسة من جهة أخرى لا تعكس في جوهرها تحولا أو تغيرا كبيرا عن التقاليد والقواعد المهنية للوسيلة المطبوعة وإنما مجرد إضافة بعض من خصائص وسمات الوسيلة الجديدة للأجناس الإخبارية التقليدية ، ولم يتم الاستثمار الكامل في هذا الإطار لإمكانيات الإنترنت الهائلة.

وترى الباحثة أن تقييم هذه الممارسات المهنية ، والحكم على مدى جودتها وتوافقها مع تفضيلات وحاجات جمهور القراء لا ينبغي أن يستند إلى الرؤية الأكاديمية فقط ، بل يجب أن يعتمد في الأساس على دراسات لهذا الجمهور للكشف عن مدى إشباع هذه الممارسات لحاجاته وتفضيلاته وملائمتها لعملية اكتساب المعرفة لديه من المحتويات الإخبارية التي تنشرها الوسيلتان المطبوعة والرقمية.

كما ترى أن مواكبة الواقع المهني في هذا السياق للمجال العلمي والأكاديمي يتطلب توافر العديد من العوامل والشروط الموضوعية والتي يأتي في مقدمتها تغيير العقلية النمطية التقليدية المسيطرة على أداء النسبة الأكبر من القائمين بالاتصال في المجال الإخباري بالوسيلتين بحيث ترتكز بالدرجة الأولى الى مؤشرات دراسات القارئية والإنقرائية ، وتطوير التأهيل المهني وبرامج التدريب في المؤسسات الإعلامية الصحفية والإلكترونية في مصر والعالم العربي بحيث تواكب التطورات الجديدة في مجال التحرير الإخباري ، بالإضافة الى تطوير مناهج وبرامج التحرير الصحفي والإلكتروني في كليات وأقسام ومعاهد الإعلام حتى تتضمن كل ما هو جديد في هذا المجال.

- أن هناك أفضلية وتفوقا نسبيا لقالب السرد القصصي في تدعيم وتعزيز عمليتي الفهم والتذكر لدى القراء بالنسبة لمحتوى القصص الإخبارية التي تدور حول جرائم وحوادث ، وذلك على مستوى فئة جمهور الشباب من طلاب الجامعة ، ولا يمكن تعميم هذه النتيجة على الأنواع الأخرى من الموضوعات الإخبارية ذات الطابع الخفيف مثل: أخبار الرياضة والفن وغيرها .