الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسئول مكافحة "التسرب التعليمي" لـ"صدى البلد": الوزارة لم تحصر أعداد "المتسربين" منذ 2014 .. والأزمة أدت لإهدار المال العام.. والوضع سيتغير بعد 4 أشهر

راندا حلاوة أثناء
راندا حلاوة أثناء الحوار

استمرار التسرب من التعليم يهدر المال العام الذي تنفقه الدولة على التعليم
سنسعى لتكريم الادارات التعليمية التي تهتم بحصر المتسربين عندها بالدقة والسرعة المطلوبة
وزارة التضامن ستدعم تعليم ابناء الاسر الفقيرة من خلال برنامج "تكافل"
المجلس القومي للطفولة والامومة سيدرب المعلمين على إعادة جذب "الطالب المتسرب"


بدأت وزارة التربية والتعليم مؤخرًا بإظهار اهتمامها الملحوظ بالسعي لحل أزمة "التسرب من التعليم" ، بعد أن ظلت هذه الازمة "مسكوت عنها" طوال السنوات الماضية..

ولهذا سعى "صدى البلد" للتحاور مع الدكتورة راندا حلاوة المسئولة عن هذا الملف بوزارة التربية والتعليم لتكشف كافة تفاصيل خطة الوزارة لحل هذه الازمة.

متى توليتِ مهمة مكافحة التسرب من التعليم؟

قرر الدكتور الهلالي الشربيني تكليفي برئاسة الادارة المركزية لمكافحة التسرب التعليمي 10 يوليو 2016.

وكيف وجدتِ حال هذه الادارة التي لم نسمع عنها الا مؤخرًا ؟

فوجئت ان هذه الادارة تضم تحت لواءها 4 ادارات هي : الادارة العامة للمشاركة المجتمعية ، والادارة العامة للتغذية ، والادارة العامة للمدرسة المنتجة ، والادارة العامة للتعليم المجتمعي ، دون ان يكون بها اي وحدة تتعلق بمكافحة التسرب من التعليم ، وبالتالي وجدت ان الادارة لم تكن اسم على مسمى ، ولذا فكرت في تشكيل فريق لمعالجة التسرب التعليمي.

هل لديكِ الان احصائية واضحة بأعداد المتسربين من التعليم في مصر؟

للأسف لا توجد احصائيات توضح حقيقة الوضع الحالي ، فعندما توليت رئاسة الادارة ، فوجئت ان الوزارة لم تهتم بعمل احصاءات بشأن هذا الموضوع منذ 2014

في رأيك.. إلى أي مدى تضررنا من اهمال مشكلة "التسرب من التعليم" السنوات الماضية ؟

التسرب من التعليم احد الاسباب التي تؤدي لإهدار المال العام ، لان استمرار التسرب يهدر جهود الدولة ويهدر الاموال التي يتم انفاقها على فتح المدارس وصرف اجور للمعلمين ودفع ملايين في طباعة الكتب المدرسية الخاصة بهؤلاء الذين يتسربون من التعليم بجميع مدارس مصر.

وكيف ستكافحون التسرب من التعليم دون ان يكون لديكم هذه الاحصائيات ؟

أول خطوة في خطة مكافحة التسرب من التعليم التي دشنتها وزارة التربية والتعليم برعاية الوزير الهلالي الشربيني ، هي أن يتم رصد أعداد الطلاب المتسربين بالإدارات عن طريق إدارات وأقسام الإحصاء بالإدارات والمديريات التعليمية.

ما الذي سيضمن لكم عدم تجاهل أي من الادارات التعليمية للقيام بهذا الحصر في أسرع وقت؟

ندرس حاليا فكرة عمل تكريم لأكثر ادارة تعليمية إلتزمت واهتمت بعمل حصر دقيق للمتسربين من التعليم فيها ، مع تصنيف اسباب تسرب كل حالة ، وعمل البحوث الاجتماعية اللازمة ، وذلك لتشجيع الادارات على التنافس من اجل الاسراع في أداء المهمة المطلوبة على أكمل وجه.

وماذا ستفعلون بعد هذا الحصر ؟

سيتم وضع تصور من خلال التربية الاجتماعية والتربية النفسية عن الأسباب التى تؤدى لتسرب هؤلاء الطلاب ، وسيتم وضع الخطط العلاجية المناسبة لمواجهة التسرب من التعليم بكافة المراحل.

وماذا عن طبيعة الدور الذي ستتعاون به وزارة التضامن معكم في خطة مكافحة التسرب التعليمي؟

بما اننا نعلم ان الاسر المصرية البسيطة ، لن تتفاعل معنا في فكرة تشجيع ابنائهم على الاستمرار في التعليم الا اذا كان هناك حافز لذلك ، ففكرنا في استغلال برنامج تكافل بوزارة التضامن ، حيث سيتم التنسيق من مديريات التضامن الاجتماعى لإدراج أسماء أولياء أمور الطلاب المتسربين، ضمن مشروع تكافل الذى يمنح أهالى الطلاب مبلغ (600) جنيه شهريًّا بعد التأكد من انتظامهم بالدراسة بنسبة 80% ، كما سيتم الاستعانة بالجمعيات الاهلية و مؤسسات المجتمع المدني و رجال الاعمال ، ليقوموا بتوفير الشنطة المدرسية والزي المدرسي والادوات المدرسية لأبناء لاسر الفقيرة ، بحيث نوفر مال للاسرة و ادوات للطالب حتى لا يكون هناك حجة لتسرب الطلاب من التعليم في المستقبل.

وماذا عن دور المجلس القومي للطفولة والامومة ؟

سيتولى "على نفقتهم الخاصة" التعامل مع المدارس التي سيتم رصد التسرب فيها بنسب عالية ، ليقوموا بتدريب مديري هذه المدارس ومعلميها على طريقة احتضان الطالب المتسرب والتعامل معه ، ليحببونه في العودة للمدرسة.

ما حجم الاموال التي ستدفعها وزارة التربية والتعليم كفاتورة لتنفيذ هذه الخطة؟

وزارة التربية والتعليم لن تتحمل اي اعباء مالية في تنفيذ الخطة القومية لمكافحة التسرب من التعليم ، فدورها يقتصر فقط على عمل الحصر والاحصائيات اللازمة لاعداد المتسربين ، عبر المسئولين في مديريات التربية والتعليم بالمحافظات ، بينما ستتكفل وزارة التضامن و المجلس القومي للامومة و الطفولة و منظمات المجتمع المدني كافة المصاريف المادية المطلوبة.

ومتى يمكن أن نجد بشاير تنفيذ كل هذه الجهود الخاصة بمكافحة التسرب التعليمي على ارض الواقع؟

من المنتظر ان يظهر اولى نتائج كل هذه الجهود بعد 4 اشهر من الان ، بحيث يكون تم الانتهاء من حصر الاعداد وإجراء البحوث الاجتماعية والتصنيف ، لتحديد وضع كل ادارة تعليمية.

في النهاية .. ما الرسالة التي تريدين توجيهها للأسر التي تمنع ابناءها من فرص التعليم؟

أقول لهم "دلوقت مافيش حجة ماعناش فلوس نعلم ولادنا" ، ارسلوا اولادكم للمدارس وسوف تحصلون على كل الدعم المطلوب للأسر وللطالب ، وتأكدوا انكم سوف ترتقون بأبنائكم ، لان الطالب عندما يتعلم سينفع نفسه واسرته.