الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوجة تطلب الخلع: زوجى يجمع بينى وبين ضرتى فى الفراش

صدى البلد

وقفت الزوجة التى تستعد لاستقبال عامها الثلاثين أمام أعضاء مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة بزنانيرى، فى ثياب سوداء تبرز حسن طلتها، صامتة، تقذف بين الحين والآخر زوجها المستقر على كرسى خشبى قابع أمام منضدة مستديرة، تتوسط حجرة مكتب التسوية بنظرات غاضبة، وتتلقى رجاءه لها بالعدول عن طلبها الخلع بعد شهور قليلة من الزواج، وسط حيرة وتساؤل من أعضاء المكتب: "لماذا كل هذا الإصرار على الفراق عن رجل متمسك بها لهذه الدرجة؟!"، وتحت تأثير الاتهامات المستترة بظلمه، تتخلى الزوجة الشابة عن صمتها وتفصح عما أثقل صدرها طوال هذه الفترة.

"هذا الرجل كان يجمع بينى وبين ضرتى فى الفراش".. كانت هذه الكلمات كافية لإنهاء حالة الغموض والحيرة، وفرض الصمت على الجالسين، تعود الزوجة الشابة برأسها للخلف وبصوت يرتجف تتابع: "تزوجته رغم فارق السن الذى يتجاوز العشرة أعوام وزواجه من أخرى، فماله الوفير كان كافيا لجعل أهلى يغضون أبصارهم عن تلك العيوب، ويسلموننى له على طبق من فضة دون أن يتحروا عن سيرته جيدا أو حتى يسألوه عن أسباب رغبته فى الزواج للمرة الثانية، واهمين أنه الرجل المنقذ الذى سيريح جسدى المنهك من الفقر، لكنه كان سبب شقائى، وعلى يده ذقت صنوف العذاب وواجهت شبح الموت".

تسحب الزوجة الهواء حتى يعلو صدرها ثم ثقول بنبرة مجروحة: "بعد إتمام مراسم الزفاف التى كانت تشبه المراسم الجنائزية، انتقلت للعيش مع زوجى فى نفس البيت التى تسكن فيه ضرتى وأولادها، وما إن أغلق علينا باب واحد حتى رأيت وجها غير الوجه التقى الذى كان يحرص زوجى على إظهاره للعالمين، وجه لا يخشى الله، يبات ليله فى مشاهدة الأفلام الإباحية، ويحاول تطبيقها على زوجته، وإذا رفضت ينهال عليها بالضرب دون رحمة، ولأننى أعلم جيدا ماذا سيقول أهلى إذا بحت لهم بحقيقة زوجى "أهى جوازة أحسن من قعدتك جنبنا"، "وإحنا ما صدقنا نخلص منك ويا خيبة يرافق ولا يتجوز عليكى"، لم أجرؤ على التفوه بكلمة واحدة، وآثرت أن أخفيها فى نفسى، وحدثتها بأنها يكفيها بيت مستقل تستظل بجدرانه، ويسترها بعيدا عمن تنفسوا الصعداء لأنهم تخلصوا منى أخيرا، ويا ليتنى ما خضعت لخوفى، لكن ما باليد حيلة كما يقولون، لا مال ولا سند"

تنساب الدموع من عيون الزوجة المنكهة وهى تنهى روايتها: "مرت الأيام، وفوجئت بزوجى يخبرنى بضرورة الانتقال للعيش مع ضرتى فى شقتها، وساق لى حججا واهية، لأكتشف بعدها السبب الحقيقى لتصرفه، فقد كان يريد أن يجمع بينى وبينها فى فراش واحد كما جمعنا فى شقة واحدة، لا أعرف أى نوع هذا من الرجال، لكن يبدو أن إدمانه لمشاهدة الأفلام الإباحية رفع سقف طلباته المحرمة، الغريبة أننى عندما سألت ضرتى عن سبب صمتها على أفعاله ومطاوعتها له، قالت لى إنها تخشى بطشه، وطرده لها هى وأولادها، فهى مثلى بلا سند ولا مورد، وهو يعلم ذلك جيدا ولذا يتمادى فى طغيانه، لكنى لم أعد أطيق تصرفاته وضربه لي كلما قاومت طلباته المقززة، فطلبت الطلاق لكنه رفض، فلجأت لمحكمة الأسرة كى تخلصنى منه رغم اعتراض أهلى".

ينسحب الزوج فى هدوء مع آخر كلمة نطقت بها زوجته، ليحيل أعضاء مكتب التسوية طلب الخلع للمحكمة للفصل فيه.

-