الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شرعية أفندينا وحكم الأيام !!


مازال الحديث ممتدا ومستمرا عن أردوغان الذي لم يترك شيئا أمام التكهنات والتنبؤات السياسية لمعرفة السيناريوهات المحتملة في دولة الخلافة الإسلامية (تركيا العظيمة سابقا) وقرر الرجل خوض معارك كبيرة وكثيرة ضد كافة الباشوات من معارضيه علي مختلف ولاءاتهم فمنهم من يحمل أفكار أتاتورك العلمانية التي تمثل جوهرا أساسيا الآن داخل الكثير من العقول التركية ومنهم من يحمل أفكارا دينية تعارض أفكار أردوغان وحزبه وشباب يعارضون الرجل لأنه في الواقع لم يحقق حلمهم الأكبر بالانضمام إلي الاتحاد الأوروبي والعسكريين والقضاة والمدرسين وغيرهم كثير.

وهذا في السياسة أمر مقبول علي أساس أن من يمتلك القوة يصل إلي مبتغاه في أي صراع سياسي محتمل وأقصد القوة بالمعني الواسع لها ، وفي المسألة التركية قوة الشعب والولاء حاكمة علي المشهد بأكمله وأدت إلي فشل الانقلاب وزادت من شرعية الرجل وحزبه التي كسبها من صناديق الاقتراع ووفق القواعد الديموقراطية مازال الرجل يتمتع بهذه الشرعية علي الأقل بالمعني السياسي وهو الآن ومن خلال اجراءات ما بعد الانقلاب يدعم أركان حكمه ويحاول هدم قواعد المعارضة واحكام قبضته علي المؤسسات السيادية بأكملها ومنها الجيش بطبيعة الحال ، وسؤالي عزيزي القارئ هل الشرعية تعني صناديق الاقتراع والانتخاب فقط؟
 
والإجابة في أبسط صورة لا .. فالشرعية لها مظاهر عديدة وكثيرة منها شرعية اجراءات الوصول إلي كرسي الحكم وكراسي البرلمان بالنسبة للحزب الحاكم وكذلك شرعية العهد بين الحاكم والمحكومين وهي في تصوري بيت القصيد لأي نظام حاكم إذا ما تحققت، توارت معها وأمامها كل المشاكل الأخري وتعتمد بالأساس علي قبول الأغلبية من الشعب لسياسات الحاكم في كافة المجالات لتصبح الشرعية هنا تعتمد علي الإنجاز والتنمية والأمن وتحقيق الرفاهية للشعب.. فهل يتمتع السيد أردوغان بذلك ؟

والإجابة نعم من الناحية السياسية لكن هل حقق الرجل ما يرغب فيه الشعب التركي ولو جزئيا؟ وهل اقتربت تركيا من الانضمام للاتحاد الأوروبي ؟ في ظني أن هذا الحلم يبتعد كثيرا وعلي الرغم من إيماني الراسخ أن العقلية الأوروبية البيضاء برجماتية بالأساس فإن المسألة برمتها تعتمد علي المصالح وتركيا تلعب دورا لا بأس به في خدمة المصالح الغربية في المنطقة العربية والأسيوية وهذا يعني بقاء الأتراك علي ذلك مادامت المصالح قائمة ، أضف إلي ذلك عنصرية مستترة داخل العقول الأوروبية لكل ما هو علي غير دينهم وحضارتهم وجنسهم أحيانا وهو أمر يجب عدم تغافله فالسنوات تمر وحلم الشعب التركي مازال في الهواء وسياسات أردوغان وتحالفاته لم تشفع له حتي الآن في تحقيق هذا الحلم الكبير.

ويكفي أن نقول أن هناك تصريحات رسمية من جانب الإتحاد الأوروبي تؤكد أن تركيا ليست مؤهلة حتي الآن للدخول للاتحاد مما جعل الرجل يحتمي بالولايات المتحدة الأمريكية ومازلت أؤكد أن الدلائل واضحة بأن عملية كسر الإنقلاب تمت بمعونة أمريكية إلي جانب دفاع الشعب التركي عن ديموقراطيته.

وفي النهاية أفندينا أردوغان أمام تحديات كبيرة قاسمة وقوته تأتي من خلال تحالفاته مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية وعلمتنا الأيام السابقة أنها تحالفات في الهواء لأنها برجماتية وليست لها جوانب ثابتة ويمكن أن ينتهي الأمر بالتخلي عن الرجل وحزبه إذا ما دعت المصالح لذلك ، وألمح بداية لانقلاب الغرب علي سياسات الرجل في تركيا من خلال بعض من الصحف البريطانية التي أشارت بنوع من الخجل الى فبركة الانقلاب.. فهل اقتربت ساعة الغضب الأوروبية علي أردوغان ورفاقه في تركيا؟، الأيام القادمة كاشفة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط