قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هل قول "حسبي الله ونعم الوكيل" تعني تفويض الأمر إلى الله أم دعاء على الظالم

فضل الذكر
فضل الذكر
×

أكد علماء الدين أن قول "حسبي الله ونعم الوكيل" يعكس تفويض الأمر إلى الله - سبحانه وتعالى - ويعبر عن الثقة في عدله وحكمته، وليس دعاءً للتشفي أو الانتقام. 

جاء ذلك في تصريحات لكل من الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، حول مفهوم هذا القول ودلالاته الشرعية.

وأوضح الدكتور محمد عبد السميع أن عبارة "حسبي الله ونعم الوكيل" تحمل معنى الاعتماد على الله في رد الحقوق وتحقيق العدالة، مشيرًا إلى أن الله يجبر بخاطر المظلوم إذا تعرض للظلم عمدًا.

 وأضاف أن هذا القول لا يعني الدعاء بإلحاق الأذى بالطرف الآخر، بل هو تسليم الأمر لله ليحكم فيه بعدله وحكمته.

من جانبه، أكد الدكتور مجدي عاشور أن قول "حسبي الله ونعم الوكيل" ليس حرامًا إذا استُخدم في سياقه الصحيح، حتى وإن كان الشخص غير متأكد تمامًا من الظلم الذي تعرض له. وبيّن أن الله - عز وجل - يقص الحق للمظلوم أو يعفو عن الظالم إذا كانت نيته خالصة أو لديه حسن خاتمة.

وأشار عاشور إلى أهمية تجنب ذكر اسم الظالم أثناء قول الدعاء، والاكتفاء بذكر العبارة مجردة، مستدلًا بآية من سورة آل عمران: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".

وفي سياق متصل، نوه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، بأن كبار المشايخ نصحوا بترديد "حسبنا الله ونعم الوكيل" أربع مائة وخمسين مرة. 

وأبان "جمعة" عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذه المقولة هي دعاء وذكر ووقاية من كل شر، وفيها الخير الكثير، كما أنها من أعظم الأدعية الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة.

 وأشار إلى أن هذا الدعاء "حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ" يمكن أن يقال في مواجهة المسلم الظالم، كما يمكن أن يلجأ إليه المهموم أو المكروب أو الخائف.

وواصل جمعة موضحًا أن مشروعية هذا الدعاء وردت في القرآن الكريم في حكاية الله عز وجل عن الصحابة الكرام في أعقاب معركة أُحُد، في "حمراء الأسد"، حيث خوَّفهم بعض المنافقين بأن أهل مكة جمعوا لهم الجموع التي لا تهزم، وأخذوا يثبِّطون عزائمهم، فلم يزدهم ذلك إلا إيمانًا بوعد الله وتمسكًا بالحق الذي هم عليه، فقالوا في جواب جميع هذه المعركة النفسية العظيمة: "حسبنا الله ونعم الوكيل".

واختتم علماء الدين بالتأكيد على أن تكرار هذا القول في لحظات الضيق يعكس اليقين بأن الله كافٍ عبده في كل الأمور، وهو الوكيل الأمثل في رد الحقوق وتحقيق العدالة دون الحاجة إلى التشفي أو الدعاء على الغير.