قالت دار الإفتاء المصرية، إن فكرة المواطنة مأخوذة من وثيقة المدينة التي تُعدُّ أول دستور للتعايش بين الأجناس المختلفة في الوطن الواحد.
فكرة المواطنة
وأوضحت " الإفتاء" عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذا يعكس حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على جمع كلمة الناس ووحدة صفوفهم، منوهة بأنه مما حرص عليه الإسلام مشاركة جميع أطيافه في بناء الوطن والنهوض بالمجتمع، والبعد عن الخلافات.
وأشارت إلبى أن هذا ما وضحه عمل النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة المباركة، وقد دعا الإسلام إلى المحافظة على الأوطان وعدم الاعتداء عليها.
واستشهدت بما قال تعالى: ﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [البقرة: 60]، وقال سبحانه: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ [الأعراف: 56]، وقال عز من قائل: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ [محمد: 22-23].
حب الوطن
وبينت أن الوطن في عصرنا هذا يعني الدولة الحديثة التي لها حدود جغرافية معلومة، وتضم شعبًا ينتمي إلى هذه الحدود الجغرافية ويستوطنها، وحب الوطن معنًى فطري غريزي نابع من شعور الإنسان بالانتماء إليه .
وتابعت: وحنينه إلى المكان الذي ترعرع فيه وأصبحت له فيه ذكريات تربطه بمن نشأ بينهم من أهل وأحباب، مشيرة إلى أن الإنسان مجبول على حب الأوطان، والنصوص الشرعية من قرآن وسنة نصت على ذلك.
ونبهت إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يجبره أحد على الخروج من مكة ما خرج منها؛ وقد نزل القرآن يؤكد ذلك ويسليه صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85].
هل حب الوطن من الدين
ورد أن المسلم مطالب بحب الوطن والدفاع عنه، سواء كان ذلك البلد موطنه الذي ولد فيه أو لم يكن موطنه، ما دام أنه بلد من بلاد المسلمين، لأن حب البلاد الإسلامية والدفاع عنها واجب ديني، وهو من مقتضيات الولاء والبراء في الإسلام، إذ أن الواجب على المسلم أن يعقد ولاءه وبراءه من أجل الإسلام وللإسلام فقط، لا من أجل شعارات أخرى. قال الله تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ* وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُون [المائدة:55-56].