لاشك أن ماذا يحدث عند قراءة سورة الذاريات كل يوم ؟، بعد من الأمور التي ينبغي العلم بها شأنها شأن كل كلام الله تعالى ، حيث إنها إحدى سور القرآن الكريم ومن ثم لها فضل عظيم لا يمكن تفويته ، لذا ينبغي معرفة ماذا يحدث عند قراءة سورة الذاريات كل يوم ؟، لما فيه دلالة على فضائلها ، كما أنه إذا عُرف السبب زاد الحرص لاغتنام الفضل والفوز في الدنيا والآخرة، من هنا تأتي أهمية معرفة ماذا يحدث عند قراءة سورة الذاريات كل يوم ؟.
ماذا يحدث عند قراءة سورة الذاريات
ورد في مسألة ماذا يحدث عند قراءة سورة الذاريات كل يوم ؟، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : «من قرأ سورة الذاريات في يومه ، أو في ليلته ، أصلح اللّه له معيشته ، وأتاه برزق واسع ، ونور له في قبره بسراج يزهر إلى يوم القيامة».
وورد من خواص القرآن : روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : «من قرأ هذه السورة أعطاه اللّه تعالى بعدد كل ريح هبّت وجرت في الدنيا عشر حسنات» ، وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «من كتبها في إناء وشربها زال عنه وجع الخوف ، وإن علقت على الحامل وضعت ولدها» .
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «من كتبها في إناء وشربها زال عنه وجع البطن وإن علقت على الحامل المتعسرة ولدت سريعا» ، وقال الإمام الصادق عليه السّلام «من كتبها عند مريض يساق سهل اللّه عليه جدا ، وإذا كتبت وعلقت على امرأة مطلقة وضعت في عاجل بإذن اللّه تعالى».
حديث عن فضل سورة الذاريات
روي عن عبدالله بن مسعود وحدثه : الألباني في صحيح أبي داود، أنه قال : (أقرأَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: إنِّي أَنا الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المتينُ ) أخرجه أبو داود (3993)، والترمذي (2940)، وأحمد (3741).
وفي الحديث حرَص النَّبِيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم على أن يعلِّمَ الصَّحَابَةَ القُرْآنَ الكريمَ، فكانوا يَقرَؤُون أمامَه، فيصوِّبُ لهم، حَتَّى تكونَ قِراءَتُهم للقُرآنِ كما أُنزِلَ عليه، وفي هذا الحَديث يقولُ عبدُ الله بنُ مَسْعُودٍ رَضِي اللهُ عَنْه: "أَقْرَأَنِي رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم"، أي: عَلَّمَني مِن سُورةِ الذَّارِيات "إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينِ".
وجاء أن هذه قراءةٌ مَنسوبةٌ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، ولكنَّها غيرُ مُتواتِرَةٍ لفظًا، وإنْ كانت مُتواتِرَةً معنًى، فكأنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أَقرَأَ ابنَ مَسعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه قراءةً أُخرَى لتلكَ الآيةِ.
وورد أن المُتوَاتِرُ هو لفظُ: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينِ}، ومعنَى الآية: أنَّ الله هو خالِقُ العِبادِ، فهو الَّذِي يَرزُقُهم، وليس لأحدٍ غَيرِه كلمةٌ نافذةٌ، فهو الرَّزَّاقُ شديدُ القُوَّةِ، الخاضِعُ لِسُلطانِه جَمِيعُ مخلوقاتِه. وفي الحَدِيثِ: اهتِمامُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم بإقراءِ الصَّحَابةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهم القُرْآنَ.
فضل سورة الذاريات
لم يرد في سورة الذّاريات فضلًا مخصّصًا عن رسول الله، لكنها من سور المفصّل التي ورد عن رسول الله أنّه كان يقرأ بها في صلاة اللّيل. ومن ذلك ما ثبت عن عبد الله بن مسعود -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (فَقالَ عبدُ اللهِ: لقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتي كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَقْرُنُ بيْنَهُنَّ، قالَ: فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ المُفَصَّلِ سُورَتَيْنِ سُورَتَيْنِ في كُلِّ رَكْعَةٍ).
وتعدّ سورة الذاريات من سور القرآن الكريم التي ينال قارؤها أجر قراءة القرآن، وفضل قراءة القرآن ورد في مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها :
روى أبو أمامة الباهلي -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).
روى عبد الله بن مسعود -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه سلّم- أنّه قال: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).
فضل موضوعات سورة الذاريات
يظهر فضل موضوعات سورة الذّاريات من خلال المقاصد التي ظهرت في الآيات فيما يلي:
- القسم بيوم القيامة فقد أقسم الله في هذه السورة بأكثر من آية على وضوع يوم القيامة وما فيه من البعث، والحساب، والجزاء، قال -تعالى-: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ* وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ).
- القسم بمخلوقات الله في كونه التي لها الأثر الواضح على غيرها من المخلوقات؛ كالرّياح التي تحرّك الغيوم فتأتي بالأمطار بما يعود بالنفع على الإنسان، والحيوان، والنبات، وما لها من الأثر في حركة السفن التي تحمل البضائع في البحار، حيث تساعد على تحريكها ووصولها إلى وجهتها، وهذا يدعو إلى التأمل والتفكّر في خلق الله وإبداعه.
- تقدير أرزاق المخلوقات فقد تحدثت سورة الذاريات عن الرزق في موضعين؛ وأنّه بيد الله وحده يرزق من يشاء، وذلك بحسب حكمة الحكيم الخبير، وتختلف أرزاق المخلوقات بعضها عن بعض، فقد قال -تعالى-: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ).
- كشف أحوال الكافرين المنكرين للبعث فقد توعد الله للمكذبين بيوم البعث، قال -تعالى-: (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ*ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَـذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ).
- أهمية الاستغفار لقد ذكرت السورة ما ينتظر عباد الله المؤمنين في الآخرة وما أعدّ الله لهم في جنات النعيم؛ جزاءً لهم على ما عملوا في الحياة الدنيا من طاعة الله والقيام بالأعمال الصالحة التي تُرضي الله عنهم، والإحسان إلى المخلوقات، وقيام اللّيل، والإنفاق في سبيل الله. قال -تعالى-: (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ* وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).
سورة الذاريات
تعدّ سورة الذاريات من السور التي نزلت قبل الهجرة بعد حادثة الإسراء والمعراج، فهي سورة مكيّة، وقد نزلت بعد سورة الأحقاف، وسمّيت بهذا الاسم لما افتُتحت به في قول الله -تعالى-: (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا)، ويبلغ عدد آياتها ستين آية، وقد جاءت لإنذار المشركين، وطرح الدليل أمامهم، ثمّ تخويفهم بذكر مصيرهم يوم القيامة.
مقاصد السورة
جاء مِن أهمِّ مَقاصدِ هذه السُّورةِ: إقامةُ الأدِلَّةِ على أنَّ العِبادةَ لا تكونُ إلَّا لله تعالى وَحْدَه، وعلى أنَّ البَعثَ حَقٌّ .
موضوعات السورة
جاء مِن أبرزِ المَوضوعاتِ الَّتي تناولَتْها هذه السُّورةُ:
1- افتُتِحَت هذه السُّورةُ بالقَسَمِ مِنَ اللهِ تعالى ببَعضِ مَخلوقاتِه على أنَّ البَعثَ والجزاءَ كِلاهما حَقٌّ.
2- إبطالُ مَزاعِمِ المُكَذِّبينَ، ووعيدُهم بعذابِ النَّارِ.
3- بيانُ ما أعَدَّه اللهُ سُبحانَه لعبادِه المُتَّقينَ.
4- ذِكرُ طَرَفٍ مِن قَصَصِ الأنبياءِ: إبراهيمَ، ولُوطٍ، وهُودٍ، وصالحٍ، ومُوسى، ونُوحٍ، عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ.
5- ذِكرُ ما يدُلُّ على كَمالِ قُدرةِ اللهِ تعالى، وعلى سَعةِ رَحمتِه.
6- تقريرُ أنَّ اللهَ ما خَلَق الجِنَّ والإنسَ إلَّا لعبادتِه.
7- توعُّدُ المُشرِكينَ بأنْ يَنالَهم نَصيبٌ مِنَ العَذابِ مِثلُ نَصيبِ نُظَرائِهم مِنَ المكَذِّبينَ، ووَعيدُ الكافِرينَ مِن يَومِهم الَّذي يُوعَدونَ.