تصدر الشيخ صلاح التيجاني قائمة التريندات على جوجل، حيث لا يزال حديث مصر يركز على هذا الشيخ المثير للاهتمام ، يتناول الجميع شخصيته والطريقة التيجانية وأفكارها وأتباعها.
في هذه السطور، نستعرض مبادئ ومعتقدات الطريقة التيجانية، ونتعرف على مؤسسها.
نبذة عن الطريقة التيجانية
الطريقة التيجانية تُعد واحدة من أوسع الطرق الصوفية انتشارًا في القارة الأفريقية، حيث تعود أصولها إلى أواخر القرن الثامن عشر.
مؤسس الطريقة هو الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد التيجاني الحسيني، الذي وُلد في عام 1737 في مدينة عين ماضي بولاية الأغواط الجزائرية.
نشأة الشيخ التيجاني:
اشتهر التيجاني بحفظه للقرآن الكريم منذ صغره، حيث أتم حفظه قبل أن يبلغ سن السابعة، بعد ذلك، توجه لدراسة العلوم الدينية والشرعية حتى أتقنها، وسافر بين مختلف مناطق المغرب العربي يتعلم من العلماء والفقهاء، حتى استقر في مدينة فاس المغربية، التي أصبحت لاحقًا مركزًا رئيسيًا للطريقة التيجانية.
تنقلات التيجاني ودعوته
أمضى الشيخ التيجاني 18 عامًا في مدينة فاس، ثم انتقل بعدها إلى مدينة تلمسان ومنها إلى مناطق أخرى في الصحراء الجزائرية، حيث بنى خلوة انقطع فيها للعبادة والدعوة لمدة تقارب 18 عامًا.
كان يتنقل بين المدن يدعو إلى الإسلام وينشر تعاليم طريقته الصوفية، حتى وافته المنية عام 1815 في مدينة فاس.
إرث الشيخ التيجاني
خلف التيجاني العديد من المؤلفات الدينية التي لا تزال مرجعًا لأتباعه حتى اليوم، ومن أشهر مؤلفاته "الإرشادات الربانية بالفتوحات الإلهية"، وهو شرح لقصيدة البوصيري "الهمزية" في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، و"جواهر الحقائق" في شرح الصلاة المسماة "ياقوتة الحقائق".
معتقدات الطريقة التيجانية
تعتمد الطريقة التيجانية على مجموعة من المبادئ والمعتقدات التي تميزها عن غيرها من الطرق الصوفية.
أولًا: تعزز التيجانية توحيد الله في العبادة والرضا بحكمه، وتختص الله بصفات الكمال والجلال.
كما أنها تتبنى مفهوم "توحيد العارفين" الذي يشمل عبادة الله كما جاء في تعاليم الرسل، وتفرق بين التوحيد الذي يأتي عن طريق الفلسفة والتأمل والتوحيد الذي ينبع من المعرفة الإلهية المباشرة.
مفهوم الولاية الكبرى
تؤمن التيجانية بفكرة الولاية الكبرى، حيث يعتبرون شيخ الطريقة التيجاني مرشدًا مطلقًا يبلّغ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كما يعتقدون بعصمة الشيخ الأكبر في أقواله وأفعاله، وأنه يمكن لبعض أتباعه أن يفوقوا الأنبياء في العلم بفضل إشارات الله لهم، مستشهدين بقصة موسى والخضر عليهما السلام.
الولاء والبراء في الطريقة
تلزم الطريقة التيجانية مريديها باتباع أورادها وأذكارها بشكل صارم، وتعتبر الطريقة نفسها الوحيدة التي تؤدي إلى النجاة في الدنيا والآخرة.
كما يؤمنون بضرورة طاعة الشيخ "الكبير" بشكل مطلق، ويؤكدون على قدسية الزوايا التيجانية، خاصة تلك الموجودة في فاس وعين ماضي.
الشخصية المقدسة للشيخ: يعتبر أتباع التيجانية الشيخ أحمد التيجاني شخصية مقدسة ويمنحونه ألقابًا مثل "الغوث" و"قطب الأقطاب"، ويعتقدون أن قبره في فاس وقبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور بعض الصالحين من أتباع الطريقة هي قبور مباركة تستحق الزيارة.
أوراد الطريقة وأدعيتها: للتيجانيين أوراد خاصة وأدعية لا توجد في النصوص الشرعية، مثل "صلاة الفاتح لما أغلق"، التي يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم خصهم بها. كما يقومون بممارسات تشمل نشر ثوب أبيض واعتقادهم أن النبي يحضر بينهم خلال جلسات الذكر.
بهذه الطريقة، تشكل التيجانية طائفة صوفية ذات طقوس ومعتقدات خاصة، تميزها عن باقي الطرق الصوفية وتجعلها مثار جدل بين العلماء والفقهاء.