لاشك أن هناك الكثير من الأمور تعول على نجاح العلاقة الزوجية ، فإذا كانت سعيدة فإنه ينتج عنها أجيال سوية ومن ثم مجتمعات متقدمة ، حيث إن العلاقة الزوجية لا يقتصر صداها على رجل وامرأة وإنما على أمة كاملة، خاصة أن الزواج ميثاق غليظ فيما ورد بالقرآن الكريم ، لذا اهتم الشرع الحنيف بكل أسس نجاح العلاقة الزوجية .
العلاقة الزوجية
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه الاحترام في العلاقة الزوجية ليس مجرد سلوك بل هو ضرورة أساسية لبناء حياة زوجية سعيدة ومستقرة.
وأوضح “عثمان” عن العلاقة الزوجية ، أن كلمة "احترام" تأتي من جذر لغوي يشير إلى "المنع" و"الامتناع"، وهذا يعني أن الاحترام يشمل الامتناع عن التصرفات المسيئة أو المؤذية.
وأضاف أن الاحترام في العلاقة الزوجية يعني أن يمنع كل طرف نفسه من الاعتداء على الآخر، كما أن الحرمات في الدين تُسمي بذلك لأنها ممنوعة، ولذلك فالاحترام يمنع كل تصرف غير لائق أو مؤذٍ.
وأفاد بأن الاحترام يولد الاحترام المتبادل بين الزوجين، منوهًا بأن قلة الاحترام يمكن أن تؤدي إلى تدهور العلاقة، فبعض الناس يعتقدون أن الإهانة أو اللسان الطويل هو أمر يسير، لكن الحقيقة أن هذه التصرفات تؤدي إلى مشاكل كبيرة.
لا تضرب زوجتك
وتابع: إذا لاحظت أن زوجتك تتطاول بلسانها، فإن هذا قد يكون نتيجة لتصرفات غير لائقة منك، وعليك أن تعالج المشكلة بطريقة صحيحة، متعجبًا: أتريد أن تضرب زوجتك كما لو كانت زميلك وتنكر عليها أن ترد وتتتوقع منها أن تصمت كذلك!.
وأوصى الأزواج ، قائلاً: إذا تطاولت الزوجة وتجاوزت حدود الاحترام مع زوجها ، فاحذر ضربها ، وإنما عليك أن تأخذها إلى بيت أهلها وتطلب منهم إعادة تربيتها ، ولا حرج في ذلك، مؤكدًا أن الحياة الزوجية لا تقوم على الذل أو العنف، بل على الاحترام والإحسان.
وأشار إلى أنه حتى في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الحيوانات، كان يُوصي بالإحسان، فكيف بالزوجين، وهما أقرب الناس إلى بعضهما؟ يجب أن يكون هناك احترام متبادل، وليس قسوة أو إهانة.
ونبه إلى أن بعض الكلمات والأفعال قد تكون أكثر تأثيراً من الضرب، حيث يمكن لكلمة جارحة أن تؤثر بشكل أعمق من الضرب الجسدي، ، مشيرًا إلى أن تجريح العرض أو الإهانة بالكلمات يمكن أن يكون لها تأثير سلبي كبير.
واستطرد : وأحياناً يكون أقوى من الضرب، يجب أن نتجنب هذه التصرفات ونحرص على التعامل بكرامة واحترام ، محذرًا من تأثير التصرفات السلبية على الأطفال، فالأطفال يتأثرون بشكل كبير بما يرونه في المنزل، وقد يتسبب هذا في مشكلات نفسية لديهم، مثل كره الزواج أو التوجس منه.
أساس العلاقة الزوجية
ورد أن الله سبحانه وتعالى أنزل آيات بينات فجعل أساس العلاقة الزوجية المودة والرحمة وبهما تكون المحبة والألفة، وقد جعل عقد النكاح ميثاقًا غليظًا فرتب عليه حقوقًا وواجبات، وشرع فيه أحكامًا، أنصف في الحقوق والواجبات فقال ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) وجعل القوامة والولاية بيد الرجال لقوله تعالى ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى * بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) .
وقد حذر الله سبحانه وتعالى من الظلم والاذى والجور والبغي والعنت، وقد حرم السفاح وأحل النكاح وجعله وسيلة للاستخلاف والبقاء، وقد جعل الله تعالى عقد النكاح ميثاقًا غليظًا.بما قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً * وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ * إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) .
و قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، فالله تعالى حث على حسن العشرة وبذل المعروف لقوله عز وجل (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ، وقوله تعالى (أَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) .